أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل سأبقى آخذ السيروكسات طوال عمري؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:

قبل طرح سؤالي لا بد من شكركم على العمل الذي تقدموه, وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

سؤالي هو: منذ الصغر لدي قلق زائد وتوتر, والذي يسبب لي التلعثم في الكلام, وأقرب وصف لحالتي هو الرهاب الاجتماعي, طبعا لا أود التحدث عن التعب الذي مررت به خلال سنواتي كلها, من اكتئاب وغيره؛ لأنها طويلة, ويصعب ذكرها.

في مرحلتي الجامعية ذهبت لطبيب فوصف لي سيروكسات 20 ملجراما, جلست عليها لمدة 4 سنوات -طوال المرحلة الجامعية- ولله الحمد تخرجت, وتوظفت, والآن وصلت لمرحلة أنني أود ترك الدواء لأني أود الاعتماد على نفسي, مع أني عندما جربت ترك الدواء ترجع حالتي كالسابق.

الآن أنا أذهب للطبيب للعلاج السلوكي, ولي 6 أشهر ولا تطور, مع العلم أنني في علاج السيروكسات سي أر مررت على كل الجرعات, ووجت نفسي على 20 مليجراما يوميا.

أذكر قبل السيروكسات جربت اليفكسر, ولم ينفع, وجربت سيبرالكس, ولم ينفع, والآن لي تقريبا 6 سنوات أستخدم السيروكسات.

أسئلتي هي:

1- هل ينفع أن آخذ طوال عمري السيروكسات, وأنا الآن مقبل على زواج وابتعاث؟

2- إذا قطعت الدواء تصيبني حالة هلع, وخوف, وتوتر, وقلق, ورهاب اجتماعي يؤدي إلى التلعثم, ناهيك عن النفسية السيئة.

3- هل الطب الآن لم يصل إلى دواء لحل مشكلة التلعثم بشكل 100%.

ولكم كل الشكر والامتنان, والدعوات الخالصة.

علي من السعودية -الرياض.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولا أريد أن أطمئنك تمامًا عن سلامة الزيروكسات، فأنا أعرف من يستعمل هذا الدواء الآن لقرابة عشرين عامًا، أي منذ دخول هذا الدواء أسواق الأدوية دون أي مشكلة، لكن هذا لا يعني أن يكون اعتمادًا مطلقًا على الأدوية في بعض الأحيان.

فإجابة مباشرة لسؤالك: هل ينفع طوال عمري أخذ الزيروكسات؟ لا أعتقد أنك سوف تحتاجه طول عمرك، لكن نؤكد لك إن احتجتْ له فهو سليم، والزيروكسات لن يمنعك من الزواج أبدًا، وكذلك الابتعاث.

إذا قطعت الدواء تصيبك حالة من الهلع؟ السبب في ذلك يرجع إلى أن الزيروكسات إذا تم قطعه والتوقف عنه بتدرج شديد قد يؤدي إلى آثار انسحابية تظهر في شكل دوخة وقلق وخوف، والبعض يشعر كأن تيارًا كهربائيًا يمر بجسده، والأمر الآخر هو الانتكاسة –بمعنى أن الأعراض ترجع– لأنه لم يحدث أي نوع من التدعيم السلوكي، وهذا أنصحك به تمامًا، أن تتحرك سلوكيًا بكثافة واجتهاد، وأن تطلع على كل أنواع العلاج السلوكي، وهي سهلة جدا، ومتوفرة في العيادات النفسية، وكذلك في الكتب وعلى الإنترنت أيضًا.

إدخال أشياء جديدة على حياتك، الخروج من النمطية، دائمًا يساعد في علاج التلعثم، وأقصد بذلك لا تجعل نفسك مثلاً مستحوذًا من جانب أصدقاء معينين، لا، وسّع من دائرة النسيج الاجتماعي، وسع من التواصل، مارس الرياضة، شارك في حلقات النقاش وحلقات العلم، كن على علاقة وطيدة مع إمام مسجدك، وادخل معه في بعض النقاشات والحوارات المعينة التي تدور حول العلم, هذا يؤدي إلى ترويض اجتماعي وتطوير للمهارات الاجتماعية مما يُعطي المزيد من الثقة.

والمعرفة دائمًا هي السلاح الذي يهزم كل المصاعب النفسية –هذه حقيقة– (قلق، توتر، تلعثم، عدم ثقة بالنفس) من خلال المعرفة تغلب الإنسان على كل هذه الإشكالات والجزئيات النفسية التي قد تكون معيقة لبعض الناس.

بالنسبة لسؤالك: هل الطب الآن لم يصل إلى دواء لحل مشكلة التلعثم بشكل 100% ؟ .. مشكلة التلعثم قد لا تعتبر مشكلة طبية أصلاً، لذا سيدنا موسى عليه السلام دعا بقوله: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي} وقال: {وأخِي هارونُ هو أفصح مني لسانًا فأرسله معيَ ردءًا يُصدُّقني} إذن نحن لا نعتبر التلعثم مشكلة طبية أو علة طبية، إنما تبعاتها هي التي تجعل الناس يفتقدون الثقة في أنفسهم، والقلق لا شك أنه يؤدي إلى المزيد من التلعثم.

فإذن الاسترخاء، وعدم مراقبة الذات حين يتكلم الإنسان، والإنسان صاحب المعرفة دائمًا يكون إخراجه للكلام تلقائيًا لا يحتاج أن يراقب نفسه أصلاً حين يحاور أو يتكلم في موضوع ما.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنا سعيد تمامًا أن أمورك جيدة ومستقرة، وأتمنى لك المزيد من النجاح والتوفيق، وأن يُنعم الله علينا وعليك بالصحة والعافية، وأن يجعلنا وإياكم من الشاكرين عليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2988 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6596 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1953 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3158 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ