أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ raneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اضطراب الدورة الشهرية مع ظهور شعر زائد بالوجه والصدر، وأحياناً البطن، وارتفاع هرمون الحليب هي أعراض لحالة التكيس المتعدد على المبايض، وهذه الحالة تحدث في الغالب بسبب السمنة والوزن الزائد، لكن ليس شرطاً حدوث السمنة لتحدث حالة التكيس، فأحياناً نجد التكيس في ظل وزن طبيعي.

الذي يحدث في حالة السمنة هو ارتفاع هرمون الأنسولين، لكي يتخلص الجسم من السكر الزائد إما بالحرق، أو التخزين على صورة جليكوجين، وهو بمثابة عقد أو سلسلة من حبات سكر الجلوكوز لاستخدامها وقت الحاجة، والسكر الباقي يتم تحويله إلى دهون تخزن في الأرداف والفخذين عند النساء، أو البطن والذي يعرف بالكرش عند الرجال، ومع ارتفاع هرمون الأنسولين يرتفع هرمون الذكورة عن معدله الطبيعي، فيظهر الشعر وحب الشباب، وبالتالي الحل السحري في علاج التكيس هو السيطرة على الوزن الزائد بعمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصاً الحبوب مثل: الشوفان، وجنين القمح، والفول النابت، وتلبينة الشعير المطحون، وهذه الحبوب تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات التي لا يمكن عند تناولها بكثرة أن تعطي الإحساس بالشبع مطلقاً، وكذلك تعطي الحبوب الفيتامينات والألياف المطلوبة لعلاج الإمساك، وتقوية الدم، هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان.

وعند السيطرة على الوزن ينتظم إفراز هرمون الأنسولين، وهرمون الذكورة وهرمون الحليب، ومفتاح علاج التكيس هو النزول بالوزن إلى الوزن القياسي، وهو في الغالب يساوي الرقم فوق المائة من الطول، فإذا كان طولك 165 سم، فيجب أن يكون وزنك 65 كجم تقريباً.

ويجب التوقف عن استعمال حبوب ديان؛ لأن الدراسات أثبتت أنها على المدى البعيد تؤدي إلى مشاكل في الأوعية الدموية، والبدائل كثيرة مكانها، وكذلك فإن حبوب ديان تحتوي على دواءين، واحد منهما هو دواء سيبروتيرون، وبالتالي أنت تأخذين دواء مكرراً بجرعة زائدة، فيجب التوقف عن استعمال ديان، ودواء سيبروتيرون مضاد للأندروجين أو لهرمون الذكورة، ويقلل من إفراز هذا الهرمون للسيطرة على الشعر وحب الشباب، فلا بأس من استخدامه حتى يقل الشعر، ثم التوقف أيضاً عن استخدام الدواء، خصوصاً والبدائل المتمثلة في الليزر تعالج الشعر بكفاءة عالية، وهناك بعض التحاليل يجب إجراؤها، وتكرارها للمتابعة لمعرفة حالة الهرمونات المسؤولة عن التبويض، وهرمونات المبيض نفسه، وهرمونات الغدة الدرقية لعلاج ومتابعة الكسل فيها، وهذه التحاليل هي:

FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN- TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون:
PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة.

وعمل سونار على المبايض لمتابعة التكيس، وفي حال اضطراب الهرمونات ووجود التكيس، فإن لذلك برنامجاً علاجياً سوف يقوم به الطبيب المعالج -إن شاء الله-، ولكن يمكن إتباع هذا البرنامج في الفترة الحالية، وفي حال نقص هرمون البروجيستيرون، يمكن أخذ أقراص دوفاستون 10 مج يومياً، من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، والتوقف حتى تعطي فرصة للدورة في النزول، ويكرر هذا الدواء لمدة ثلاثة شهور، وهذا الدواء يساعد في بناء بطانة الرحم بناء جيداً، مما يسمح للبويضة المخصبة في التعشيش والانزراع الجيد في بطانة الرحم، وهذا يساعد على تثبيت الحمل -إن شاء الله-، مع الاستمرار في تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج؛ لأنها تساعد في إنقاص الوزن عن طريق علاج مشكلة مقاومة الخلايا لعمل هرمون الأنسولين، وبالتالي يعمل بشكل جيد، ويقل إفراز هرمون الذكورة الذى يؤدي إلى ظهور الشعر وحب الشباب، مع الحرص على ممارسة الرياضة، وعمل حمية غذائية، والتقليل من النشويات والسكريات، وزيادة السلطات في الطعام.

حبوب علاج هرمون الحليب يجب تناولها حتى يصل مستوى الهرمون إلى الصفر تقريباً، وليس شهراً واحداً، ولا بأس من تصوير الرحم والمبايض لمعرفة التبويض، وتصوير قناة فالوب؛ لأن الالتصاقات في هذه القنوات من بين الأسباب التي تؤدي لمنع الحمل.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل total fertility، وتحسن حالة الدم، ويجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي؛ لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية لعلاج التكيس من خلال التجارب الشخصية، أعشاب البردقوش وتشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة يمكن شربها مرتين يومياً، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهي مفيدة للمناعة، ولعلاج الإمساك والهضم، ومشاكل المبايض وآمنة طبياً، مع المتابعة الطبية كما قلنا لأن علاج التكيس مهم جداً قبل الزواج لزيادة فرص الحمل -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.