أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنا وعنكم، وعن سائر المسلمين كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرد عنا جميعًا كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين، وظلم الظالمين، وأن يعيننا وإياكم وسائر المسلمين على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحفظنا بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك من بيان الرقية الشرعية للجماد، وهل هناك رقية شرعية خاصة بهذه الأشياء أم لا؟ فالجواب حقيقة أنه لا توجد هناك رقية شرعية خاصة بالجمادات أو المنقولات أو العقارات أو المزروعات، وإنما هي نفس الرقية التي يتم رقية الإنسان بها، هي نفس الرقية التي يُرقى بها أي شيء، والدليل على ذلك ما ورد في قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف بقول الله تعالى: {ولولا إذ دخلتَ جنتك قلتَ ما شاء الله لا قوة إلا بالله} فهو الآن يقول هذا الكلام على جمادات وعلى مزروعات، فاستفاد العلماء من ذلك أن الرقية تكون لكل شيء.

فإذن بارك الله فيك نفس الرقية التي نستعملها نحن في رقية الإنسان هي نفس الرقية التي نستعملها في رقية الجمادات أو المنقولات أو غير ذلك، ولكن من الممكن أن تتم القراءة على ماء وأن يتم رش هذا الماء على الشيء، فإذا كان في البيت فمن الممكن أن يتم الرش على أركان وزوايا البيت قدر الاستطاعة، وإذا كانت سيارة فمن الممكن أن يُرش عليها من الظاهر وأن يُرش على المكينة (مثلاً) بالماء المقروء عليه، لأنه بذلك سيكون أقوى بالماء المقروء عليه، وإن شاء الله تعالى يكون فيه نفع، ولا مانع مع رش الماء من أن يكون الإنسان ينطق بالرقية (كذلك) حتى يجمع ما بين الرقية اللفظية، وما بين استعمال الماء المقروء عليه.

ويقينا – كما تعلم – أن الرقية سبب من أسباب الشفاء، ولكن الشافي في الحقيقة هو الله تعالى، نعم هذا كلام الله تعالى وكلام نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ولكنه لا يشفي بذاته، وإنما يشفي لأن الله تبارك وتعالى شاء أن يجعل فيه الشفاء، فنحن نتعاطى الدواء، ونعلم أن الدواء قد يفيد في المرض، ولكنه لا يفيد إلا بأمر الله تعالى.

كذلك أيضًا نتعاطى الحجامة ونعلم أن الحجامة مفيدة، ولكنها كذلك أيضًا لا تفيد إلا بأمر الله تعالى، كذلك أيضًا استعمال الرقية الشرعية من آيات وأحاديث هذه مما لا شك فيه فيها فائدة عظيمة، ولكنها أيضًا لا تفيد في شخص معين وفي وقت معين، وفي مكان معين إلا بأمر الله تبارك وتعالى، فنحن نحسن الظن بالله تعالى ونتوجه إلى الله بالدعاء، ثم نقوم بعمل الرقية على أنها وسيلة من وسائل صرف السوء أو دفع البلاء، ولكن الحقيقة أن الدافع لكل بلاء والصارف لكل سوء والمحقق لكل خير ونجاة إنما هو الله تبارك وتعالى.

أسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم بما يحفظ به عباده الصالحين، هذا وبالله التوفيق.