أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً، ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

أتفهم لهفتك يا عزيزتي على الحمل، فهذا هو الشعور الطبيعي والفطري لأي أنثى.

والحقيقة أن نسبة حدوث الحمل في كل شهر تبلغ تقريبا من 15%-20%، مهما فعل الزوجان، وحتى في لو كان كل شيء طبيعي عندهما ،وهذه النسبة ثابتة في كل بلدان العالم حسب ما بينته الإحصاءات والدراسات، بمعنى أن من بين كل 100 زوجين، فان 15 -20 منهم فقط سيحدث الحمل عندهم من الشهر الأول، ولكن هذه النسبة تراكمية تزداد تدريجيا، لتصل إلى تقريبا 60% بعد مرور 6 أشهر، إلى 80%-85% بعد مرور سنة كاملة.

أي أن خمس من المتزوجين فقط على أبعد تقدير يحدث الحمل عندهم من أول شهر أو شهرين، وليس أغلبهم، وأحببت أن أوضح لك هذا الأمر لأهون عليك فقط.

لذلك فعندما ننصح السيدة بالانتظار، فإن هذا يكون لمصلحتها حتى تأخذ الفرصة كاملة ليحدث الحمل بشكل طبيعي، بدون تداخل طبي وبدون أدوية، وأيضا من أجل تخفيف العبء المادي والتعب الجسدي الذي يتطلبه مراجعة العيادة.

على كل حال، إن كانت الدورة سابقاً غير منتظمة، فان هذا سبب كاف عندك للمراجعة بشكل مبكر، وعدم الانتظار لمدة سنة.

ويبدو بأن الكيس الذي كان عندك، هو كيس وظيفي، أي تشكل على حساب البويضة، وهو السبب في تأخر الدورة، وبما أنه قد اختفى، وانتظمت الدورة، فيجب التأكد من أن الإباضة الآن تحدث عندك بشكل جيد.

ولا يكفي الاعتماد التصوير التلفزيوني لتشخيص الإباضة، ويمكن معرفة الإباضة بتحليل يسمى( البروجسترون) في اليوم 21 من الدورة، إن كان طولها 28 يوم، فإن كان مرتفعا، فهذا يعني بأن الإباضة جيدة، ويمكنك الاستمرار في تركيز الجماع على فترة الإخصاب في الدورة، وهي الفترة بين يومي 11 و18 من كل دورة، إن كانت منتظمة وبطول 28 يوم كما سبق وذكرت.

وأما بالنسبة لما تشتكي منه من ألم ونغزات، فلا يمكن من خلال ذلك القول بأن الحمل قد حدث، فقد تكون هذه الأعراض بسبب حدوث الحمل، وقد تكون بسبب الإباضة، وقد تكون بسبب آخر، والأفضل أن تنتظري فإن تأخرت الدورة، فهنا يجب عمل تحليل للحمل.

بالنسبة للزوجة في السائل المنوي، فلم يثبت بشكل قاطع بأنها سبب في تأخر الحمل، لكن في كل الأحوال يجب على زوجك الاستمرار في تناول علاج اللزوجة إلى أن تعود إلى المستوى الطبيعي.

ندعو الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.