أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أتناول الفلوزاك للاكتئاب المزمن فسبب لي أحلاما مزعجة.. هل هذا شيء طبيعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنا أعاني من الاكتئاب المزمن الذي لا يكاد يفارقني، ولا لحظة واحدة، وسبق أن تعالجت بالفلوزاك 20 مجم لمدة ستة أشهر، وأحسست بالراحة مع بداية العلاج، ولكني أوقفته؛ لأني أحسست أنه بلا جدوى بعد ذلك.
أنا الآن أشعر بالضياع والخنقة الشديدة، ولا أعرف السبب فعاودت وأخذت الفلوزاك أتناوله منذ عشرين يوما، وأريد أن أرفع الجرعة بعد شهر إلى 40 مجم، ولكن لا أشعر بأي تحسن ملحوظ، بل بالعكس أشعر أن بي خنقة تزداد وضيق تنفس، وأحس أنه لا يوجد أكسجين كاف، وحزن دائم يزداد كل يوم لدرجة أني أفكر بالانتحار لولا أنه حرام، ويغضب الله لفعلته منذ زمن.
أيضا لدي رهبة اجتماعية شديدة جدا تحرجني مع أقاربي ومع الآخرين، ولا أخفي عليكم أحاول أن أخرج للشارع، وأن أعيش حياتي كأي شخص طبيعي، ولكني أحس بخنقة وضيق، ولا أشعر بالسعادة مطلقا، ومن الغريب أني أحب أن أحادث شخصا غريبا، ولكن لا أحب أن أحادث شخصا يعرفني أو أحد أقاربي.
أيضا أريد النوم باستمرار، ولا يوجد لدي أي رغبة أو دافع للقيام بأي شيء لدرجة أني أحس أن بي مس، أو شيء من هذا لأني أحلم أحلام مزعجة، وكوابيس ويأتيني شيء علي هيئة كلب ويقفز علي، وأنا نائمة ويخنقني، ولا أعرف أن أقوم من النوم.
وسؤالي الآن: هل هذا شيء طبيعي مع بداية العلاج؟ وهل يزول أم أن الخنقة التي بي سببها شيء آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطردي هذه الأفكار السخيفة، أقصد بذلك التفكير في الانتحار، هذا لا يليق بك أبدًا، فالدنيا بخير، وأنت بخير، ورحمة الله واسعة، ولديك الكثير الذي يجب أن تعيشي من أجله، فلا تيأسي من روح الله، ولا تقنطي من رحمة الله، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون، والمؤمن يحسن الظن بالله، ويتوكل عليه، ويدعو ربه أن يجعل حياته زيادة في كل خير، وموته راحة من كل شر، هذا أولاً.
ثانيًا: الاكتئاب يمكن علاجه، ويمكن اقتلاعه، وحتى إن بقي منه شيء يمكن التواؤم معه.
أول خطوات علاج الاكتئاب هي أن يكون الإنسان إيجابيًا في تفكيره، أن يثق بنفسه، أن يجعل لحياته معنىً، أن يُدير وقته بصورة صحيحة، لأن هذا يعني إدارة الحياة، وأن يكون هنالك نوعًا من التواصل الاجتماعي المهاراتي الجيد، والاطلاع والحصول على المعرفة من أجمل الأشياء التي تُشعر الإنسان بالسعادة، وكذلك بر الوالدين.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة- خذي بهذه الأسس، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن مستوى تفكيرك قد تغير جدًّا وتحررت تمامًا من التفكير الاكتئابي.
العلاج الدوائي لا شك أنه يساعد، وهو مطلوب، ولا تسأمي أبدًا، بما أن الفلوكستين لم يؤد فعاليته، هذه الأدوية تحتاج في بعض الأحيان لوقت طويل، شاهدتُ من تحسنت أحوالهم بعد أربعة أشهر كاملة على تناول الدواء، نعم كثيرًا ما تقول الأبحاث أن فعالية الدواء تبدأ بعد أسبوعين أو ثلاثة، لكن هذا ليس بالضرورة بالنسبة لكل الناس.
ارفعي الآن جرعة الفلوكستين إلى أربعين مليجرامًا، وهذا قرار صحيح؛ لأن الفلوكستين يمكن أن يكون حتى ثمانين مليجرامًا في اليوم، لكن نقول أن جرعة أربعين مليجرامًا يحتاج لها الآن الكثير من الناس.
استمري على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.
وهنالك دواء آخر داعم جدًّا للفلوكستين، ويساعد في أعراض الشعور بالخنقة، وضيق التنفس، هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، وهو دواء بسيط ومتوفر، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – تناوليها صباحًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: الشعور بالاختناق وكأنه لا يوجد أكسجين هو (حقيقة) ناتج من التوترات العضلية التي تحدث في القفص الصدري، لذا تعتبر تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، ولذا أرجو أن ترجعي إلى استشارة لدينا في إسلام ويب تحت رقم (2136015) وحاولي أن تطبقي الإرشادات والتعليمات الواردة بها، والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
صحتك النومية كوني حريصة عليها جدًّا، وذلك من خلال تجنب النوم النهاري – تحدثنا عن تمارين الاسترخاء فهي مفيدة – وعليك أيضًا بممارسة الرياضة – أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة – ويجب أن يكون غذائك متوازنًا - هذا إن شاء الله يفيدك تمامًا -واحرصي على أذكار النوم، وتجنبي الأكل الدسم في أثناء الليل، هذا يُبعد عنك - إن شاء الله تعالى – هذه الكوابيس تمامًا.
كثرة النوم والتكاسل في بعض الأحيان تكون ناتجة من الاكتئاب نفسه، وهذا أعتقده في حالتك، لكن في بعض الأحيان ضعف إفراز الغدة الدرقية قد يكون سببًا، فحاولي أن تُجري بعض الفحوصات العامة، ويجب أن يشمل الفحص فحص هرمون الغدة الدرقية، وذلك فقط من أجل التأكد.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين | 1395 | الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ |
لا أشعر بالحزن أو الفرح، أشعر بأني غير طبيعي، وأريد حلا! | 1448 | الأربعاء 01-07-2020 06:12 صـ |
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء | 631 | الأحد 28-06-2020 05:28 صـ |
خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟ | 2321 | الأربعاء 03-06-2020 03:53 صـ |
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ | 1054 | الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ |