أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ضربات القلب وألم في الصدر بعد وفاة بعض الأقارب، ما تفسيركم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شكري وتقديري على القائمين على هذا الموقع الجميل.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أحفظ كتاب الله - ولله الحمد والمنة -، قبل 6 سنوات بدأت تأتيني نوبات الهلع ( تزايد في ضربات القلب مع الشعور بالدوار والخوف من الموت فقط كانت هذه الأعراض)، وكانت تأتيني بعد فترات طويلة.
في شهر رمضان الماضي، وبعد أن جاءتني أخبار عن وفاة بعض الأقارب بنوبات قلبية بدأت النوبات تأتيني، ولكن بأعراض جديدة ( تزايد في ضربات القلب بشكل مفاجئ مع ألم في الصدر، وتنمل الجسم، وتشنج في اليدين)، لا أعلم هذه أعراض نوبات الهلع أم لا؟ مع أني أجريت الفحوصات، ولم يكن لدي شيء - والحمد لله- غير نقص قليل في الحديد.
المشكلة أن الخوف من الموت مستمر لدي وفي كل الأوقات، وخاصة في الليل يزيد الخوف، وأعاني جداً أثناء قيام الليل، وصلاة الفجر حتى أني كدت أترك قيام الليل بسبب الخوف.
قرأت في موقعكم المبارك عن علاج بحبوب السبرالكس، ولكن لا أعلم هل هي مفيدة لحالتي؟ والمشكلة الأخرى أهلي لم يقتنعوا بالعلاج بالأدوية، يقولون لي دائماً علاجك في الغذاء! فهل هذا صحيح؟
أرجوكم ما الحل؟ وجزاكم الله كل خير في الدارين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/رواء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد.
فالحمد لله تعالى الذي منَّ عليك بحفظ كتابه وجعلك ممن يقيمون الليل، أيتها الشابة الفاضلة الكريمة: هذا رصيد عظيم، أسأل الله تعالى أن يزيدك وأن يتقبل منك.
النوبات التي تحدثت عنها هي بالفعل نوبات هلع وهرع - أو يمكن أن نسميه فزع – وهي نوع من القلق النفسي، هذا القلق النفسي كثيرًا ما يكون ليس له أي أسباب، لكن هنالك بعض المُثيرات لنوبات الهلع، مثلاً قد يكثر في أثناء الليل، كما أن سماع الأخبار المحزنة مثل وفيات الأقارب بالنوبات القلبية، هذا نعتبره رابطًا ومثيرًا قويًّا جدًّا لمثل هذه النوبات.
ما حدث لك من تزايد في ضربات القلب بشكل مفاجئ، مع ألم في الصدر، وتنمّل في الجسم، وتشنج في اليدين: هو في الحقيقة قلق نفسي عام، هذا قلق نفسي عام ظهر في شكل أعراض نفسوجسدية، وكانت الأعراض الجسدية هي المُهيمنة والأكثر وضوحًا، وهذا معروف أيضًا يحدث لدى الذين يعانون من نوبات الهلع والفزع؛ لأن نوبات الهلع والفزع هي في الأصل نوع من القلق النفسي كما ذكرنا، لكنه قلق محدود، بعض الناس يأتيهم القلق في أشكال وصور أخرى مثل ما حدث لك.
الخوف من الموت هو شيء مدفون في الكيان البشري، ونوبات الهلع نسبة؛ لأنها تتميز بوجود تسارع في ضربات القلب، والقلب هو مركز الحياة البيولوجي، ولذا يخاف الناس حين تحدث أي تغيرات حتى ولو كانت فسيولوجية في القلب، فالرابط معروف، وأنت - الحمد لله تعالى- مؤمنة وصلبة - إن شاء الله تعالى -، وأنا أؤكد لك أن هذا الشعور ليس دليلاً على ضعف شخصيتك أو ضعف في إيمانك، إنما هي عملية فسيولوجية نفسية بحتة، وليس أكثر من ذلك، فهذه الحالات تأتي للبر وللفاجر، وللغني وللفقير، لكن بالطبع الشخص المؤمن والذي يتوكل على الله تعالى ويفوض أمره إلى الله، ويُحسن الظن بالله، ويعرف أن الله هو الشافي وهو المعافي، لا شك أنه يكون أفضل من غيره في تقبل الحالة، وكذلك في البحث عن الآليات والطرق العلاجية، ومن المفيد أن تنظري في علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 259342 - 265858 - 230225 ).
إذن أهم جزء في العلاج أننا نؤكد لك أن الحالة بسيطة بالرغم مما تسببه لك من إزعاج ومخاوف.
ثانيًا: اصرفي انتباهك عن القلق والخوف، وذلك من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، هي تمارين جيدة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتأخذي بحذافيرها وتفاصيلها، وتطبيقها، فهي - إن شاء الله تعالى - ستفيدك كثيرًا.
ثالثًا: دائمًا إذا بدأت لديك العلامات الأولى للهلع تذكري أنه قلق، وأنه سوف ينصرف، وغيّري مكانك أو غيري وضعك، أدخلي أفكار أخرى جديدة - وهكذا - هذا أيضًا يساعد كثيرًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نرى أنه مهم، نرى أنه فاعل وجيد؛ لأن البحوث خاصة الحديثة منها أثبتت أن بعض المواد الكيميائية في دماغ الإنسان يحدث فيها نوع من التغير، وعلى وجه الخصوص المادة التي تعرف بالسيروتونين، يحصل فيها نوع من عدم الانتظام في إفرازها، ولذا يعتبر الدواء مهمًّا جدًّا لتصحيح مساراتها.
عقار سبرالكس عقار ممتاز وجيد، وفاعل جدًّا، وسليم وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
أرجو أن تتحدثي مع أسرتك حول هذا الموضوع، وتوضحي لهم ما أفدناك به في هذه الرسالة، وأنا متأكد جدًّا أنهم سوف يوافقون أن تذهبي إلى الطبيب النفسي لمرة أو لمرتين، ويضع لك البرنامج العلاجي التام.
بالنسبة لموضوع الغذاء: لا أعتقد أن ذلك يعتبر علاجًا شافيًا لهذه الحالة، نعم تنظيم الغذاء وترتيبه أمر جيد للصحة، لكن لا علاقة له أبدًا بنوبات الهلع والهرع.
مع احترامي الشديد لوجهة نظر أهلك، مع احترامي الشديد لوجهة نظرك أرجو أن يكون معروفًا ومعلومًا أن العلاج يأتي ثُلثه من التوجيه النفسي والثلث الآخر من التوائم الاجتماعي وتصحيح المفاهيم، والثلث الأخير لا يأتي إلا من الدواء.
إذن حتى تكون الرزمة العلاجية مكتملة وتستفيدي منها أرجو توضيح هذه الحقيقة لأهلك الكرام، وأنا على ثقة أنهم سوف ينزلون لرغبتك ويستمعوا إلى الطبيب النفسي، لأن ما سيقوله - إن شاء الله تعالى - سيكون مفيدًا لك.
ليس هنالك ما يدعو أن يُعاني الإنسان ويكون التشخيص معروفًا ويُحرم من نعمة العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ | 1200 | الأحد 09-08-2020 05:24 صـ |
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ | 1770 | الأحد 09-08-2020 04:31 صـ |
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3910 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي | 2731 | الخميس 23-07-2020 05:22 صـ |