أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما علاج الحياء الزائد؟ وما الفرق بين الحياء والخجل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما علاج الحياء الزائد؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - جل جلاله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من المسلمين الصادقين في التزامك ودينك، وأن يجعلك سببًا في هداية غيرك إلى الحق والإسلام والهدى والنور، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن الحياء خير كله، والحياء صفة من صفات أهل الإيمان، بل هو شعبة من شُعب الإيمان، حيث قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (الإيمان بضعٌ وستون شعبة – أو بضع وسبعون شعبة – أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من شُعب الإيمان) وقال - صلى الله عليه وسلم – أيضًا: (الحياء خيرٌ كله) وأخبرنا أن من خلق الإسلام الحياء، إلى غير ذلك من النصوص التي تحض وتحث على الحياء على اعتبار أنه صفة عظيمة تؤدي إلى أن يستحي العبد من ربه - جل جلاله - أن يفعل ما يُغضبه خاصة في الخلوات.

كذلك أيضًا تدفع الإنسان للحياء من الناس والحياء من الملائكة والحياء من النفس، فهو وسيلة من وسائل تهذيب النفس وتقوية الضمير الإيماني، وتقوية الرقابة لله - تبارك وتعالى - في السراء والضراء؛ ولذلك من أعظم صفات المؤمن صفة الحياء، بل إن الله - جل جلاله - من صفاته أنه الحَيِّي، و من صفاته الحياء، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن ربكم حَييٌ كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتين).

لذلك كلما زاد الحياء كلما كان خيرًا على خير وخيرًا إلى خير، ولكن يخشى أن يكون الأمر قد التبس عليك ما بين الحياء والخجل، فإن الخجل يختلف عن الحياء تمامًا، فالخجل مرض نفسي، له أسبابه، ومن هذه الأسباب الوراثة، كأن يكون الإنسان نشأ في أسرة كان أحد أطرافها لديه هذه الخصلة وهي الخجل، ولذلك انتقلت إليك عبر أحد أطراف أسرتك.

كذلك أيضًا من أسباب الخجل: فقدان المهارات الاجتماعية، يعني: عدم القدرة على التواصل مع الناس؛ ولذلك عندما يبدأ الإنسان ويتقدم به السن ويضطر لأن يحتك مع الناس يُصاب بنوع من عدم القدرة على التأٌقلم مع الناس، والخوف من عدم التوفيق، ولذلك يتم الهروب من مواجهة الناس ومن إقامة العلاقات الجادة بينه وبين أقرانه أو زملائه.

كذلك أيضًا من أسباب الخجل: النظرة السلبية للنفس والذات، فالإنسان دائمًا يتهم نفسه بأنه ليس ناجحًا، وأنه ليس موفقًا، وأنه ليس شيئًا، وأنه سيفشل؛ ولذلك لا يحاول أن يجرب ولا يحاول أن يتقدم.

فالخجل مرض نفسي له أسبابه وعلاجه، وانظر هاهنا علاج الخجل سلوكيا: (267019 - 1193 - 280445 - 278063).

أما الحياء فالحياء الزائد مطلوب، وعلاجه أن تسأل الله المزيد منه؛ لأنه لا يزيدك إلا قُربًا من الله، وبُعدًا عن المعصية، وتوفيقًا في إقامة علاقات رائعة وجيدة مع نفسك ومع الآخرين.

أسأل الله أن يجعلنا وإياك وسائر إخواننا المسلمين من أهل الحياء منه - سبحانه وتعالى - الذين يستحيون منه حق الحياء، فلا يقعون فيما يُغضبه - جل جلاله - وتقدست أسماؤه.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...