أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تكلمت في قريبتي ولا أستطيع الاعتذار لها.. فهل سيسامحني الله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أختصر الموضوع، حصلت مشكلة بيني وبين قريبتي بسبب نقل كلام عني أني أتهمها بأنها تحادث الشباب، والحقيقة التي نقلت الكلام لها هي التي أخبرتنا قصة عنها بأنها تحادث شابا عن طريق الماسنجر، وقبل ذلك أخبرتني فتاة تقرب لقريبتي بأنها تحادث فتىً عن طريق الجوال، أنا لم أتأكد من صحة الخبرين، ولكن ظلمي وقع لقريبتي عن طريق الكذب، فلقد قلت بأني رأيتها تحادث شابا عن طريق المسناجر، وفي الحقيقة أنا لم أر شيئا.
علما بأن هذه المشكلة حدثت، وأنا في 15 عاما، والآن عمري 21 عاما، ومازال ضميري يؤنبني حتى الآن( سبب كذبي على قريبتي هو أني كنت أتأذى منها، فلقد كانت تفتري علي أمام قريباتها بأني أنقل الكلام، وهكذا وتحاول أن تبعد البنات عني).
طبعا أنا كنت في سن طيش، وكنت لا أهتم بتصرفاتي، ولا أدرك مخاطر ما أفعله، ولم أتأكد أيضا من أنها تفتري علي أم لا، وبعد سماعها بأني اتهمتها قالت: (حسبي الله ونعم الوكيل ) ولكن اتهمتني أيضا ظلما، ولكني لم أهتم بظلمها لي، صحيح أنني كنت حزينة بسببها، ولكن لقد سامحتها لوجه الله، وكل من ظلمني، ولكن أنا خائفة أن تدعو علي، وتتحسب علي، أريد حلا!
علما أنها من النوع التي تحب إذلال الواحد، أي أني لا أستطيع الذهاب إليها، والاعتذار، وذلك لأنه قد يترتب على ذلك مشاكل كثيرة، أنا في غنى عنها، وأنا أريد أن يسامحني الله.
علما بأني أدعو لها على الدوام، وأستغفر الله من ذنبي، أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نشكر لك التواصل مع الموقع، وقد أسعدتنا هذه المشاعر النبيلة التي ينبغي أن تكون عند المؤمنة، فإن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه الآن) يعني في الدنيا (قبل أن يكون لا دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات)، ولذلك العاقل والعاقلة دائماً يحاول أن يصفي حساباتهم في هذه الدنيا، حتى لا يقف بين يدي الله تعالى مفلساً، فإن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وحج وزكاة، ولكن يأتي، وقد شتم هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرح عليه، ثم طرح في النار.
ولذلك فنحن نشكر لك هذه الروح التي نتمنى أن تكون عند كل مسلم حتى لا يخطئ، وحتى يصحح خطأه كما تحاولين الآن -والحمد لله- أنت على خير فعليك بكثرة الدعاء لها والاستغفار لها، وإشاعة الخير عنها، فإن الإنسان إذا اغتاب إنسانا وذكره بالشر فينبغي أن يعيد في المجالس، ويقول ما علمت عنها إلا خيراً، تذكرينه بالخير الذي تعرفينه منها، ثم تجتهدين كذلك في الدعاء لها، والاستغفار لها، والشرع لا يأمرك أن تحرجي نفسك، وأن تكلميها، خاصة إذا كان سيترتب على ذلك منكرات أكبر أنت في غنى عنها.
ولذلك ننصحك بالاستغفار لها والدعاء لها، وذكرها بالخير في مواطن الخير، ودائماً اذكري عنها الخير، ومحاولة إصلاح العلاقة معها، وطي تلك الصفحة دون الكلام عنها ودون الحديث عنها، وأعجبني أنك سامحتها لوجه الله تعالى، هذا أيضا يرفعك عند الله درجات، وسوف يكون فيه كفارة وثواب عظيم لك، فإن الإنسان إذا سامح من ظلمه، وباع المظالم هذه وسامح كل من ظلمه لوجه الله تعالى، فإن هذه صدقات من العيار الثقيل كما يقال، والإنسان يجد من وراءها من الخير ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وأرجو أن تستقبلي حياتك أو ما تبقى لنا ولك من أيام نستقبلها بالطاعات، ونتجنب الخوض في هذه الذنوب المركبة التي فيها حق للعباد، وحق لرب العباد.
نسأل الله أن يتوب على الجميع، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، كم تمنينا لو أن المخطئ يترك الخطأ بدلا أن يشتغل بمن قال، وبما قيل، وإذا عرف الصواب فعليه أن يدرك نفسه، ويتوب وإن كان الناس قد كذبوا عليه، فإن الإنسان لا يضره ذلك الكذب، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه الناس الحقيقة.
والمهم هو أن يكون الجميع بعيدا عن مثل هذه المكالمات مع الشباب بما فيها من الضياع وبما فيها من الخطورة.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يلهمنا السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زلات اللسان توقعني في ذنوب ومشاكل، فما الحل؟ | 558 | الخميس 02-07-2020 03:19 صـ |
أمي طيبة وكريمة لكنها كثيرة الغيبة، فكيف أنصحها؟ | 2652 | الاثنين 23-03-2020 01:47 صـ |
وسواس العقيدة أزعجني في كل أحوالي، كيف الخلاص منه؟ | 7878 | الأحد 29-09-2019 01:26 صـ |
ما جزاء من تتحمل الغيبة من أجل الله؟ | 1086 | الثلاثاء 09-04-2019 08:55 صـ |