أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لم أحصل على المعدل الكافي لدخول الطب، فهل أعيد السنة أم هي إرادة الله؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود أن أستشيركم - يا رعاكم الله -..

أنا بنت وفقني الله، وجعلني متميزة في مشواري الدراسي - والحمد لله -، إلا أنه في عامي هذا اجتزت البكلوريا، ولم أتحصل على نقطة التميز، أي لم أتحصل على نقطة تمكنني من التسجيل في جامعة الطب والتي هي أسمى حلم وهدف لي، فأنا أود أن أصبح طبيبة لهذه الأمة، أود أن أكون طبيبة بأخلاق إسلامية لهذه الأمة التي تفتقر إلى بناتها المسلمات.

وبعد أن حدثتكم عن بعض أهدافي في الحياة، أود أن أستشيركم، هل أعيد سنة البكلوريا، مع أني جدا متأكدة من أنني هذه المرة قادرة على أن أتحصل على المعدل الذي يمكنني من التسجيل في جامعة الطب بعون من الله؟

أعلم أن إجابتكم هي: أعيدي السنة مادمت أنك متأكدة من أنك ستحصلين على مبتغاك.

ولكن عندما جلست مع نفسي، وحادثتها، شعرت وكأنني أبصرت أن الله يود أن يبصرني حكمة، أي أن هناك حكمة وراء هذا، وأن الله لا يريدني أن أعيد السنة، وأن أكتفي بالالتحاق بأي جامعة حسب ما يسمح لي به معدلي، أي أني كنت أنا المتميزة الأولى، والمتحصلة على النتائج الأولى في ثانويتي، وإحساسي المتيقن بأنني سوف أتحصل على مثل ذلك التميز في اختبار البكالوريا، صحيح أنه ليس المرتب الأول، ولكن كنت متيقنة بأنه بإمكاني على الأقل أن أتحصل على معدل يحقق هدفي.

أتمنى أنكم قد فهمتموني، وأسأل الله أن ترشدوني، فهل أعيد السنة أم لا؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونبارك لكم شهر الصيام، ونسأل الله أن يعيده علينا وعليكم أعوامًا عديدة وسنوات مديدة في طاعته، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذه الثقة، ونشكر لك هذا الطموح العالي، ونسأل الله أن يعينك على تحقيق المراد.

ونحن (حقيقة) لا نريد لمثيلاتك من صاحبات الطموح العالي أن يتوقفن في المسير من أجل تحقيق الطموح والرغبة، ونؤكد أن الميل إلى الشيء والرغبة فيه، هذا عنوان على النجاح، وهذا الذي نريده، فنحن الآن لا نريد خريجات، وإنما نريد متميزات، بل لا نريد مجرد طبيبات، إنما نريد طبيبات – كما قلت – بروح إسلامية، وبعلمية متمكنة، وبرسالة واضحة في هذه الحياة، حتى لا نحتاج في علاج بناتنا وأمهاتنا للرجال، أو نحتاج لغير المسلمات، أو لغير المسلمين في هذا الجانب الهام، التي تأثم الأمة إذا لم توفر طبيبات للنساء، تأثم الأمة إذا لم تقم بهذا الواجب الكفائي.

وإذا كنت - ولله الحمد - صاحبة رغبة، ووهبك الله أيضًا تميزًا، فإنا ندعوك لإعادة الكرة، وهكذا يفعل الكثير من أصحاب الطموح العالي، بل إننا نعتقد أن هذا التعطل يكون لحكمة أيضًا لمزيد من التمكن، ومزيدا من التفوق، ومزيدا من التهيئة، ومزيدا من الثقة، وهذه كلها معان مهمة، وهذه العقبات التي تواجه المبدعين وأصحاب الهمم العالية يجدون لها حلاوة وطعمًا، ولولاها ما عرف الناس قيمة التميز والتفوق، وهي محطات في طريق النجاح.

لذلك نتمنى أن تُعيدي السنة، وتحرصي على أن ترتبي وقتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لما يحبه ربنا ويرضاه.

أكرر لأنا نريد متميزات، لأنا نريد من يفتحن صفحات جديدة في الآفاق العلمية، وهذا لا يحصل لمن تريد أن تدرس أي جامعة، ولكن يحصل ممن لها رغبة، ولها هدف تريد أن تصل إليه، فنشكر لك تحديد هذا الهدف الكبير، ونسأل الله أن يعينك على الوصول إلى ما تريدين، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه على كل شيء قدير.

نكرر ترحيبنا بك في الموقع، وندعوك إلى حسن الثقة في الله، وكمال الاعتماد عليه، فإن الإنسان وإن كان موهوبًا وإن كان ذكيًّا يحتاج بعد أن يبذل الأسباب إلى أن يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

ونوصيك بأن تجتهدي في طاعة الله تبارك وتعالى وفي التقرب إليه بالطاعات والبعد عن المعاصي، قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسّي العلم) فمما يعين الإنسان على النجاح والفلاح: الحرص على طاعة ربنا الفتاح، قال تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله }، فاحرصي على طاعة الله، واقتربي من والديك، واطلبي دعاءهم، وكوني عونًا للمحتاجين، يكن العظيم عونًا لك، ورتبي جدول المذاكرة، واجتهدي في الدراسة، ونسأل الله أن نسمع عنك خيرًا، وأن نراك متفوقة في عالمنا، تضيفين الجديد في هذا العالم – عالم الطب – ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...