أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أعالج القلق وأزيد من ثقتي بنفسي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود أولا أن أشكركم على اهتمامكم بالرد على جميع الأسئلة المطروحة لديكم.

أنا شخصيا سألت أكثر من مرة, وفي كل مرة يتم الرد بالتفصيل, ما شاء الله, وأهم استشارتين هي بالأرقام: (2152174) و (2152784).

وسؤالي هذه المرة بخصوص نفس الموضوع, وهو القلق النفسي, وقد أفادني الدكتور في الرسالتين السابقتين أني لا أعتبر مريضا نفسيا, بل هو نوع من القلق, وبعض الوساوس القهرية, وأعطاني دواء الفافرين (50) و (100) مم, وأوصاني بأخذه لمدة 10 أشهر تقريبا.

المشكلة الآن أني أوقفت الدواء بعد أقل من شهرين؛ لشعوري بالتحسن, ولأني أبغض الأدوية, وأيضا هي تسبب لي بعض المشاكل في الهضم, وأنا نحيف أصلا.

السؤال: أشعر أحيانا أن الوساوس القهرية بدأت تعود لي من جديد على شكل -مثلا- أن أفكر في مشكلة ما, وأعرف حلها وأجدها تأتي مرة أخرى, وأجد نفسي أسرد لها نفس الحل, فلكي أتخلص منها هل أحتقرها وأبعدها عني فقط بتجاهلها, أم أن هناك أسلوبا علميا أفضل؟ وحبذا أن يكون بدون أخذ أدوية؛ لأني أشعر أن حالتي لا تحتاج إلى دواء.

شيء آخر هو: كيف أزيد من ثقتي بنفسي؟ وأرجو منك إن لم تفهم حالتي جيدا أن تقرأ رسالتي السابقة رقم: (2152174), فقد شرحت فيها بالتفصيل, أم يجب علي الذهاب لطبيب نفسي؟ مع أني أجد أن حالتي لا تستدعي هذا.

وجزاكم الله خيرا كثيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع، ونحن حقيقة نؤيد تمامًا أن يتعالج الناس سلوكيًا, والأدوية لا يتم تناولها إلا عند الضرورة، والأدوية تُمهد الطريق للعلاج السلوكي، وهذا أحد فوائدها المعروفة.

ما دام الفافرين لم يوافق معك فأرى أن تتوقف عنه، وهذا قرار راشد وقرار صحيح، ولا شك في ذلك.

بالنسبة للوساوس عامة: هنالك عدة طرق ووسائل لعلاجها، والعلاج المباشر –أي أن يذهب الإنسان إلى المعالج النفسي وتوضع له البرامج العلاجية اليومية وتُناقش معه بالتفصيل– ويكون هنالك ما يمكن أن نسميه بتطبيق الواجب المنزلي الذي يجب أن يُؤدى، ويحضر الإنسان في المرة القادمة ليناقش مع المختص ما تم إنجازه وما تم الإخفاق فيه، ويكون دائمًا المعالج هو النموذج والقدوة المباشرة.

هذه قيمة علاجية كبيرة جدا، لا تتوفر أبدًا من خلال الشرح في الوسائل والأساليب العلاجية السلوكية أو قراءتها من كتاب ما، هذا لا يعني أن الشخص لا يساعد نفسه، يمكن أن يساعد نفسه انطلاقًا من المبادئ العامة لعلاج الوساوس.

أولاً: التفهم الكامل أن الوسواس القهري هو قهري، بمعنى أنه متسلط، وأنه فكر أو فعل سخيف، إذا ناقشه الإنسان وحاول أن يحلله ويتبعه يزداد الوسواس –لا شك في ذلك– أما الإنسان إذا تجاهله وأغلق عليه وحقّره؛ هذا أقصر طريق لكبح جماح الوساوس والتخلص منها.

وبعد ذلك حسب طبيعة الوسواس، مثلا الوساوس الخاصة بالنظافة والأفعال (وخلافه) هذه تطبق التطبيقات المباشرة من أجل أن يتم علاجها، وفي النصائح العامة التي وُجدت أنها مفيدة جدًّا لمرضى الوساوس هو قضية صرف الانتباه، وصرف الانتباه كل إنسان له طريقته التي تناسبه، هنالك من يصرف انتباهه من خلال إشغال نفسه، هنالك من يصرف انتباهه من خلال أن يُدير وقته إدارة صارمة ولا يعطي مجالاً للفراغ أبدًا، هنالك من يصرف انتباهه من خلال أن يفعل ما هو ضد الوسواس (وهكذا).

فإذن أخي الكريم: هذه هي الأساليب العلاجية التي تفيد، ومن المعروف تمامًا أن تمارين الاسترخاء –ولسبب غير معروف– وجد أنها مفيدة جدًّا كجزء للرزمة العلاجية لعلاج الوساوس القهرية.

فيا أخي الكريم: أنا أنصحك بالأخذ بهذه المبادئ العامة، لكن أفضل أن تذهب إلى أخصائي نفسي –وليس طبيبًا نفسيًا– هنالك الكثير من الأخصائيين النفسانيين المتميزين في العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوساوس القهرية، وميزة المقابلة المباشرة مع المعالِج –كما ذكرت لك– أن المعالج سيكون هو النموذج والقدوة، وهذا وجد أنه يمثل خمسين بالمائة فيما يخص النتائج المثمرة للعلاج النفسي, إذن التواصل المباشر له قيمته العلاجية الكبيرة.

أنا لا زلتُ أقول إن حالتك بسيطة، لكن قطعًا مقابلتك لمختص نفسي حتى وإن كانت لمرات قليلة سيكون لها عائد علاجي إيجابي عظيم جدًّا على حالتك.

أشكرك أيها الفاضل الكريم، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ