أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا حول هذا السؤال، إنه لأمر طبيعي أن يشعر الإنسان ببعض الارتباك عند الحديث مع الآخرين، أو المطالبة بحقوقه، أو الدفاع عن نفسه، وخاصة عندما يكون وسط جمع من الناس، وسواء كانوا أكبر منه، أو أصغر منه في العمر، أو من مكانة اجتماعية مختلفة، وإذا اشتدت أعراض الارتباك أمام الناس، وبحيث أنك لا تدافع عن نفسك وحتى لو كنت على حق، فالغالب أنها حالة من الرهاب الاجتماعي.

وبالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي فالأفضل هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين لتجنب الشعور بالخوف والارتباك، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث مع الناس، ويمكن أن تكون البداية بمجرد التواجد بين الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة أمام شخص أو أشخاص، وحتى تطمئن للحديث معهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجد أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى، وأن جرأتك قد ازدادت وذهب عنك ما أسميته "الجبن"، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات، ويمكن أن تقوم بكل هذا بنفسك، ولكن من الممكن أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع معك تطور الحالة.

وإذا طالت معاناتك ولم تستطع تغير هذا الحال بنفسك، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكن أن يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك مراحل وتفاصيل هذا العلاج، ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي. ولقد ذكرت في سؤالك أنك تناولت بعض الأدوية، ولكنك لم تذكرها لنا، وهناك عدد جيد من الأدوية المفيدة، ومنها دواء "باروكستين" وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كنا عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريبا، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء.

نحن ننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج طبيب متخصص، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج، وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر.

والله الموفق.