أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أواب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن فيروس الحمى الصفراء هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض, وقد سمي بهذا الاسم لأنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث نزوف في الجسم، تسبب اليرقان (أو الصفار).

لأن نسبة حدوث هذا النزيف تعتبر عالية نسبياً, فهي تحدث بنسبة 15% من الحالات التي تحدث فيها إصابة بالحمى الصفراء, ولأن نصف هذه الحالات أي حوالي (7-8%) من التي تحدث فيها نزوف, سوف ينتهي بالوفاة لا قدر الله.

لذلك فإن على كل من يتوجه إلى منطقة تكثر فيها الإصابة بهذا الفيروس, أن يأخذ التطيعم كنوع من الوقاية.

اللقاح يتألف من فيروس مضعف, وهذا النوع من اللقاحات يعتقد بأنه يمكن أن ينتقل الى الجنين عن طريق المشيمة, لكن هذا الكلام نظري فقط، وغير مثبت من الناحية العملية, أي لم يتم لغاية الآن إثبات بأن هذا الانتقال للجنين يحدث بشكل مؤكد في حال تناولت الحامل اللقاح, لأن الفيروس الموجود في اللقاح يكون ضعيفاً جداً.

لكن وكنوع من الاحتياط, وأيضاً إلى أن تتوفر دراسات كافية بهذا الشأن, فإنه ينصح بألا يعطى هذا اللقاح للحوامل إلا عند الضرورة, مثلاً أن تكون السيدة الحامل مضطرة للسفر إلى بلد يكثر فيه هذا المرض, وذلك لأن خطر الإصابة بهذا الفيروس إن حدثت, على الأم وعلى الجنين, يفوق كثيراً الضرر المحتمل, (والغير المؤكد) لإعطاء اللقاح.

إذاً أيها الأخ الفاضل, إن كانت زوجتك ستسافر إلى منطقة يكثر فيها هذا المرض, فإن تناولها لهذا اللقاح هو أمر صحيح وجيد، إن شاء الله, ولا داعي للقلق على الجنين, وهو لن يضرها هي, بل سيقيها من الإصابة بالمرض -إن شاء الله-.

لكن بعد الولادة يجب أن يتم فحص الوليد، ومراقبته من قبل طبيب أطفال مختص, مع عمل بعض التحاليل المصلية له, للتأكد من أنه لم يصب بالمرض عن طريق اللقاح, وأكرر ثانية بأن إصابة الجنين عن طريق اللقاح المضعف, لم يتم إثباتها لغاية الآن, لكن فحص المولود بعد الولادة سيكون نوعاً من الاحتياط فقط.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لزوجتك الحمل على خير.