أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : يريد الزواج بي ووالده يرفض زواجه حاليا.. فماذا نفعل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، وقد تعرفت على شاب منذ قرابة الثمان سنوات، وهو الآن يبلغ من العمر 26 سنة، وقد وعدني بالزاوج، وقال لي: إنه يحبني، وقد أحببته كثيرا، ولكن تغلب علينا الشيطان، وزين لنا المعصية، وقد حدث بيننا ما لم أكن أتوقعه، وقد تعهد بالزاوج بي، وأنه لن يتخلى عني مهما حدث، ومرت السنين.

أخبر أهله بموضوع زواجنا، لكن والده رفض الزواج، على الرغم أن والده لا يعلم شيئا عن علاقتنا نهائيا، ولكنه رفض بحجة أن أخاه الكبير لم يتزوج، ويكبر عنه بثلاثة أعوام، وأنه غير مستقر في حياته، ووالده رفض رفضا شديدا الارتباط بي، بالرغم أنه أقسم لوالده أنه لن يكلفه أي شيء، وأنه سوف يعمل لكي يجهز نفسه، لكنه رفض الكلام معه، والشخص الذي أحبه غير قادر على إقناع والده على حد كلامه؛ لأن والده عصبي، ولا يسمع كلام أحد وعنيد.

الآن مستقبلي ضاع لا أعرف ماذا سأفعل؟ أو كيف أواجه مشكلتي؟ هذا الشاب متمسك بي، ومتمسك بأهله، لقد تركنا المعصية منذ فترة واقتربنا لربنا كثيرا، ولكن المستقبل يخيفنا نحن الاثنان.

والد هذا الشاب على قدر من التدين الكبير، ويسعى كثيرا في مساعدة المحتاج، ولكنه صعب التعامل، أريد النصيحة لنا ماذا نفعل لنتزوج بما يرضى الله وبدون ما نغضب الأهل؟ لأنه يقول لي أن وقوفه أمام أهله هو عقوق للوالدين، ويرفض بشدة إبلاغ أهله بما حدث بيننا لكي لا تتشوة صورتنا أمام أهله وأهلي، ويقول علينا بالصبر، وسوف تحل هذه المشكلة.

تقدم لخطبتي شباب غيره، وأرفض بحجج كثيرة، ولكن طفح بي الكيل، ونفسيتي مدمرة من التفكير في الماضي، والمستقبل الأليم، ولا أستطيع الزواج بغيره لكوني غير عذراء، ولكوني أحبه كثيرا، ولا أستطيع أن أخون شخصا قد وثق بي وائتمنني على اسمه.

أنا كل يوم أموت، وفكرت كثيرا في الانتحار، والتخلص من ذنبي وحياتي.

أرجو المشورة والحل، كيف يقنع والده بدون أن يخسره.

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحزينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والصواب، ونبيِّن لك أن ما حدث لا يُبيح لك الإقدام على جريمة الانتحار، فهي من الجرائم الكبرى – عياذًا بالله تبارك وتعالى – واعلمي أن ما حصل يحتاج إلى توبة، ويبدو أنك تبت إلى الله، فأخلصي في توبتك واصدقي فيها، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الإنسان إذا بُليَ بشيء من هذه القاذورات والمصائب فستر على نفسه فأمره إلى الله، وأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها وتمحو ما قبلها، والإسلام دعوة إلى الستر، فحافظوا على ستر أنفسكم مهما كانت الأحوال، فلا يجوز له ولا يجوز لك - وليس من مصلحة أحد - في أن تفضحوا ذلك السر، لكن المهم والأساس هو أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، توبة لله خالصة، توبة يعقبها ندم، ويعقبها فرار، حتى تتهيأ لكم الفرصة المناسبة، حتى يأتي البيوت من أبوابها، فإن العلاقة لا ينبغي أن تستمر، ولكن لا مانع من أن يستمر هذا الوعد والعهد والتنسيق، بحيث لا يخطب إلا أنت، ويأتيك ويأتي البيوت من أبوابها.

وأرجو كذلك أن تصبروا فعلاً، فالأمر يحتاج إلى صبر، وإذا كان الشاب متمسكًا بك، فلا بد أن يصل إلى ما يريد، خاصة والأعذار المذكورة هي أعذار وقتية، فيبدو أن الأسرة لم ترفضك أنت شخصيًا، ولكنها ترفض فكرة الزواج، وهذا موجود عند كثير من الأسر، يرون أن الولد الكبير موجود، وأن البنت الكبيرة موجودة، فلا يُقدموا سواها.

فإذن هذه مسألة وقت، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبنا، وذنبكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

وأرجو أن يكون فيما حصل درس لك، ولكل فتاة، فإن الإنسان ما ينبغي أن يبني علاقة إلا على قواعد شرعية، إلا على أسس شرعية، والإسلام لا يعترف إلا بعلاقة رسمية معلنة صحيحة بعلم الأهل، وإذا وجدت الفتاة في نفسها ميلا إلى شاب، فإن أول الخطوات هي آخر ما تفعلونه الآن، هي مناقشة أسرة الشاب، وأسرة الفتاة في إمكانية حصول الارتباط بتوقيته وبالموافقات، هذه أول الخطوات، بكل أسف الشباب يجعلونها آخر خطوة، بعد أن يمضوا في هذا السبيل خطوات طويلة يرجعوا ليسألوا الأهل، ليُدخلوا الأهل، فيفاجئون بمثل هذه الصدمات والمواقف.

ونتمنى أن يكون الشاب صادقًا، ويبدو أنه صادق، وعليه أن يكرر المحاولات ويُدخل وساطات، ويطلب مساعدة أصاحب الوجهات، ويتوجه إلى رب الأرض والسموات، وحتى يحصل ذلك أرجو أن تُقبلي على الله، وعلى كتابه، وعلى مجالس الخير، وعلى مجالس الطاعة، وتُكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب الناس جميعًا وقلب والد الفتى ووالدته وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالجأوا إلى الله تبارك وتعالى، واتقي الله واصبري، واعلمي أن التوبة النصوح هي القضية المهمة والأولى الآن، فاصدقي في توبتك، واجتهدي دائمًا في كثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، الذي يُجيب المضطر إذا دعاه.

وبالنسبة للشاب أيضًا ينبغي أن يتخذ خطوات عملية، يبحث عن عمل، ويحاول أن يوفر لنفسه دارهم ودنانير خاصة، ثم بعد ذلك يتقدم لوالده مرة أخرى، يستعين بالدعاة والطيبين والصالحين، الذين يمكن أن يؤثروا على الوالد، ويؤثروا على الوالدة، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكما على الستر على أنفسكم، وأن يستخدم الجميع في طاعته.

وأرجو أن تتواصلي مع الموقع، حتى تجدي مزيدًا من الإرشادات في مستقبل الأيام، لكن الآن نحن نتمنى أن تمشي الأمور في هذا الطريق، ويقبل والده، وهو أيضًا يتحرى خطوات عملية في هذا الاتجاه، وإذا كان الوالد يرفض لاعتبارات لا وزن لها من الناحية الشرعية إلا أننا مع ذلك نراعي الجانب العرفي، وهو جانب مفهوم، فالحمد لله أنهم لم يرفضوك بالاسم شخصيًا، ولكنهم يرفضون فكرة الزواج من أصلها، وهذا أيسر وأرعى لمشاعرك، ونسال الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الذنب الذي ارتكبته بحق أحدهم سيعود لي؟ 1554 الأربعاء 29-07-2020 04:29 صـ
أريد التغلب على الشيطان ونسيان الماضي، فكيف يمكنني ذلك؟ 1456 الأحد 19-07-2020 06:12 صـ
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ 1848 الأحد 12-07-2020 11:53 مـ
ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟ 864 الثلاثاء 14-07-2020 05:31 صـ
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ 1178 الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ