أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

يبدو أنك تعلمين الآن أن الحالة الموجودة عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، والعادة أن يتأخر التشخيص في كثير من الحالات ولعدة سنوات، وكما حصل معك، ففي البداية لا يدرك ماذا حصل مع الشخص، ومن ثم يعتقد أنها مرحلة وتنقضي، وهي حقيقة تنقضي ومن دون علاج عند كثير من الناس، ولكن قد يتأخر لوقت طويل.

لابد قبل العلاج السليم من تأكيد التشخيص، فبلا تشخيص لا توجد هناك معالجة مناسبة صحيحة.

من أهم علاجات الرهاب والخوف والأكثر فاعلية هو العلاج المعرفي السلوكي وتسمونها عندكم في أمريكا (Cognitive Behavioral Therapy) أو (CBT)، وكما هو واضح من اسمه أن لهذا العلاج النفسي جانبان، الجانب المعرفي، والذي يقوم على التعرف على الأفكار السلبية التي يحملها المصاب، والعمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية.

والجانب السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم المصاب ببعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، يقوم المصاب بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا.

ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي (psychiatrist) أو الأخصائي النفسي (psychologist)، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

وبالإضافة لهذه المعالجة المعرفية السلوكية يمكن للطبيب النفسي أن يصف لك أحد الأدوية، لا أقول التي تعالج الرهاب وإنما تحسن من ظروف العلاج، وإذا لم ترغبي في زيارة الطبيب النفسي فيمكن لطبيب الأسرة أن يصف أحد هذه الأدوية.

ويبقى العلاج الرئيسي هو العلاج السلوكي وكما ذكرت، والذي يمكن أن تقوم به الأخصائية النفسية أو المرشدة النفسية (councilor)، وهن متوفرات وبكثرة عندكن في أمريكا.

وهناك العديد من الأدوية المفيدة، ويتحدد الدواء المناسب بعد تقييم الطبيب النفسي لحالتك بالشكل الشامل والمناسب.

وأنصحك أيضا بقراءة كتاب عن حالات الرهاب الاجتماعي (Social Phobia)، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وهي كتب متوفرة عندكم وفي أي مكتبة عامة للاستعارة.

وأدعو الله تعالى لك بالعافية والشفاء في أقرب فرصة.