أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : داهمتني وساوس وأفكار حقيرة حول العقيدة، كيف أتخلص منها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو إفادتي يا إخواني، فليس لي من بعد الله سواكم.

قبل سنتين وأنا في المرحلة الثانوية داهمتني أفكار حول العقيدة، ضايقتني كثيراً، ولكنني انشغلت بالامتحانات ونسيت أمرها، وعند التخرج من الثانوية دخلت الجامعة فلم تتركني الأفكار.

علماً أنني حاولت التخلص منها كثيراً، وذهبت للعمرة ولكنني لم أستطع المكوث، شعرت بانفجار عظيم في داخلي، وبعد عدة أشهر قيل لي إن لدي مساً شيطانياً وتم إخراجه، ولكن الأفكار ما زالت تراودني، وأحياناً دون وعي، والعياذ بالله.

لا أحب أن أقول هذا الكلام، فاعذروني، فإني أقول كلاماً عن الله في داخلي لا أريده، ولكنه بالرغم عني وأستغفر كثيراً، والمصيبة العظمى أنني لا أنام أبداً، فقط بمعدل ساعتين في ثلاثة أيام!

خرجت من الجامعة، لأني لا أستطيع المكوث على هذه الحالة، ذهبت للطبيب النفسي فقال لي: إنني مريضة بمرض الوسواس القهري في العقيدة، ووصف لي دواء اسمه fluoxetine ولا زلت على العلاج، ولكن كذلك دون جدوى.

ماذا أفعل؟ لا نوم ولا طعام ولا دراسة! لا أشعر برغبة في العيش.

أغيثوني أثابكم الله .

مدة قراءة الإجابة : 10 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نعم الوساوس القهرية ذات الطابع الديني مؤلمة جداً للنفس، ومقززة، وأمرها ليس بجديد، وقد أشتكى أحد الصحابة رضوان الله عليهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال يا رسول الله: إني لأحدث نفسي بالشيء لئن أخرَّ من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، وكان يقصد الوساوس، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مطمئناً، (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان).

أبشري أيتها الفاضلة، وساوسك هذه إن شاء الله تعالى في ميزان حسناتك، وأنا أقول لك حقريها، ولا تدعي لها مجالاً ولا تحاوريها، أغلقي عليها، لأن الوسواس يجب أن يتم التعامل معه من خلال التحقير.

الوساوس ذات الطابع الديني يجب أن لا نسعى لنقاشها طويلاً، ولا نفصلها، واجعليها أمراً ساقطاً وحقيراً، قولي للوسواس: أنت وسواس حقير، لن أهتم بك لن أناقشك لن أفضلك...وهكذا، وهذا يساعدك كثيراً كنوع من صرف الانتباه، وهنالك طرق علاجية كثيرة تختلف عن هذا المنهج الذي ذكرته لكن ربما يكون هذا هو الأفضل.

الأمر الثاني: هو العلاج الدوائي، فالدواء مفيد وممتاز جداً، وأنا أتفق مع الطبيب الذي وصف لك فلوكستين، والذي يعرف باسم بروزاك، الفلوكستين ذو فعالية خاصة جداً في علاج الوساوس القهرية، كما أنه دواء سليم ويناسب عمرك، فوصفه لك الطبيب، لكن في بعض الأحيان لا تحدث الاستجابة إلا بعد أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم أي (40) مليجرام، وبعض الناس يحتاجون إلى ثلاث كبسولات في اليوم، أي (60) مليجرام.

أنا أعتقد أنك تحتاجين إلى أن ترفعي الجرعة، ولا مانع من أن تستشيري الطبيب في ذلك، ولكن الشيء المعروف والمعهود والثابت، أن معظم مرضى الوساوس القهرية لا يستجيبون إلا للجرعة المتوسطة إلى الجرعة الكبيرة، فأرجو أن تعرفي الجرعة الدوائية.

حين تظلين على (40) أو (60) مليجرام لمدة ثلاثة شهور أعتقد أن ذلك سوف يكون كافياً، وبعد ذلك يمكن أن تخفضي الجرعة تدريجياً، ليس هنالك ما يدعوك أبداً لليأس، الوساوس -إن شاء الله- يتم علاجها وتنتهي، وأود أن أقول لك إن الوساوس كثيراً ما تأتي للناس الطيبين الحساسين، وأصحاب القيم العالية، وإن شاء الله هي أمر عابر في حياتك، وسوف تنتهي تماماً.

أرجو أن تجتهدي في دراستك، ونظمي وقتك، مارسي بعض التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، كوني متفائلة وأكثري من القراءات والاطلاعات، لأن الإنسان حين تكون له قاعدة فكرية معرفية ممتازة هذا يساعده كثيراً في تطوير مهاراته الحياتية.

ليس هنالك ما يدعوك إلى التفكير التشاؤمي، وأنت ختمت رسالتك بالقول: لا أشعر برغبة في العيش فأغيثوني أثابكم الله.

نسأل الله لك العافية، والحياة طيبة، والحياة الجميلة، والعلة التي بك سوف تنتهي تماماً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
انتهت إجابة المستشار د محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++++++++++++
تبدأ إجابة الشيخ / موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يثبتك على الحق وأن شرح صدرك للذي هو خير وأن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين وظلم الظالمين، واعتداء المعتدين.

بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإن الذي تعانين منه إنما هو نوع من الحرب القذرة التي يشنها الشيطان على قلوب المؤمنين المحبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الشيطان يحاول قدر استطاعته أن يفسد علاقة العبد بربه عن طريق إيقاعه في الشهوات أو إغراقه في الشبهات، والشهوات عادة ما تكون بالجوارح الظاهرة، كالنظر الحرام أو كلمة الحرام أو اللمسة الحرام إلى غير ذلك من أعمال الجوارح.

أما الشبهات فإنها تكون في القلب؛ لأن القلب له عبادات كما أن للبدن عبادات، والقلب أهمها حقيقة، ودوره أعظم في حياة المسلم، ولذلك عندما يعجز الشيطان عن إفساد ظاهر الإنسان أو إيقاعه في الحرام فإنه يلجأ إلى تلك الحرب التي يشنها على قلب العبد المؤمن ليفسد علاقته مع الله تعالى.

هذا الذي تعانين منه نوع من الاعتداء الشيطاني، ومن الحرب التي يمارسها الشيطان على قلبك، فحاولي وبكل قوة حتى تتمكني من قهر الشيطان وإذلاله وإحزانه، بل وتحقيره وإخراجه مقهوراً من هذه المعركة.

لذلك هذا الألم الذي تشتكين منه كما ورد في تشخيصك له في الرسالة من أحد الاختصاصيين النفسانيين أقول: نعم هذا حق، وهذا نوع من الوسواس القهري، ولكنه أحياناً قد يشتد ويحتاج إلى علاج.

الحمد لله، بفضل الله تعالى -أخي الدكتور محمد عبد العليم- سوف يتولى الإجابة عليك من الناحية الطبية والدوائية، ولكن أقول لك: إنها معركة، وسوف تنتهي جميع الحروب التي قامت على مستوى العالم، حتى وإن استمرت عشرات السنين، إلا أنها يوماً ما، سوف تنتهي، وهذه الحرب أيضاً التي بينك وبين الشيطان -بإذن الله- سوف تنتهي لصالحك؛ لأن الله لا يضيع أهله، ولأن الله لن يتخلى عن أوليائه، فلذلك أتمنى أن تقومي بالأمور التالية:

أولاً: أن لا تشغلي بالك بهذه الهواجس، وحاولي أن تحقريها، وأن تقللي من شأنها، لأنها أمور كما ذكر لك ليست حقيقية مطلقاً، وإنما هي نوع من الوهم، ونوع من الكذب والخداع مما يوقعه الشيطان في قلبك.

ثانياً: حاولي أن تطاردي هذه الأفكار، يعني كل ما بدأت تشعرين بدخوله إلى عقلك وأنك سوف تبدئين بالتفكير فيها حاولي -بارك اللـه فيك- بأن تطارديه بالواقع الذي أنت عليه، أي أقصد أنك لو كنت جالسة فقومي، وإذا كنت وحدك فاخرجي من الغرفة وتكلمي مع الوالدة والأخوات، أو أي أحد ومن الممكن أن تنظري في التلفاز أو أن تنظري من النافذة، أو غير ذلك أو تقرئين في كتاب أو تنظرين في أي شيء، المهم أن تشتتي هذه الفكرة، ولا تستسلمي لها أبداً، بأي حال من الأحوال.

ثالثاً: -يا بنتي- عليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

رابعاً: أن تحافظي على الصلوات في أوقاتها.

خامساً: نتمنى -بارك الله لك- أن تحافظي على الأذكار التي بعد الصلاة، هذه كلها محصنات ومقويات.

سادساً: -بارك الله فيك- عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات صباحاً ومثلها في المساء، كذلك أعوذ بكلمات الله التامات نفس الشيء، وكذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً.

سابعاً: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيك سبحانه.

ثامناً: اعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، هذه الأفكار لن يؤاخذك الله تعالى عليها أبداً -يا بنتي- فلا تفكري فيها، ولا تحاولي أن تجلدي نفسك أو تلوميها أو أن تعتبي عليها، لأن هذه أشياء خارجة عن إرادتك، والله تعالى لا يحاسب الإنسان عليها، وهذا فيما معناه ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يؤاخذكم الله بما حدثتم به أنفسكم ).

اعلمي أن الأمر بسيط وأنه سهل وميسور، وأن الله تعالى سوف يخرجه منك عاجلاً غير آجل، بإذنه تعالى، إذا اتبعت هذه الأشياء إضافة إلى ما ذكره لك الأخ الدكتور محمد عبد العليم، إن شاء الله تعالى ستكونين بخير، وهي مسألة وقت وسوف تنتهي بإذن الله تعالى.

إننا لندعوا الله تعالى جميعاً في هذا الموقع المبارك أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء وأن يعنيك على التخلص من تلك الأشياء التي تزعجك.

لا مانع حقيقة من إعادة الرقية الشرعية مرة أخرى، وهذا اقتراح واحتمال أن يكون الأمر له علاقة بالجن والرقية الشرعية، كما تعلمين إذا لم تنفع فيه قطعاً لن تضر.

هذا وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1934 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2401 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1602 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ