أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمكِ السداد والرشاد، وأن يعينكِ على الخير، ونسأل الله تعالى وتبارك أن يقدر لكِ الأمر الذي فيه طاعة لله تبارك وتعالى.

لست أدري هل ابن الخالة لازال مصراً ولا زال يتابع الموضوع ويرغب بك، أم تأثر برفض والدك وتوقف، الأمر الثاني إذا كان الرجل الثاني مناسباً ووجدت في نفسك ميلا إليه وقبول به، واستطعت أن تجمعي بين إرضاء الوالد وبين تحقيق المقصد والمعنى الشرعي، فإن هذا أيضاً فيه الخير الكثير خاصة ونحن نتخوف من العلاقة السابقة مع ابن الخالة الذي ليس بمحرم؛ لأن كل من يجوز له أن يتزوج المرأة فهو ليس لها بمحرم، فواضح أنه كانت هنالك علاقة، فإذا كانت هنالك علاقة خارج الأطر الشرعية فهذه من المشكلات التي ستلقي بظلالها بكل أسف في مستقبل الأيام.

وكنا نتمنى أن نعرف ما هي أسباب رفض الوالد، مؤكدا أن الوالد له أسباباً رفض لأجلها ابن الخالة، وننظر في هذه الأسباب، فإن كانت هذه الأسباب لاعتبارات شرعية فإن رأي الوالد ينبغي أن يطاع وتستمعي إليه، أما إذا كانت هذه الاعتبارات مجرد أمور عادية، وكان ابن الخالة صاحب دين وخلق، ومصر على طلبك من والدك ومتشبث بالموضوع وينتظرك، فعند ذلك لا مانع من إدخال الوساطات وطلب مساعدة الإخوان والخالة والأعمام والعمات وأصحاب الوجهات حتى يقنعوا الوالد.

وإن لم تكن هنالك أسباب شرعية تمنع زواجك منه، وأكرر إذا كان لهذا الشاب إصرار على إكمال المشوار، وإذا كانت العلاقة قديمة وفيها مخالفات، فأرجو أن تتوبوا جميعاً؛ لأنه ربما تكون البدايات الخاطئة هي التي تسببت في هذا الذي يحدث الآن، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها، ونحن نريد للفتاة دائماً أن تقبل بالشاب الذي يأتي البيوت من أبوابها، وتقدم أمر الدين وأمر الأخلاق؛ لأن هذه قواعد التي يختار عليها المسلم، وتختار على أساسها المسلمة شريك العمر وشريك الحياة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأرجو أن تصلنا منك تفاصيل حتى نستطيع أن نفهم أسباب رفض الوالد، وعندها ستكون الرؤية واضحة، وأيضاً نريد أن نعرف حجم وطبيعة العلاقة التي كانت بينكما قبل حصول هذه العلاقة المعلنة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.