أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمن الواضح أنك تعاني من قلق المخاوف، والمخاوف التي لديك هي ذات طابع وسواسي، ولا شك أن المخاوف بجانب مكونها النفسي والاجتماعي توجد معها أيضًا مكونات عضوية، فالانقباضات العضلية والآلام الجسدية المختلفة هي أحد هذه المكونات الجسدية التي نشاهدها في حالات القلق والتوتر.

وفي بعض الأحيان يوجد ما يعرف بمتلازمة التجسيد، وهذه العلة تتسم بوجود أعراض جسدية كثيرة جدًّا، وقد تشمل أعراضا مختلفة من الجسم دون أن يوجد تفسير عضوي لها، وتكون غالبًا جميع الفحوصات سليمة.

حالات التجسيد هذه وجد أنها تستجيب بصورة ممتازة من الناحية العلاجية لمضادات الاكتئاب مع الالتزام بالبرامج الرياضية.

فيا أخِي: أنا أرى أن عقار سبرالكس الذي وصفه لك الطبيب هو دواء مناسب جدًّا، مناسب من حيث أنه من أفضل مضادات المخاوف والقلق والتوترات، وأنت تعاني من هذا وبصورة واضحة جدًّا، كما أنه دواء جيد لعلاج القلق التوقعي، وكذلك الوساوس، وفي ذات الوقت هو محسن للمزاج، وأعتقد أنه سيكون له مردود إيجابي جدًّا على صحتك الجسدية فيما يتعلق بهذه الآلام التي تعاني منها من وقت لآخر.

فيا أخِي الكريم: أنا أتفق تمامًا مع الأخ الطبيب الذي وصف لك السبرالكس، فأرجو أن تبدأ في تناوله، وأفضل طريقة لتقسيم الجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها بانتظام بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وهذه استمر عليها لمدة خمسة أشهر – وهذه ليست مدة طويلة أبدًا – بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يفضل أيضًا أن يدعم عقار سبرالكس بدواء مساعد يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) هذا يمكن أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر في تناول السبرالكس بنفس الصورة التي وصفناها لك.

أيها الفاضل الكريم: أنا أرى أن التمارين الرياضية مهمة جدًّا في حالتك، ويمكن أن تبدأ بداية بسيطة، ثم تتدرج في زيادة معدل هذه التمارين، سوف تحس أن صحتك الجسدية بدأت في التحسن، وكذلك حالتك النفسية - إن شاء الله تعالى – سوف تتحسن كثيرًا.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ولك الشكر والتقدير على ثقتك في إسلام ويب.