أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وفي البدء أحب أن أنبهك- يا عزيزتي- إلى ضرورة الحذر من مثل هذه الممارسات في فترة الخطبة, حتى لو كان قد تم عقد قرانكما, فقد لا تتمكنا دائما من الإمساك بزمام الأمور, فتحدث ممارسة جنسية كاملة قبل إشهار الزواج, فتندمي أكثر -لا قدر الله- وننصح دوما بأن يقوم الخطيبان بالاستفادة من فترة الخطبة لزيادة التفاهم بينهما, وللتخطيط بشكل أفضل للمستقبل, ويجب تأجيل أي ممارسة جنسية- حتى بوجود عقد القران- إلى ما بعد إشهار الزواج, حيث الزمان والمكان المناسبين, إن شاء الله.

وبالنسبة لسؤالك عن احتمال حدوث الحمل, فإنني أقول لك: من الناحية العلمية والطبية, لا يمكن أن يحدث الحمل إذا كانت الممارسة الخارجية فقط , ولا يحدث الحمل إلا إذا حدث إيلاج للعضو الذكري, ولو بشكل جزئي, إلى داخل المهبل, فمن أجل أن تبقى الحيوانات المنوية نشطة وقادرة على الإخصاب, فإنه يجب أن يتوافر لها سائل بمواصفات خاصة ومحددة ليغذيها ويساعدها على الحركة.

وفي الجماع الطبيعي, فإن الحيوانات المنوية وبعد أن تترك السائل المنوي الذي كانت تسبح فيه, فإنها ستجد مباشرة مخاط عنق الرحم في استقبالها, فتقوم بإكمال سباحتها وحركتها للأعلى بمساعدة هذا المخاط, والذي يعمل أيضا على تغذيتها.

أن الحيوانات المنوية هي خلايا ضعيفة جدا وهشة, فهي لا تملك إلا نصف عدد الصبغيات (ومن المعروف بأن الصبغيات هي المكون الأساسي في حياة الخلايا ), ولذلك فالحيوانات المنوية لا تعيش إلا في أجواء خاصة ومحددة جدا من الحرارة والرطوبة, وعندما تتعرض هذه الحيوانات المنوية للهواء أو الحرارة الخارجية, أو حتى تلامس الجلد والملابس, فإنها تفقد حركتها بسرعة وتتموت.

إذن الحيوانات المنوية لا تعيش إلا في داخل الجهاز التناسلي الذكري, أو في داخل الجهاز التناسلي الأنثوي (لمدة محدودة فقط) أو عندما يتم حضنها في المختبر بسائل مغذي خاص.

اطمئني -يا عزيزتي-, فالحمل غير وارد في هذه الحالة, بمشيئة الله عز وجل, وأنتهزها فرصة لأقول لك ولأخواتي وبناتي السائلات بأن لا تستقين المعلومات الطبية, إلا من المصادر، والمواقع الموثوق بها.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك في حاضرك ومستقبلك.