أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أستعيد ثقتي بنفسي وأتخلص من المخاوف بعد الحادث الذي أصابني؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،، وبعد:

فأشكركم جميعا على هذا الموقع الذي يستفيد منه الآلاف، بل الملايين من الناس، وأنا أول مرة أطرح استشارة، وكلي أمل وثقة بعد الله أن تفيدوني!

حصل لي حادث مروري قبل حوالي سنة، ليس بالحادث القوي، خربت فرامل السيارة فجأة، وبعدها طلعت على رصيف كبير، وأحسست برجة قوية في رأسي بسبب طلوعي على الرصيف -والحمد لله- بعدها أحسست أني على غير طبيعتي، خلال أسبوع آلام في رأسي، وعدم تركيز، وحالة ارتباك، وبعدها تقريبا بشهر كان عندي خلل بسيط في التوازن، عندما ألتفت أحيانا إلى اليمين وأعتدل أشعر بدوار أو أحيانا إلى اليسار.

راجعت طبيب أنف وأذن وحنجرة، وعمل لي أشعة، وأخبرني أن طبلة الأذن سليمة، ولكن يوجد التهاب في عظمة الأذن الوسطى، ووصف لي لمدة أسبوع إبر مضاد حيوي كل يوم إبرة، إلا أنها سببت لي نقصا في الضغط، وخمولا شديدا وتعبا في جسمي، مع العلم أني كثير الحركة، وأمارس رياضة كرة القدم يوما في الأسبوع.

بعدما أنهيت الدواء استعدت -والحمد لله- نشاطي قليلا، لكني أحسست أني لست الشخص الأول، ثقتي أصبحت ضعيفة بنفسي، وأتجنب المشاوير والسفريات خوفا من الإغماء!

مع العلم أني لم يغم علي أبدا طوال حياتي، فبم تنصحني جزاكم الله خيراً؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن الحادث المروري قد أثر عليك نفسيًا، الحمد لله تعالى لم تكن عواقبه وتبعاته شديدة، لكن قطعًا الجانب النفسي له قيمته، فالحوادث من هذا النوع قد تؤدي إلى ما يعرف بقلق أو عصاب ما بعد الحادث، وهذا كثيرًا ما يظهر في شكل توترات وقلق وعدم توازن، أضف إلى ذلك أن موضوع الالتهاب الذي أصابك والمضاد الحيوي الذي تناولته كان أيضًا له تبعات سلبية عليك، بالرغم من أنه أمر إيجابي ومطلوب، ونصيحة طبية أخذت بها على أصولها، لكن يعرف تمامًا أن الالتهابات الباكتيرية – وخاصة الفيروسية – يصحبها كثيرًا أو يأتي بعدها شعور بالإنهاك النفسي والقلق وعدم الارتياح، وربما عسر المزاج، وقد شاهدنا حالات اكتئاب نفسي صِرْفة، هذه الحالات ظهرت بعد أن يتم معالجة الإنسان من التهاب ما.

فالعلاقة معروفة أيها الفاضل الكريم، وأنا أعتقد أن الحادث أضف إليه هذا الالتهاب جعلك تدخل في هذا المزاج العكر، أصبحت تفتقد الفعالية، وضعف لديك التواصل الاجتماعي، وهذا أضعف ثقتك في نفسك، أعتقد أن الأمور سوف ترجع لطبيعتها؛ لأن آثار الالتهاب سوف تزول، آثار المضاد الحيوي -إن شاء الله تعالى- في طريقها إلى الزوال، وموضوع الحادث بالسيارة قطعًا يجب أن تنظر إليه نظرة إيجابية؛ لأن الله تعالى ستر، والحمد لله تعالى لم تكن هناك إصابة بليغة، هذا لطف عظيم.

فيا أيها الفاضل الكريم: حوّل فكرة الحادث إلى تفكير إيجابي، وبالنسبة للالتهاب أيضًا الحمد لله تمت معالجتك منه، وحاول أن ترجع إلى حياتك الطبيعية تدريجيًا.

من أفضل الأشياء التي أنصحك بها: الانخراط في ممارسة الرياضة، ابدأ بدايات بسيطة، أنت تمارس كرة القدم وهذا أمر جيد، ارجع إلى الرياضة، لأن الرياضة ذات أهمية كبيرة جدا وفاعلة جدا، وهي محسنة للمزاج، بجانب فوائدها الجسدية، والشخص الذي كان يتدرب سابقًا حين يتوقف عن الرياضة يحس بفرق كبير، فأرجو أن تبدأ في ممارسة الرياضة مرة أخرى، وكن حريصًا أيضًا على التواصل الاجتماعي واستغلال الوقت.

أرجو ألا تنعت نفسك بأنك ضعيف الشخصية أو أنك أصبحت ضعيف الثقة بنفسك، هذه كلها مشاعر الخوف من الفشل، وأنت إن شاء الله تعالى لست بفاشل ولن تفشل.

التفكير على هذه الشاكلة يعيد لك حقيقة ثقتك بنفسك، ويجب ألا تتجنب، يجب أن تتواصل، تتواصل مع أهلك، مع أصدقائك، مع معارفك، الحرص على صلاة الجماعة، وحتى الرياضة مارسها كممارسة جماعية مثل كرة القدم كما ذكرت، هذا كله نوع من التواصل الجيد والمفيد، وأنا أرى أن حالتك إن شاء الله تعالى سوف ترجع لوضعها الطبيعي بالتدرج، أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عادت نوبات الهلع بعد ست سنوات من الشفاء منها. 1578 الأحد 05-07-2020 09:38 صـ
زوجتي تعاني من الشك والخوف من الناس وعدم الاهتمام بنظافتها 1226 الثلاثاء 23-06-2020 05:11 صـ
الشرود الذهني وضعف الذاكرة والضيق يلازمونني طوال اليوم! 1548 الاثنين 22-06-2020 05:33 صـ
أزمة عاطفية سببت لي أعراضا نفسية، فهل من مساعدة؟ 1110 الأحد 21-06-2020 08:50 مـ
ما هو علاج القلق المرتبط بالخوف والهلع؟ 6583 الاثنين 18-05-2020 06:24 صـ