أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ابني عمره 9 سنوات ويتبول لاإراديا.. هل هو بسبب النوم العميق؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

ابني يبلغ من العمر 9 سنوات، وعنده التبول اللاإرادي مع العلم أني قمت بتحليل الأملاح والالتهابات في البول، وكانت سليمة -الحمد لله-.

المشكلة أني أوقظه في الليل فلا يصحو بسهولة، ولست أعلم لماذا حتى عندما أصحبة للحمام يكون نائما، وقد يكون هو السبب، ولكن ما أسباب ظاهرة النوم العميق هذه؟ وهل هي مرض يستحق العلاج؟ وهل إذا عولج سوف تنتهي ظاهرة التبول اللاإرادي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن النوم له أربع مراحل، المرحلة الثالثة والرابعة تتميز بعمق النوم، ويعرف أن الدورة النومية تحدث كل تسعين دقيقة، بمعنى أن الإنسان لا يكون في نفس مستوى النوم، البعض قد يخف نومه ويدخل في المرحلة الأولى والثانية، لكنه لا يشعر بذلك، والناس يتفاوتون في عمق النوم، فهنالك من يكون نومه نومًا عميقًا مثل ابنك – حفظه الله – وهذه ظاهرة طبيعية جدًّا، هذا ليس مرضًا لا يستحق العلاج أبدًا، لكن هنالك بعض التحوطات التي يمكن القيام بها، وهي أن ينام الطفل مبكرًا، وأن يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة.

بالنسبة للتبول اللإرادي: هي ظاهرة منتشرة جدًّا في حوالي عشرين بالمائة من الأطفال قبل سن الخامسة يعانون من التبول اللاإرادي، وحوالي عشرة بالمائة ما بين عمر الخمس والسبع سنوات، وحوالي خمسة بالمائة من عمر السبع سنوات إلى عمر خمس عشر سنة مثلاً.

فهي ظاهرة نشاهدها، وحقيقة ليست لها أسباب معلومة، لكنها قد تكون ذات طابع وراثي في بعض الأسر، وأحيانا عدم الاستقرار النفسي قد يؤدي لها،بمعنى أن الطفل قد لا يحس بالأمان، قد يكون الطفل قلقا أو شيئا من هذا القبيل، أو تكون مجرد عادة سلبية مكتسبة ناتجة من التكاسل.

إذن هذه هي الأسباب العامة، وطفلك - إن شاء الله تعالى – سوف يتخلص من هذه العادة.

من أهم طرق العلاج: ألا تنتقده أبدًا، لا أنت ولا والدته ولا أحد في الأسرة، إنما شجعه من خلال أن يُقال له أنك (قد كبرتَ، ونحن نعرف أنك لا تريد هذا التبول الذي يحدث لك، لكن لابد أن تساعد نفسك، وذلك من خلال ألا تتناول أي مشروبات بعد الساعة السادسة مساءً) ويجب أن يتدرب الطفل أن يذهب للحمام قبل النوم ليفرغ مثانته إفراغًا تامًا، وهذا أمر مهم، كثير جدًّا من الأطفال قد يذهب للحمام قبل النوم، لكن لا يفرغ المثانة كاملاً، بعد أن تنتهي حرّة أو حرقة البول تجد الطفل ينهض ويذهب إلى فراشه، لا، يجب أن يجلس الطفل بعد انقطاع البول لمدة دقيقة، ويدفع حتى تخلو المثانة تمامًا من البول.

وهناك دراسة أشارت أن حوالي أربعين بالمائة من الأطفال يكون لديهم بول مخزون في المثانة قد يصل إلى خمسة وعشرين بالمائة من حجم البول الكلي.

فإذن هذه ملاحظات بسيطة لكنها مهمة جدًّا، فأرجو أن تُرشد هذا الابن نحو ذلك.

ثانيًا: ممارسة التمارين الرياضة – مهمة جدًّا – خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن، فأرجو أن يكون ابنك حريصًا على ذلك.

من الأشياء المهمة جدًّا هي: أن يحاول الطفل أن يمسك البول في أثناء النهار، لا يستعجل كثيرًا في الذهاب إلى الحمام، خاصة حين يكون بالمنزل ويحضر من المدرسة، يمكن أن يتناول السوائل قصدًا لكن لا يذهب إلى الحمام، يحاول أن يتحمل حرقة البول، هذا يعطي المثانة فرصة للاتساع، والتدرب على ذلك يساعد الطفل كثيرًا.

هذه هي الأسس العلاجية السلوكية الرئيسية وهي مفيدة جدًّا إذا طُبقت بصبر وباستمرارية.

هنالك بعض الأدوية التي تُعطى أيضًا منها عقار يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) هذا دواء مشهور جدًّا يستعمل في حالة التبول اللاإرادي خاصة إذا اتضح أن الطفل سليم عضويًا، وجرعة الدواء هي أن يُبدأ بعشرة مليجرام، يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، يمكن أن يستمر عليها الطفل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر أو شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

هذا أرجو أن يتم تحت إشراف طبي، حتى طبيب الأطفال يمكن أن يقوم بوصف مثل هذا الدواء.

توجد أدوية أخرى هرمونية تعطل هرمون الإثارة للبول، لكن هذه لا أرشحها كثيرًا.

هنالك بعض الأسر التي تسعى لأن توقظ الطفل بعد أن ينام لساعتين أو ثلاث، وهذه اختلف حولها، وإن كان البعض يراها جيدة، لأن التبول اللاإرادي أصلاً قد يحدث في الثلث الأول من الليل – أو النوم – لكنها قد تكون منهكة ومتعبة للأسرة.

هنالك علاج سلوكي ممتاز، لكن تطبيقه يحتاج للصبر، وهو الجرس الكهربائي، هذا أيضًا علاج معروف جدًّا، وهو عبارة عن جهاز بسيط يتكون من لوحين معدنيين وبينهما توضع مرتبة صغيرة أو عازل قطني، ويوصّل اللوحين إلى جهاز ببطارية وبه جرس، ويعرف أن البول أو الماء إذا نزل سوف يوصل الدورة الكهربائية مما يجعل الجرس يُطلق صوتًا مزعجًا، هذا يؤدي إلى يقظة الطفل من النوم، مباشرة يستيقظ الطفل، وقد وجد أن هذا يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وبتكرار ذلك – أي أن يُقرر ذلك كل ليلة – سوف يتدرب الطفل، ومن ثم سوف يتوقف التبول اللاإرادي، هذه طريقة معروفة، طريقة جيدة، وأنا أحاول ألا أوضحها كثيرًا ويجب ألا نهملها كطريقة علاجية مهمة، لكنها أيضًا تتطلب الإشراف الطبي، والتعاون من الأسرة، لأن الطفل بعد أن يتبول وبعد أن يستيقظ ولا يكمل بوله لا بد أن يتم وضع الجهاز مرة أخرى في وضعه السابق، بمعنى أن يتم توصيل اللوحين الكهربيين بالجرس، ويوضع العازل القطني ما بين هذين اللوحين، ويكون الجهاز في حالة فعالية واستعداد كامل لأن يضرب الجرس إذا تبول الطفل مرة أخرى، وهكذا، هذا علاج سلوكي فعال جدا ومفيد جدًّا إذا طُبق بالصورة الصحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...