أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أريد الرجوع لزوجي وأهلي يرفضون..ماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، لي 3 أطفال، وحصلت مشاكل بين زوجي وأهلي، وأهلي مصرون أن أنفصل عنه، وأنا لا أريد أن أخسر زوجي وكذلك أهلي، هل من دعاء لهداية أهلي لأرجع لزوجي، ويلتم شملنا؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك هذا النضج وهذ الحرص، ونرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يردك إلى زوجك، وأن يعيد الأمور إلى مجاريها، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وما تقومي به هو ما تفعله المرأة العاقلة الفاضلة التي تقدم طاعة الزوج، ومع ذلك فنحن نذكرك بضرورة تطييب خاطر الأهل، والاجتهاد في إرضائهم، لكن رغبة الزوج ومصلحة أبنائك مقدمة، وسعادتك هي في الاستمرار مع هذا الزوج الذي نعتقد أن سبب المشاكل خارجية من أهلك أو من أهله، وإلا فليست لك مشكلة مع هذا الزوج، لذلك تمسكي بهذا الزوج، ولكن بهدوء دون أن تجرحي مشاعر أهلك، وهم اليوم متحمسون معك، وغدًا سوف يكونون ضدك ويتضايقون من وجودك بينهم.

فلذلك نحن نتمنى الثبات على هذا الدرب، ونتمنى أن تجدي من العاقلات والفاضلين من محارمك من يتفهم هذا الجانب، ويتذكر أن زوج المرأة له أولوية، والرجوع هو الأصل، فليس الأصل أن تُطلق ثم تتزوج، لأن قلبها إذا كان مع الأول فلن تسعد إلا معه.

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى **** ما الحب إلا للحبيب الأول

ولمّا طلق بعض الصحابة زوجته، وانتهت العِدة وجاء الخطاب لخطبتها، جاء زوجها الأول فحلف أخوها ومنعه، وقال: (أكرمناك وزوّجناك وفعلت وفعلت) فنزل القرآن: {ولا تجعلوا الله عُرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتُصلحوا بين الناس} فأُمر الرجل أن يرد أخته إلى زوجها؛ لأنها كانت تميل إليه، لأنها كانت تريد أن تعود إليه، ثم بعد ذلك كفّر عن يمينه التي حلف، وقال الرجل: (بل أزوجك وأكرمك).

هذا المعنى ينبغي أن يكون واضحًا أمام أوليائك، وما ينبغي أن يعاندوا في هذا الأمر، فإن الشريعة تُرجع الأمر في بدايته وفي نهايته لرغبة الفتاة ورغبة الزوجة، ودور الأهل ما هو إلا دور توجيهي وإرشادي، وإذا كان الرجل صاحب دين، وليس فيه خلل وليس فيه تقصير، فليس لأحد على وجه هذه الأرض أن يقف في وجه فتاة أو يمنعها من الرجوع إلى زوجها، ولكن كما قلنا الحكمة مطلوبة، فاجتهدي في أن تكوني حكيمة، ولكن حافظي على هذا الزوج، وتواصلي معه، وبيّني له أنك راغبة في الاستمرار معه، حتى يتحرك هو ويُدخل الوساطات ويأتي بأصحاب الوجاهات، ويكرر السعي والمحاولات من أجل أن يردك، لأن في هذا رفع للحرج، والأصل هو أن يبحث الزوج عن زوجته، ولا مانع من أن تبحثي عنه، لكن لما يبحث هو خاصة – والحالة هذه – أمام عناد أهلك، فإنه يُحرجهم، خاصة لو جاء بأصحاب وجاهة وبعقلاء وفضلاء وعلماء ليتكلموا بلسانه.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...