أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تغيرت شخصيتي بعد الزواج إلى الأضعف، ما نصيحتكم لي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

إليكم قصتي:
أنا متزوجة منذ سنة ونصف، وأعتبر حياتي الزوجية حياة سعيدة، والحمد لله. عندي طفل أحبه أكثر من نفسي، وأحب زوجي وهو كذلك، ولكني في أوقات كثيرة أشعر بأن شخصيتي تغيرت كثيراً بعد الزواج!

بعد ما كنت أعتبر نفسي شخصية قوية وقيادية ومرحة أصبحت أشعر بأني شخصية ضعيفة وهشة، حتى إذا حصل خلاف بيني وبين زوجي أذهب وأعتذر منه، حتى ولو كان هو المخطئ، وحتى لو كان الأمر الذي قام به أمراً مزعجاً جداً، بالنسبة لي، فلا أستطيع أخذ موقف منه! وأيضاً عندما أسمع كلاماً لا يعجبني من أهل زوجي لا أرد ولا أناقش، وهذا ليس من طبعي.

في أوقات كثيرة أشعر بالضيق والحزن على نفسي، وأشعر بأن حياتي (روتينية) بشكل ممل، أصبح زوجي وابني وبيتي كل اهتمامي فقط، حتى إني أشعر بأني مقصرة في عبادتي، فبعد ما كنت أصلي على الوقت وأختم القرآن في كل شهر مرة، لم يعد عندي وقت لعمل هذه الأشياء في أوقات كثيرة!

أتمنى الهرب وترك كل شيء ورائي، والذهاب إلى مكان لا أعرف فيه أحداً، مع أن كل ما تمنيته من الله، تحقق، فعندي زوج صالح وبيت وأطفال والحمد لله، استجاب الله لي، لا أعرف سبب التناقض الذي أنا فيه؟! لا أريد مناقشة زوجي بهذا الأمر حتى لا يظن أني نادمة على زواجي منه، لأني بتأكيد لست كذلك، وبحكم أنه طلبني أكثر من مرة للزواج حتى وافقت.

أرشدوني، ماذا أفعل؟ كيف أتخلص من هذه الوساوس؟

شكراً جزيلاً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jesy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا، والفضفضة.

بالطبع لا تخبري زوجك بهذه الطريقة، وبهذه التفاصيل كي لا يساء فهم الموضوع.

أكاد أجزم بأنك كنت قبل الزواج طموحة جداً، وتريدين تحقيق الكثير من الأمنيات والنجاحات.

ليس غريباً أن تتغيّر نظرة الفتاة، منها قبل الزواج عنها بعد الزواج، وأنت قد أصبحت الآن سيدة وزوجة وأماً لطفل، أقرّ الله عيونكم به، ورزقكم المزيد.

أقول ليس غريباً أن تختلف نظرة الفتاة أو المرأة مواقفها وطموحاتها، حيث تكون قبل الزواج راغبة في تحقيق "كل شيء" في حياتها من آمال وأحلام وطموحات، وتجد نفسها بعد الزواج "محدودة" الطموحات بين الزوج والطفل والبيت، وما له علاقة فقط بهذه الأسرة الصغيرة.

لكن هذا الحال لا يجب أن يستمر على هذا المنوال، وإلا ستجدين نفسك في مزيد من الانسحاب من مجالات الحياة الأخرى، وبالإضافة للعناية والاهتمام بزوجك وطفلك وبيتك، فيجب أن لا يكون هذا كله على حساب نفسك أنت، فأنت بالرغم من أنك زوجة وأم وربة منزل، إلا أنك في النهاية إنسانة، لها طموحاتها ورغباتها وحاجاتها النفسية والإيمانية والاجتماعية.

أرجو أن تنسي فكرة أنك أمٌ "متفانية" في رعاية أسرتك، على حساب إهمال نفسك!

الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: لكل منا "إن لنفسك عليك حقاً" فاعتني بنفسك، ونمّي هواياتك، أو استعيديها إن كنت قد تركتيها في الفترة الماضية عند الانشغال بالزواج والحمل والولادة، والآن التربية.

من المفيد لك أن تكون لك بعض الهوايات والاهتمامات الخاصة بك أنت، وهي ليست بالضرورة لغيرك، كالرسم والدروس وتعلم اللغات وتصميم الديكور والطبخ والكمبيوتر والرياضة والتصوير.
هوايات كثيرة تعبّرين من خلالها عن شخصيتك، ويتيح لك هذا اللقاء بالناس، واستعادة شخصيتك التي كنت عليها.

أمر آخر علي أن أنبهك إليه، وهو أن تنتبهي إلى ما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تصاب الكثير من الأمهات بحالة من الاكتئاب بعد الولادة، والتي قد تستمر لسنة بعد الولادة، وأنت لم تذكري لنا عمر طفلك، ومثل هذا الاكتئاب هو قابل للعلاج، ولكن لابد من تشخيصه أولاً، إن وجد.

من خلال الاهتمام بنفسك، ستجدين جرأة وقوة شخصية سواء مع زوجك، أو مع أهل زوجك، أو بقية الناس، وكل هذا طبعاً قوة وجرأة بالحق والتعبير عن مشاعرك ووجهة نظرك.

جميل أن نسمع عن قوة العلاقة بينك وبين زوجك، وبينكما وطفلكما، وهذا يبشّر بأنك ستتمكنين بعون الله من تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...