أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أصبر على فراق زوجي الذي أحببته؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة راسلت موقعكم منذ فترة بخصوص مسألة: الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها من الرضاع, فأفتاني فضيلة الشيوخ الأجلاء ببطلان زواجي, وبوجوب مفارقة زوجي, وأنا الزوجة الثانية التي اكتشفت بعد الزواج مباشرة أنها تكون ابنة أخت ضرتها من الرضاعة.

وبمجرد أن تلقيت الفتوى صدمت صدمة شديدة, وأصبت باكتئاب وألم مرير, فالله وحده يعلم مدى حبي لزوجي, ومدى حبه لي, لكني صبرت, واحتسبت, ورضيت بما قسمه الله وقضاه لي وله, وفارقنا بعضنا ابتغاء مرضاة الله, وخوفًا من عقوبته إن استمر هذا الزواج.

فأسألكم بالله أن تنصحوني: كيف أستطيع مواصلة حياتي من دونه؟ فقد سكنت روحه في روحي لسنين قد خلت قبل الزواج, وكان كل شيء بالنسبة لي, وكيف أتخلص من ذلك الألم المرير الذي يعتصر صدري في كل حين؟ خاصة عندما أراه, أو أسمع صوته, أو حتى حين أرى ضرتي السابقة وهي تمتدحه, وتحكي عن لحظاتهما السعيدة التي يمضيانها معًا, فنحن نعيش مجتمعين لأننا عائلة واحدة.

لقد أصبحت منعزلة عن الناس, ودائمة البكاء والنحيب, وأكثر من الاستغفار, وأدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يصبرني على هذا المصاب.

هل تنصحونني أن أغادر هذه العائلة, وأذهب إلى مكان بعيد أستطيع فيه أن أبدأ من جديد؟ وأن أنسى هذا الماضي المؤلم, فقد جاءتني فرصة لعمل محترم في مكان بعيد, بالرغم من أنني ميسورة ـ والحمد لله ـ لأن زوجي الذي فارقته لازال ينفق عليّ, ويوفر لي كل ما أحتاجه وأكثر, وهذا ما يزيد من ألمي ومن حزني على فراقه.

جزاكم الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soumaya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

مرحبًا بك ـ ابنتنا الكريمة, وأختنا العزيزة ـ في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يعوضك خيرًا مما فقدت، وهو سبحانه وتعالى جواد كريم، وهو على كل شيء قدير.

نحن في هذه اللحظة لا ندري تفاصيل هذه الواقعة، ولكن ما دمت قد استفتيت وأفتيتم بالتفريق بينك وبين زوجك بسبب الحرمة بالرضاع, وقد فعلتم ذلك، فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب لكم أجر امتثالكم لشرعه, ووقوفكم عند حدوده، ونحن على ثقة تامة – أيتها البنت الكريمة – أن الله تعالى لن يضيع لك هذا العناء الذي تجدينه, وهذا الصبر الذي تتجرعينه ابتغاء مرضاة الله, والتزامًا لدينه, وامتثالًا لأمره - وما عند الله تعالى خير وأبقى -.

فنصيحتنا لك – أيتهَا البنت الكريمة –: أن تأخذي بالأسباب التي تدفع عنك هذا التعلق بهذا الرجل، ومن هذه الأسباب استحضار اليأس، فإن النفس بطبيعتها إذا يئست من الشيء نسته، فاستحضري اليأس: بأنه لا يمكن الوصول إلى هذا الرجل بطريق أباحه الله تعالى، والمتعلق بما لا يمكن الوصول إليه مثله – كما يقول العلماء – كمثل من يعشق الشمس ويريد الوصول إليها، فأنت إذا ذكّرت نفسك بهذا المعنى على الدوام, وأن هذا شيء يستحيل الوصول إليه بطريق يرضاه الله تعالى، وأن غيره من الطرق المباحة تقوم مقامه، فإن هذا المعنى بتكراره على نفسك على الدوام سيساعدك على نسيان هذا الماضي.

من الأسباب أيضًا: أن تتجنبي قدر الاستطاعة ما يذكرك بهذا الرجل، فحاولي قطع الصلات بما يذكرك به، أما هو فالواجب عليك أن تعامليه معاملة الرجال الأجانب، وينبغي لك أن تبتعدي تمام الابتعاد عن الحديث إليه، أو اللقاء به، وإن كان اللقاء منضبطًا بضوابط شرعية؛ وذلك لما يبعث اللقاء به من الذكريات عندك.

من الأسباب المهمة - أيتها البنت الكريمة – التي ستساعدك على نسيان هذا الرجل ونسيان الماضي: أن تحاولي الزواج بغيره إذا تمكنت من ذلك، وأن تبادري إليه إذا عرضت لك فرصة، ونصيحتنا لك: أن تتعرفي على النساء الصالحات, وتكثري من مجالستهنَّ، فإنهنَّ خير من يعينك على تحصيل الزوج الصالح، وأم النصائح وأهمها – أيتهَا البنت الكريمة – أن تحاولي شغل قلبك بالتعلق بالله تعالى، وتذكر الثواب, وحسن اللقاء له، وأن هذه الحياة الدنيا زمن يسير عن قريب سينتهي وينقضي, وننتقل للحياة الدائمة الخالدة، فالسعيد من اشتغل في هذه الأوقات القصيرة برضوان الله تعالى, وبما يقربه منه؛ ليسعد وينعم في تلك الحياة الأبدية، ويسكن جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.

ونحن على ثقة تامة - أيتها البنت الكريمة – من أنك إذا شغلت نفسك بمناجاة الله, والإكثار من ذكره, والصلاة, وقراءة القرآن, ودعائه سبحانه وتعالى بأن يقدر لك الخير, وأن يرزقك الرزق الحسن، فنحن على ثقة من أن هذا السلوك سيخفف عنك كثيرًا من المعاناة، كما أنه سيفتح أمامك أبواب السعادة الحقيقية، فإن السعادة لا يجدها الإنسان حق الوجود, ويتذوقها حق التذوق, حتى تتعرف هذه النفس على ربها, وتشتغل بمناجاته, وتعمّر أوقاتها بطاعته.

لا بأس عليك أن تسافري إذا كنت ستجدين محرمًا يرافقك في هذا السفر, وتأمنين على نفسك في الإقامة في البلد الآخر، مع أننا لا ننصحك بذلك، فإن ما قدمناه لك من النصح تحصل به - إن شاء الله تعالى – الكفاية، وتصلين به إلى المقصود.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجبر خاطرك، وأن يعوضك خيرًا مما فقدت، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
حياتي السعيدة تعكرت بسبب خطأ لزوجتي، فكيف أتجاوز ذلك؟ 1643 الأحد 28-06-2020 09:11 مـ
لا أستطيع التأقلم مع صدمة خيانة زوجي لي بالهاتف، فماذا أفعل؟ 4647 الاثنين 09-12-2019 05:07 صـ