أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من مرض الوسواس القهري.

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مرض الوسواس القهري، ذهبت إلى الدكتور خليل فاضل، وكشفت عنده، أعطاني ثلاث حقنٍ، يعني كل ثلاثة أسابيعٍ آخذ حقنةً، سعر الحقنة 770 جنيهٍ مصريٍ، هذه الحقنة تعمل بنظام الري بالتنقيط، ولا أعرف اسم الحقنة، وكتب لي ثلاثة أدويةٍ، أنافرونيل، وبروزاك، وأولابكس.

دواء أنافرونيل كان يتعبني، وتأتي لي دوخةٌ عند استعماله، فأوقفته، وأخذت دواء بروزاك كبسولتين بعد الفطار، وأولابكس قرصاً في الليل، أخذت البروزاك وأولابكس حوالي 3 أشهرٍ وأسبوعاً.

كنت لا آخذ الدواء بانتظامٍ؛ وفجأةٍ توقفت عن تناول الدواء، -لأن قيمة الدواء التي معي انتهت، ولا يوجد أحدٌ من أسرتي يريد أن يساعدني- فماذا أفعل؟ هل عدم أخذي للدواء بانتظامٍ ليس له فائدةٌ؟ وهل بسبب توقفي عن أخذ الدواء سيكون من الصعب أن أخف؟ وهل يوجد أملٌ -إذا أخذت الدواء مرةً أخرى- سيحصل -بإذن الله- شفائي من هذا المرض؟

عندي أربعة أسئلةٍ:
السؤال الأول: إذا أتاني وسواسٌ أن أذبح نفسي، فماذا أفعل؟
السؤال الثاني: إذا أتاني وسواسٌ أن أقول علي نفسي كلاماً قبيحاً؛ فماذا أفعل؟
السؤال الثالث: إذا أتاني وسواسٌ أنني قتلت شخصاً؛ وأنا لم أقتل أحداً؛ ماذا أفعل؟
السؤال الرابع: إذا أتاني وسواسٌ أنني أسأت إلى القيم الدينية، وأنا لم أسيء إليها، فماذا أفعل؟
مع العلم بأنه لا يوجد عندي وسواسٌ في الطهارة.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالوسواس القهري من الأمراض العصابية التي تستحوذ على فكر الإنسان ووجدانه، وتسبب له الكثير من الألم النفسي، لكن بفضلٍ من الله تعالى أصبحت الوساوس الآن في متناول العلاج.

العلاج له مكوناتٌ (علاجٌ دوائيٌ – علاجٌ سلوكيٌ – علاجٌ اجتماعيٌ) وأنا أرى ضرورة الاستمرار على العلاج الدوائي، لأن الأبحاث كلها أثبتت – وبما لا يدع مجالاً للشك – أن المكونات الدماغية التي تسمى بالموصلات العصبية لها تأثيرٌ إما من حيث السببية أو استمرارية المرض، والحمد لله تعالى الآن الأدوية متوفرةٌ.

ولا شك أن الانضباط في تناول الدواء، وأن تكون الجرعة صحيحةً، هما العاملان الرئيسان اللذان يحددان نجاح العلاج الدوائي أو فشله، ولا بد أن تكون مدة العلاج كافية.

الجرعات المطلوبة من الأدوية لعلاج الوساوس هي الجرعات الوسطية أو الجرعات الكبيرة.

بالنسبة لعدم انتظامك على الدواء: لا شك أنه عاملٌ كبيرٌ في أمورك ولم تتحسن بالصورة التي تريدها، لكن هذا لا يعني أبدًا أن تحس بالأسى أو عدم الرضا، القرار الذي يجب أن تتخذه، والفعل الذي يجب أن تنفذه هو أن تبدأ الآن في تناول العلاج، وأنا أرى أن عقار (فلوزاك) والذي هو (بروزاك) ذاته متوفرٌ في مصر، وسعره جيدٌ جدًّا، وأرى أن تبدأ بجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا، وبعد أسبوعين تجعلها أربعين مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين تجعلها ستين مليجرامًا، وهذه هي الجرعة المطلوب في حالتك، يمكنك أن تتناولها كجرعةٍ واحدةٍ، أو بمعدل كبسولةٍ في الصباح وكبسولتين ليلاً، وبعد أن تصل إلى جرعة الكبسولتين أضف عقار يعرف باسم (رزبريادون) هذا من الأدوية التي تعاضد فعل البروزاك.

وجرعة الرزبريادون هي واحد مليجرامٍ ليلاً، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها اثنين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم واحد مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الرزبريادون.

أما بالنسبة للفلوزاك بجرعة ثلاث كبسولاتٍ في اليوم، فيجب أن تستمر عليه لمدة ستة أشهرٍ، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهرٍ أخرى، ثم كبسولةً واحدةً في اليوم لمدة ستة أشهرٍ أخرى.

وإن ذهبت وتابعت أيضًا مع الأخ الدكتور، لا شك أنه سوف يقدم لك كل المساعدة، لكن كما ذكرت وتفضلت أنك لا تستطيع أن تسدد قيمة المقابلات الطبية وكذلك الدواء، فالأدوية التي ذكرتها لك هي في متناول اليد، ولا تتطلب وصفةً طبيةً، وأنا متأكدٌ جدًّا أنك إن التزمت بتناول العلاج - إن شاء الله تعالى – سوف تتحسن أحوالك كثيرًا.

بجانب العلاج الدوائي، لا بد أن تتفهم طبيعة الوساوس، وطبيعتها أنها مقتحمة، متسلطة، ومستحوذة، وملحة، لذا يجب أن يعاملها الإنسان ويقابلها بالرفض والتحقير، وأن تستبدل الفكرة الوسواسية بفكرةٍ مخالفةٍ لها، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء وجد أنه داعمٌ علاجيٌ أساسيٌ، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) وتطبق التفاصيل الموجودة بها، فهي مفيدةٌ.

أما بالنسبة للإجابة على أسئلتك الأربعة فهي:

أولاً: الوساوس التي تحمل الأفكار العدوانية، وجد بفضلٍ من الله تعالى أن صاحبها لا يطبقها مطلقًا، وهذا أمرٌ طيبٌ وجميلٌ، ويجب أن يكون مشجعًا ومحفزًا لك، وما أقوله لك قائمٌ على الدليل العلمي البحثي.

سؤالك الأول: إذا أتاني وسواسٌ هل أذبح نفسي؟ ماذا أفعل؟ .. قل للوسواس: أنت وسواسٌ حقيرٌ، لن أتبعك أبدًا، قتل النفس حرامٌ، اذهب عني أيها الوسواس القبيح، وقم بالدوس عليه ووضعه تحت رجلك؛ واصرف انتباهك بعد ذلك مباشرةً لفعلٍ آخرٍ وكلامٍ آخرٍ وفكرةٍ أخرى، هذا الفعل يجب أن يُكرر عدة مراتٍ.

وبالنسبة للسؤال الثاني: أن تقول على نفسك كلاماً قبيحاً؟ .. خاطب الوسواس أيضًا، قل له: أنت وسواسٌ حقيرٌ، سخيفٌ، لن أتبعك، لن أناقشك، لن أحاورك أبدًا، أنا أقول عن نفسي كل خيرٍ.

وهكذا بالنسبة للسؤال الثالث: وسواس أنك قتلت شخصًا: قل له: أنت وسواسٌ حقيرٌ، لن أهتمك بك، لن أناقشك أبدًا، وقم أيضًا بالدوس برجلك إهانةً واستخفافًا بهذا الوسواس.

وهكذا بالنسبة للوسواس الرابع حول الدين، تُحقّر، تتفّه، خاطب مخاطبةً مباشرةً – وهذا مهمٌ جدًّا – وفي ذات الوقت لا تناقش هذه الوساوس، هذه هي النقطة الخطيرة جدًّا، لأن الوسواس يستدرجك حتى تناقشه، وهذا يزيد من حدته وشدته.

ولا شك أن صرف الانتباه؛ من خلال القيام بأفعالٍ أخرى مخالفة للوساوس هو أمرٌ مفيدٌ جدًّا، وتناول العلاج سوف يفيدك كثيرًا، اصبر على العلاج الدوائي، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صديقي ومشكلته مع الوسواس 1754 الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ 978 الأحد 09-08-2020 02:33 صـ
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ 933 الأحد 09-08-2020 05:28 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2017 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ 2691 الأحد 19-07-2020 03:25 صـ