أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عند الشجار أخاف ويبدأ قلبي بالخفقان
أنا أعاني من الجبن في بعض المواقف، إذا جاء موقف شجار فجأة، أدخل لكني لا أصمد، أحس أن حركتي بطيئة في الضرب، ولا أستطيع أن أضرب، أما إذا جاء شجار على موعد مثلا يبدأ قلبي بالخفقان، لا أعرف لماذا، ولا أستطيع أن اضرب نهائيا، وأكون في موقع المدافع، وليس المهاجم، حتى إذا كنت صاحب حق، أخاف أن أتزوج فلا أستطيع أن أدافع عن زوجتي وأولادي، رغم أن صحتي جيدة -والحمد لله- لكن لا أعرف هل هذا مرض نفسي أم ماذا، أفيدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت لست مريضًا، وليس لديك أي مرض نفسي، إنما تعلق بذهنك أن الإنسان لا بد أن تكون له القدرة على القوة في وقت الشجار وضرب الآخرين، وأن يدافع عن نفسه بقوة، وأن يُثبت ذاته، هذا كلام (حقيقة) مؤسف جدًّا ومؤلم جدًّا، وهذا شائع في مجتمعاتنا.
قوة الرجل تكون من خلال أخلاقه، وحسن طبعه، وإحسانه للآخرين، وأن يدعوَ لمكارم الأخلاق، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) هذه هي القوة الحقيقية.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج أولاً أن تغيّر من مفاهيمك، لا داعي أبدًا للمشاجرة، ولا قدر الله إلا هجم عليك أحد فإن شاء الله تعالى تلقائيًا سوف تجد أن لديك القوة الكاملة التي تصد هذا العدو. الشخص الذي يكون حسن الأخلاق وحسن الطباع ولا يعتدي على الآخرين ولا يضع أصلاً في فكره أنه يعتدي أو يُشاجر، هذا يحميه الله تعالى، ويدافع عنه، وتكون له القدرة، تكون له القوة النفسية والجسدية الكاملة التي يواجه من خلالها إذا كانت هنالك حاجة لذلك، وكان في موضع الدفاع عن النفس، ولم يكن من المعتدين.
أنت محتاج (حقيقة) أن تغيّر مفهومك تمامًا، وأن تسعى دائمًا لأن تكون لك صحبة طيبة، ولا تتخوف حول المستقبل، سوف تدافع عن زوجتك، سوف تدافع عن أولادك، ونحن لسنا في حرب أو نعيش في فوضى، غيّر تمامًا من تفكيرك، غيّر من منهجك هذا، أنت لديك القوة، لكن لديك مفاهيم خاطئة حول كيف نستفيد من أجسادنا وأجسامنا، اجعل صحبتك مع الطيبين، ابتعد عن أماكن الشجار، ابتعد عن كل ما يدفعك نحو العنف، هذا ليس جيدًا أبدًا.
اجعل لنفسك صداقات ممتازة، اذهب إلى مراكز تحفيظ القرآن، حاول أن تنخرط في الجمعيات الثقافية، هذه تزيد المعرفة، وتجعلك قويًّا من الناحية الفكرية والذهنية، شارك في العمل التطوعي، كن بارًا بوالديك – هذا مهم جدًّا – وركز في دراستك، وكن متميزًا علميًا.
أما موضوع الشجار وغيره فحقيقة أنا لا أرى داعيا لأن تفكر في مثل هذه المواضيع، وما يحدث لك من تسارع في ضربات القلب والخفقان هذا أصلاً ناتج من الموقف، الموقف غير سيلم، هنالك اندفاعات، هنالك شغب، هنالك لا أقول بلطجة، ولكن محيط غير سليم أبدًا، ولذا يحضر الجسم نفسه من خلال زيادة إفراز الأدرينالين ويسرع القلب ويهتز الجهاز العصبي كله.
أيها الفاضل الكريم: أنت أفضل من ذلك، لا تُشاجر، وإن شاء الله تعالى يهبك الله تعالى الحماية الكاملة، وتكون لك القوة الهائلة إذا احتجت لهذه القوة لتوجهها في الوقت الصحيح، وكما قال سيدنا موسى عليه السلام: {قال ربي بما أنعمتَ عليَّ فلن أكون ظهيرًا للمجرمين}.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1739 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1325 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2390 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3647 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |