أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجى لديه خيالات جنسية شاذة.. ما نصيحتكم؟
زوجي متوسط الالتزام الديني، وهو زوج طيب جدا، وكريم جدا في المادة والمشاعر، وبعد ست سنوات من الزواج اكتشفت جلوسه بمفرده يوميا بعد نومي أنا والأطفال لمدة طويلة حوالي شهر ليكتب خيالات جنسية شاذة بين أخ 18 سنة، وأخته 12 سنة.
علما بأن له أخت توفيت قبل أن يكتمل نموها أصلا في بطن الأم، وله أخ واحد.
واكتشفت أيضا مشاهدته لصور مثيرة لفتيات في عمر العشر إلى 14 سنة تقريبا، هي ليست بصور عارية تماما، أو كذا، ولكن في أوضاع مثيرة، طلبت منه أن يحكي لي ماذا يفعل ليلا وحده؟ أنكر أولاً! ثم اعترف بالأمر وأطلعني على ما يفعل، واعترف لي أنه يفعل هذا الأمر منذ سنوات حتى من قبل الزواج.
حاولت أن أساعده، وأطلب منه أن يطلعني على ما يفعل، وماذا ينقص في علاقتنا معه، ولكنه أنكر أن الأمر له علاقة بحياتنا معا، وأني غير مقصرة، واعترف بأنه حدث له تحرش من قبل أخوه الأكبر في الصغر، ولكن دون اعتداء فعلي ومنذ ذلك الحين، وهو يتخيل أخته في هذه الصورة.
أنا قرأت القصة التي كتبها، وفيها تفاصيل دقيقة جدا مما سبب لي اكتئابا شديدا وضيقا وجعل الأمر مسيطرا على تفكيري حتى أثناء النوم، أعدت له الثقة وأخبرته أني أعلم أنه سيتوقف، ويفي بوعده لي، ولكني أشك في كل نظرة منه، وخصوصا في وجود بنات في هذا السن في أي مكان نتواجد فيه معا.
أنا جميلة ورشيقة باعترافه، واعتراف الأقارب، ولي منه بنتان، أخشى على البنات، وأخشى أن يتطور الأمر عندما يكبرن، وخصوصا أنه في مقدمة هذه القصة كتب أنه يفضل أفلام زنا المحارم والجنس ما قبل البلوغ، وهو ينكر أنه يعني هذا الكلام، ولكنه على حد قوله (لإكمال صياغة القصة) وأنه أبداً لا يشاهد تلك الأفلام، وأن ما أشاهد من صور كان ليس بهدف الإثارة، ولكن ليتخيل شكل الأخت، وأنه غير منجذب للبنات إلا إذا تخيلها أخته هل هذا منطقي؟
اهتممت بنفسي بشكل أكبر، وتقربت منه كثيرا، وأصبحت أسعده في العلاقة أكثر من ذي قبل على حد قوله، أرجوكم محتاجة لحل، فهل يمكن أن يقلع عن هذه الأمور، وهل ممكن أن يكون وعده لي حقيقيا، ومن السهل أن يقلع بهذه السهولة بعد سنوات طويلة؟
أنا مرعوبة، وفكرت كثيرا في الطلاق، وخصوصا أني قرأت عن اضطراب عشق الأطفال، وأخشى أن يكون مصابا به، وهو ينكر، وكيف لي أن أعرف أنه في طريق العلاج السليم، وأنه لا ينظر بشهوة للبنات الصغار؟
وأنه إذا حصل أي ابتعاد بيننا لأي سبب خارج عن إرادتي لن يعود لذلك ولو بالتفكير؟
جزاكم الله خيرا على مساعدتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكرك على طرحك لهذا الموضوع الحساس والمهم في ذات الوقت، وحقيقة نحن من خلال هذه الاستشارات نحاول بقدر المستطاع أن نساعد الأخوة المتصفحين لإسلام ويب، لكن ربما لا نستطيع أن نقدم كل ما هو مطلوب في مثل حالة زوجك الكريم.
عمومًا أقول لك أن كل ما ورد في رسالتك يدل على مصداقية كبيرة جدًّا فيما ذُكر، وهذا يجعلني أكثر طمأنينة في أنني يمكن أن أتحدث عن إنسان في غيابه، وهو زوجك الكريم.
من الواضح جدًّا أنه توجد علة يمكن أن نسميها باضطراب التفضيل الجنسي أو الانجذاب الجنسي، وبعض الناس لديهم ما يمكن أن نسميه بازدواجية التوجه الجنسي، بمعنى أنه يمكن أن يعيش حياة جنسية سويّة من خلال المعاشرة الزوجية، وفي ذات الوقت تكون هنالك أفكار أو أفعال أو اندفاعات جنسية مُخلة.
زوجك الكريم من الواضح أن الذي يعاني منه - وأستطيع أن أقول ذلك بدرجة كبيرة – لديه اضطراب ما يمكن أن نسميه بحب الأطفال، وهذا العشق أو التوجه نحو الأطفال هو عملية معقدة جدًّا، ومعظمه يكون ذا طابع جنسي، لكن في معظم الأحيان يكون ليس ذا طابع جنسي.
وأن ينحصر تفكيره من خلال القصة التي وردت حول موضوع الأخ والأخت هذا ليس مستغربًا؛ لأن التوجه الجنسي الداخلي كثيرًا ما يتعلق بأفراد الأسرة قبل أن ينتشر أو يتجه نحو الآخرين.
أعتقد أن زوجك كان صادقًا معك لدرجة كبيرة، وهذه المشاعر الجنسية المخلة نحن لا نخضعها لموازين الصدق والكذب، إنما هل هذه المشاعر بالفعل مشاعر حقيقية؟ وما هي درجة تجذرها؟ وكيفية علاجها؟ وهذا حقًّا لا يتم إلا من خلال أن يقابل زوجك أحد المختصين، مقابلته لطبيب نفسي متميز أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدًا له جدًّا، وإذا اختار طبيبًا أو معالجًا نفسيًا ذا توجه سلوكي نفسي، وله خبرته في الاضطرابات الجنسية أعتقد أن ذلك سوف يكون أفيد له.
بعض هذه الاندفاعات الجنسية تحمل الطابع الوسواسي، وكثيرًا من علماء النفس أرجعها لذلك، بل واعتبرت أنها موازية للوسواس القهري، لذا تجد كثيرًا من هذه الحالات تستجيب استجابة ممتازة جدًّا للأدوية المضادة للوساوس القهرية، وهذه من وجهة نظري شيء مشجع جدًّا، لأن الأدوية تمهد للإنسان وتساعده كثيرًا لاتباع العلاجات السلوكية خاصة العلاج السلوكي التنفيري، وهو مطلوب في حالة زوجك الكريم.
أعتقد أن ناحيتك وأتفق معك أن الأمر يسبب لك إزعاجًا، وهذا شيء طبيعي، لكن هذا لا يعني أبدًا أن تفكري في الطلاق، لا، أعتقد أن زوجك يمكن أن يُصلح، وأعتقد أنه يمكن أن يتغير، مفاتحتك له حول هذا الأمر أعتقد أن هذا أمر إيجابي، لكن اسعي وبقوة لأن تجففي منابع إثارته السلبية.
موضوع الصور، موضوع الاطلاع على المواقع الخلعية – إن كان هذا يحدث منه – أعتقد أن ذلك يجب أن يكون أمرًا محظورًا بالكلية، وفي ذات الوقت دعيه يتكلم عن مشاعره، ولكن يجب أن تُبدي له دائمًا انزعاجك وعدم القبول لما يحدث، وفي ذات الوقت يجب أن تصري عليه إصرارًا قويًّا بأن يذهب ويقابل المعالج، ولا شك أن المعالج سوف يستدعيك أيضًا في مرحلة من مراحل العلاج، هذه الحالات تستجيب بصورة جيدة جدًّا للعلاج، لأن زوجك (حقيقة) رجل، ومتزوج، وقد كوّن أسرة، وكما ذكرت أنه إنسان على قدر من الذوق والفعالية والطيبة، وهذا كله يساعد، بمعنى أن شخصيته لازالت متماسكة من حيث النواحي المعرفية والاجتماعية، وهذا أعتقد أنه سوف يساعده كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من إهمال زوجي لي، كيف أتصرف معه؟ | 3837 | الثلاثاء 28-04-2020 04:44 صـ |