أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التعب الشديد وعدم الرغبة في حضور أي اجتماع أثر على حياتي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم.

أكتب هذه السطور وأنا في هم وحزن لا يعلم به إلا الله، أعاني من تعب شديد أثر على حياتي الشخصية بشكل كبير، أبلغ من العمر 38 عاماً، وقد بدأت معاناتي منذ سن 14 عاماً، حيث أنني أشعر بتعب شديد في كل وقت، وعدم التركيز، والبعد الدائم عن الصلاة، وعدم الرغبة في حضور اجتماعات الناس، وألم في جميع أطراف الجسم، عملت بجميع النصائح، عملت الحجامة ولم يتغير شيء، وعملت تحاليل الغدة الدرقية، وظهرت النتائج سليمة، وقمت بالرقية الشرعية، ولم يتغير شيء، حتى استعملت حبوب الكبتاجون، فهي تأثر بشكل موقت ومحدود، ثم يعود كل شيء كما كان، والله إنني أحياناً أبكي بكاءً شديداً من هذا الحال، ويعلم الله أنني أبكي حتى كتابة هذه السطور، أرجو مساعدتي ولكم الأجر.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يعرف من الناحية التشخيصية أنه توجد حالات نسميها بحالات الإجهاد النفسي والتعب الجسدي، وهو نوع من التعب وافتقاد الطاقات قد يكون ملازمًا للإنسان لفترات طويلة، ولم يُوجد تفسير كامل لهذه الحالات، لكن اعتبرت -وعلى حسب المقاييس والمعايير العلمية- أنها ربما تكون درجة بسيطة من الاكتئاب المزمن، ولذا وُجد أن مضادات الاكتئاب تساعد في هذه الحالات مع بعض التدابير العلاجية الأخرى.

أحزنني كثيرًا أنك جربت حبوب الكابتجون لعلاج هذه الحالة، ولا يمكن للإنسان أبدًا أن يحل مشكلة طبية بوسيلة خاطئة وخاطئة جدًّا، فالكابتجون مادة مضرة، مادة إدمانية، حتى وإن كانت تعطي بعض النشاطات الجسدية، لكنها نشاطات زائفة، ويعرف أن هذا الدواء يستعبد الناس من خلال أفعاله الإدمانية، ويبدأ الإنسان في التفتت، ويسقط تمامًا نفسيًا ووجدانيًا وجسديًا واجتماعيًا، ولا شك عقديًا أيضًا، وأنا أجد لك العذر في محاولتك هذه، لأنك كنت تبحث عن حلول، وحتى وقعت في الحل الخاطئ، فأرجو ألا يتكرر ذلك أبدًا، وأنا أقول أن الحل يكون في الآتي:

أولاً: أريدك أن تذهب إلى الطبيب مرة أخرى وتقوم بإجراء فحص كامل، وذلك حتى يكون لدينا قاعدة طبية سليمة، افحص مستوى الدم، وظائف الكبد، الكلى، الدهنيات، فيتامين (ب12) فيتامين (د)، ويجب أن تقوم أيضًا بفحص الروماتيزم، وهو فحص معروف للأطباء، بعد أن تتأكد من هذه الفحوصات وأنها -إن شاء الله تعالى- سليمة، تبدأ في القيام ببرامج رياضية.

الرياضة التدرجية، مثلاً أن تمشي يوميًا لمدة ربع ساعة لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفع المعدل إلى نصف ساعة لمدة أسبوع آخر، ثم اجعلها خمسة وأربعين دقيقة بعد ذلك، ثم اجعلها ساعة كاملة، ويمكن أن تُدخل أي نشاطات رياضية أخرى، المهم الرياضة يجب أن تكون جزءاً أساسيًا من حياتك، هذا هو الذي أود أن أصل إليه حول هذا الموضوع، ولابد أن تبني قناعات أن هذا علاج، أنا أريد الرياضة أن تقوي نفسك قبل أن تقوي جسدك، وكل الأبحاث العلمية قد أثبتت ذلك.

ثانيًا: إدارة الوقت: الإنسان حين يكون له أشياء من الضروري أن يفعلها ويقوم بها، هذا يحفزه وينشطه، لكن إذا عاش الإنسان في فراغ، ولم يعط الأمور الحياتية والواجبات أهميتها، لا شك أن التكاسل يدب إلى النفس، والنفس البشرية قد جُبلت على ذلك، فيا أخي الكريم: نظم وقتك، وارفع درجة الانتباه والهمة والجلد لديك.

ثالثًا: العلاج الدوائي، هنالك علاج يعرف باسم (أومجا ثري) هذا يُحسن كثيرًا الطاقات النفسية والجسدية، فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، بجانب ذلك أريدك أن تتناول أحد مضادات الاكتئاب الذي يعرف عنه أنه يساعد في تجديد الطاقات الجسدية، كما أنه يُحسن الدافعية ويهزم - إن شاء الله تعالى – الاكتئاب النفسي الذي أرجح أنه علتك الرئيسية.

ابدأ في تناول الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين) وربما تكون له مسميات تجارية أخرى، فاسأل عنه تحت مسماه العلمي، جرعة البداية هي 20 مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن شاء الله تعالى بأخذك لهذه التعليمات واتباعها وتطبيقها بحذافيرها وبجدية سوف يتحسن المزاج لديك، وهنا تكون لك الإرادة العلاجية - وهي مطلوبة جدًّا – وإن شاء الله تعالى تجد أن الأمر قد تبدل وأصبحت أكثر نشاطًا وحيوية وفعالية مما يجعلك تفيد نفسك وغيرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1679 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2335 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3563 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ