أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أوسوس بأني أمارس العادة السرية.. فهل مارستها فعلا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا صاحبه الفتوى2402616 لم يجب عليها.

تأتيني وساوس على كل حين وأنا قاعدة وقائمة ونائمة بأنني أقترف تلك العادة، لا أعلم كيف أزيلها من رأسي، وأخاف أن يغويني الطاغوت فأعود إليها، ويخيل لي أني فعلتها، فكل فترة أتوب منها، وأنا لم أفعلها، كذلك سابقا كنت أفعلها عندما أسمع نبضات قلبي، أو أحس بها.

الآن كلما وضعت يدي على قلبي يخيل لي أني أفعلها، الشك يراودني، ماذا أفعل؟ وهل أستطيع أن أكون من حافظي الفرج مرة أخرى؟ أم فات الأوان؟ وكذلك مرة كنت أتكلم مع أختي، ونضحك ومن الحماس وضعت رجلي فوق الأخرى، وأنا واقفة عندها تذكرت العادة السيئة، وبدون قصد، ولم أحس بشيء، لكني وسوست أني فعلتها، فهل يعني أني فعلتها حقاً؟ وأيضا عندما أعود من المدرسة أجد في ملبسي الداخلي شيئا أصفر قليلا، لا أدري متى يخرج؟ فهل هو مني؟ ويجب علي الاغتسال؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تائبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وعلى التواصل معنا على هذا الموقع.
يبدو من خلال ما ورد في سؤالك أن التشخيص هي حالة من أنواع الوسواس القهري.

ومن أكثر الوساوس انتشارا هي وساوس الدين والجنس والمرض، وفي أي منهما يمكن أن تأتي مجموعة كبيرة من الأسئلة اللانهائية، وفي حالتك تكون حول العادة السرية، وهل قمت بها أو لا....؟ وكلما انتهيت من سؤال أتاك من بعده سؤال آخر، وهكذا.

وصعوبة الوسواس القهري أنه يأتي في الأمور العزيزة على الإنسان كدينه وإيمانه وصحته، ومن هنا كانت صعوبات الوسواس، فالمؤمن تأتيه في إيمانه وتوكله على الله، وأنت تأتيك في هذه العادة التي تحاولين الإقلاع عنها، بينما إنسان آخر تأتيه في صحته واحتمال المرض، حيث تدور في ذهنه أفكار أو جمل أو عبارات أو حتى صور وخيالات...

وهكذا فقد لا يسلم شيء مما يعتز به الإنسان ويؤمن به، فتضيق الدنيا على هذا الشخص المبتلى بكل هذه الوساوس، ويبدأ يتساءل هل أنا شخص طبيعي، مما يضاعف معاناته، وحتى يدخل في دائرة معيبة.

اطمئني، فكل ما يدور في ذهنك من هذه الوساوس، وربما غيرها مما لم تخبرينا بها ربما لخجلك منها، أو ارتباكك من ذكرها، كلها وساوس قهرية، لست مسؤولة عنها؛ لأن من تعريف الوساوس أنها أفكار، أو عبارات، أو جمل، أو صور تأتي للإنسان من غير رغبته ولا إرادته، بل أنت لا شك تحاولين جاهدة دفعها عنك، إلا أنها تقتحم عليك أفكارك وحياتك، وأنت لا تريدينها.

صحيح أن بعض الناس، وخاصة ممن لم يصب بالوسواس، يجد صعوبة كبيرة في فهم هذا الأمر، إلا أن هذا لا يغيّر من طبيعة الأمر شيئا، ويبقى الوسواس عملا ليس من كسب الإنسان، وليس من صنعه.

والوساوس القهرية إنما هي مجرد مرض نفسيّ، أو صعوبة نفسية قد تصيب الإنسان لسبب أو آخر، كما يمكن لاضطرابات أخرى أن تصيب أعضاء أخرى من الجسم كالصدر والكبد والكلية، وكما أن لهذه الاضطرابات علاجات، فللوسواس وغيره من الأمراض النفسية علاجات متعددة، دوائية ونفسية وسلوكية.

وفي هذا الموقع الكثير من الأسئلة التي تدور حول الوساوس، مما يعكس أولا مدى انتشارها بين الناس، وإن كان من المعتاد أن لا يتحدث الناس عنها، ولا حتى المصاب، إلا بعد عدة سنوات ربما، حيث يعاني أولا بصمت ولزمن يطول قد يصل لسبع أو تسع سنوات، ولذلك أشكرك على أن كتبت لنا تسألين.

إن وضوح التشخيص، وفهم طبيعة الوسواس، لهو من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج.

ومن أهم طرق العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو الأصل، وهناك بعض الأدوية التي تساعد، والتي هي في الأصل مضادة للاكتئاب، إلا أنها تخفف من شدة الوساوس، وتحسن الحالة المزاجية.

ولكن إن وجدت صعوبة كبيرة في التحسّن أو التكيّف، أو طال الأمر عليك وأزعجك كثيرا، فأنصحك بمراجعة أخصائية نفسية قريبة من مكان سكنك، لتقوم على العلاج.

وبالنسبة لسؤالك الأخير، فالذي أعرفه أنه لا يتوجب عليك الاغتسال.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1652 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1089 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1520 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1122 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2640 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ