أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن عقار (كِيبرا) والذي يسمى علميًا باسم (Levetriacetam) هو من أفضل الأدوية التي تستعمل بمفردها لعلاج أنواع معينة من الصرع، أو يمكن استعماله كدواء إضافي وتضافري مع الأدوية الأخرى المضادة للصرع في بعض الحالات.

بالنسبة لموضوع التأثيرات والتدخلات السلبية ما بين (الكِيبرا) والفيتامينات: هذا الموضوع لم يُحسم علميًا، في عام 2005 ظهرت دراسة ممتازة جدًّا، ونستطيع أن نقول أنها موثقة ومعتمدة وذات مصداقية عالية أشارت أن عقار (كِيبرا) يؤدي إلى استنزاف فيتامين (ب6) والذي يعرف (بيرودكسين)؛ ولذا يجب أن يتناول الأشخاص الذين يتناولون (الكيبرا) فيتامين (ب6)، ثم أتت بعد ذلك دراسات لاحقة تشكك في الدراسات السابقة بالرغم من قوتها، وأصبح الآن الرأي المُجمع عليه أنه لا بأس من تناول فيتامين (ب6) بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون (الكيبرا) خاصة الأطفال، بشرط أن تكون الجرعات صغيرة، حتى لا يحدث انسمام فيتاميني.

أما بالنسبة لفيتامين (د) فالخلاف حوله أكبر، والمتفق عليه والملاحظ أن نسبة نقص هذا الفيتامين بين عامة الناس أصبحت كبيرة جدًّا، وهنالك الآن اتجاه لأن يُنصح جميع الناس بتناول فيتامين (د) لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، لأن الفحص المعملي للتأكد من نسبة هذا الفيتامين مكلفة بعض الشيء، وفي ذات الوقت حوالي ستين إلى سبعين بالمائة من الناس يعانون أصلاً نقصًا في هذا الفيتامين، فبعض المراكز العلمية ترى أنه من الأفضل والأحوط والأرخص أن يتناول الناس هذا الفيتامين على الأقل لمدة ثلاثة أشهر كما ذكرت.

فيا أخي الكريم: بالنسبة لهذا الطفل -حفظه الله– سيكون من الأفضل أن يُقاس مستوى فيتامين (د) في الدم، وإذا وجد هنالك نقص بالطبع لا بد أن يتم إعطاء الطفل هذا الفيتامين، والطريقة الثانية هو أن يعطى هذا الفيتامين لمدة ثلاثة أشهر بجرعة محسوبة، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنه، ويمكن أن يعطى مرة أخرى بعد مضي ثلاثة أشهر ولمدة ثلاثة أشهر أخرى.

إذن هذا هو الموقف، المعلومات المتوفرة، لا أستطيع أن أقول إنها يقينية ورصينة، لكن الأحوط هو الذي ذكرته لك، وهذه الفيتامينات قطعًا هي سليمة، أما بالنسبة لسحب الدواء من الطفل فيجب أن يكون تدرجًا، والتدرج يتفاوت من مدة ثلاثة إلى ستة أشهر حسب حالة الطفل.

الذي أفضله والذي أحبذه هو أن يكون الطفل تحت الملاحظة والمراقبة والمتابعة الطبية، والكيبرا دواء خاص جدًّا، خاص في كل شيء، في فعاليته، في جرعته، في آثاره الجانبية، ولذا الطبيب الذي وصف هذا الدواء يجب أن يكون هو المرجعية الرئيسية في كيفية تناول الدواء وجرعته وطريقة سحبه، هذا أفضل أخِي الكريم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى الصحة والعافية للجميع.