أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على العودة إلينا بهذه السرعة، فكأني أجبت على سؤالك السابق من قريب.

ما تسألين عنه أمر شائع بين الناس، وخاصة المتفوقين منهم، حيث دوما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة عن تنظيم الوقت وإدارته، سعيا منه دوما لتحسين الأداء ورفع جودة العمل.

وفي الواقع ليس هناك طريقة واحدة تناسب كل الناس، فظروف كل شخص تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف.

وما يناسب شخصا ليس بالضرورة أن يناسب كل شخص آخر.

ولكن ربما هناك بعض الملاحظات العامة والتي تفيد الجميع، ومنها على سبيل المثال:

• لا تستقلي قيمة أي وقت مهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة المتاحة يمكن أن تحققي ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.

• استفيدي مما يسمى "نوافذ الوقت" وهي الفترات الصغيرة بين عمل وآخر، فمثلا وقت الفراغ بين نشاط وآخر كالوقت بين درسين مثلا، فهذه الأوقات القصيرة يصبح مجموعها الوقت الطويل من خلال الزمن.

• إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكونين في فترة الصباح، فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، ويقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "بورك لأمتي في بكورها" أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي، فأيضا استفيدي من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.

• يمكن أن تجعلي من بعض الواجبات المنزلية كتنظيف الصالة كما ذكرتِ في أوقات "استراحتك" بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة. بين الجلسة والأخرى اذهبي وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين بالك من خلال القيام به.

• حاولي أن تحددي قدر الإمكان مما نسميه "مضيّعات الوقت"، كالزيارات الاجتماعية المطولة جدا، واختصري العلاقات والزيارات الكثيرة، إلا القصيرة منها -نوعا ما-.

• حاولي أن تجمعي بين عملين معا، فيمكنك مثلا أن تراجعي حفظ ما تريدين حفظه، وأنت تقومين بعمل آخر كارتداء الملابس، أو العمل في إعداد الطعام، أو الذهاب في السيارة.

• لابد أن تعطي فرض الواقع حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومين به هو الصلاة، والدراسة في وقت الدراسة، وهكذا....

بارك الله فيك، وكلل جهودك بالتوفيق والنجاح.