أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : نوبات تشنج وتصلب لجسدي كاملا..هل أراجع طبيب أعصاب؟ أم أن السبب نفسي؟
السلام عليكم
طاب صباحكم.
أنا فتاة بعمر الـ 26 ، كنت عانيت في صغري من ضمور في بعض خلايا المخ، وكهرباء زائدة, وتم علاجي منها بفضل الله، ومنذ فترة كنت أعاني من حساسية في الصدر من الروائح!
ومرة تعرضت لرائحة صبغ الجدران "البوية" وفي أثناءها أصبت بدوخة، ثم تنمل جسمي بدأ بالأطراف، ثم إلى سائر الجسد، حتى لساني، وبعد ذلك تشنج جسمي بالكامل، وتصلب على الفور وبصعوبة استطاع الجميع فتح أصابعي حتى زال التشنج.
وبعد أربع سنوات عادت نوبة الحساسية، وذهبت لطبيب لآخذ علاجا، فأعطاني مضادا بسببه أغمي علي، وسقطت على رأسي، وقد عاودتني نوبة التشنج، وتصلب جسدي بأكمله فجأة دون التعرض لروائح قوية، وكانت في يومين متتاليين تلك النوبة.
- آمل منكم مساعدتي، وإرشادي هل أراجع طبيب أعصاب؟ أم قد يكون السبب نفسيا؟ ..
شاكرة لكم إصغاءكم وتعاونكم, جزيتم خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جٌمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبالفعل أن الضمور في خلايا المخ قد تم علاجه -بفضل الله تعالى-، ومن الواضح أن مقدراتك المعرفية ممتازة جدًّا، وهذا يتناقض تمامًا مع وجود ضمور في خلايا المخ.
بالنسبة للكهرباء الزائدة في المخ: هذا لفظ يستعمل كثيرًا ويُقصد به حقيقة وجود بؤرة تنشأ منها تشنجات، وكلمة صرع قد ينفر منها الناس، لكنها هي الكلمة الطبية الصحيحة، وهي لا تعني أي نوع من الوصمة الاجتماعية، وهو مرض يعالج مثله مثل الأمراض الأخرى - إن شاء الله تعالى -.
أنت ذكرت أنك تعرضت لرائحة الصبغ، وهذا أدى إلى ظهور حالة التشنج الكاملة مع تصلب.
يعرف أن الأصباغ تحتوي على بعض المواد الهيدروكربونية، وهذه مواد نفاذة جدًّا، قد تُثير تغيرا في كيمياءات الجسم بالنسبة لبعض الأشخاص، لا أقول للجميع، وهذا يعتمد بالطبع على نوع الصبغ، والبعض كما ذكرت يتأثر فسيولوجيًا وربما نفسيًا أيضًا، وهذا قد يؤدي إلى التشنج.
فإذن العامل النفسي لا نستطيع أن نقول أنه غير موجود، وكذلك العامل الجسدي الفسيولوجي.
أنت ذكرت أنه حدث لك نوبة ثانية بعد تناول الدواء المضاد للحساسية، وأغمي عليك، وسقطتِ على رأسك: هذه ربما لا تكون نوبة تشنج، ربما يكون نوعًا من التهدئة الشديدة التي حدثت من دواء الحساسية، ويعرف أن كثيرا من الأدوية المضادة للحساسية قد تؤدي إلى الخمول، قد تؤدي إلى الشعور بالهمدان، وضعف في الجسد، فربما يكون حدث لك شيء من هذا القبيل.
الذي يهمني كثيرًا الآن هو النوبة التشنجية التي عاودتك، وتصلب جسدك بأكمله دون التعرض لروائح قوية، وحدثت هذه النوبة في يومين متتاليين.
- أيتها الكريمة الفاضلة: هذه النوبة تستحق أن نهتم بها أكثر، لا تخافي من ذلك أبدًا، نحن فقط نريد أن نطمئن، وهذه النوبة احتمالية أن تكون ناشئة من زيادة في كهرباء الدماغ، لأن الحالات التشنجية الناتجة من زيادة كهرباء الدماغ حتى بعد أن يتم علاجها قد ترجع بنسبة ثلاثين إلى أربعين بالمائة لدى بعض الناس، ويمكن علاجها - إن شاء الله تعالى – بسهولة، فالأدوية التي تعالج هذه التشنجات أصبحت متطورة جدًّا ومتوفرة بفضل الله تعالى.
فالذي أنصحك به هو أن تذهبي إلى طبيب الأعصاب، ويا حبذا لو كان نفس الطبيب الذي عالجت عنده سلفًا، أعرفُ أنك كنت طفلة في ذاك الوقت، لكن إذا كان في نفس المستشفى، أو نفس المؤسسة العلاجية ربما تكون سجلاتك الطبية متوفرة، وإن كان لك أي تقارير طبية سابقة خذيها معك، واذهبي إلى طبيب الأعصاب، وليس الطبيب النفسي، طبيب الأعصاب سوف يقوم بالإجراءت المطلوبة في مثل هذه الأحوال، فيأخذ منك تاريخا تفصيليا للذي حدث، ومن ثم يقوم بتوقيع الكشف، وبعد ذلك يطلب منك بعض الفحوصات، فربما يأخذ تخطيط المخ، وربما صورة مقطعية للدماغ من أجل التأكد، سوف يقوم الطبيب بطلبها.
وقد يطلب منك أيضًا إجراء فحوصات الدم للتأكد من مستوى السكر، الأملاح المختلفة، وظائف الكلى، وظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين دال وفيتامين (ب12) وهكذا.
فإذن ذهابك لمقابلة الطبيب - إن شاء الله تعالى – سوف يمثل مكسبا كبيرا لك على الأقل لتراجعي وضعك الطبي، وللتحقق من حقيقة هذه التشنجات، والطبيب بعد ذلك سوف يوجه التوجيه الصحيح حسب ما يتطلبه وضعك الصحي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ | 3588 | الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ |
أعاني من تشنجات في الرقبة ورعشة في الفم والأكتاف! | 1578 | الأربعاء 10-06-2020 06:13 صـ |
ما علاقة الرعشة وضيق التنفس بمرض الصرع الجزئي؟ | 3474 | الثلاثاء 12-05-2020 06:23 صـ |
أعاني من الوسواس والقلق ونوبة الصرع، ما علاج حالتي؟ | 3494 | الاثنين 04-05-2020 05:51 صـ |
نوبة صرع عابرة، هل ستعود من جديد؟ | 2118 | الثلاثاء 28-04-2020 02:36 صـ |