أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أشعر بخمول وعصبية وأخاف أن أؤذي ابنتي.. فما العلاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أنا امرأة عمري 27 سنة، متزوجة -ولله الحمد- ولدي بنت عمرها 3 سنوات، مشكلتي بدأت بعدما أنجبت ابنتي، كنتُ أبكي كثيراً بسبب وبدون سبب، وكنا نقطن أنا وزوجي بعيداً عن بلدي وأهلي، فأضطر زوجي إلى بعثي لبلدي لأرتاح، وظروفنا المادية لا تسمح، وعندما ذهبت أنا وابنتي لبلدي مرضت كثيراً، وكنتُ أشعر بضيق في التنفس، ذهبت لأطباء وأجريتُ تحاليل لكنهم أجمعوا على أنه اكتئاب ما بعد الولادة، فذهبت عند رقاة فقالوا بك عين.
كنت أخاف أن أؤذي ابنتي كثيراً، ولا أستطيع أن أبقى معها وحدي وأبكي طول الوقت، وبعد أن زاد مرضي ذهبت لطبيب نفسي فأعطاني ديروكسات، لكن لم أقدر أن أتحمل أعراضه فغيره لي تونوليوز في الأول كنت أحس بخوف كبير، لكن بعد مضي 6 أشهر من العلاج استعدت عافيتي، ورجعت للبلد الذي أقيم فيه لكن تركت ابنتي لحماتي ببلدي لأستطيع إكمال دراستي.
وبعد مرور أشهر بدأت المشاكل مع زوجي؛ لأني كنت لا أقوى على فعل شيء، حتى صلاتي أهملتها، ولا أقول الأذكار، أصلي وأنا جالسة لأني أشعر بألم في مؤخرة رأسي، وأحس بندم لأني تزوجت، مع أني أحب زوجي.
قررنا أن نذهب لبلدنا لنرتاح ونأتي بابنتنا معنا، لكن عندما رجعنا من بلدي إلى هذا البلد رجع الخوف ينتابني والبكاء طوال الوقت.
أخاف أن أؤذي ابنتي ولا أقوي على فعل شيء، أشعر بخمول وعصبية وحريق في جسدي، مع أني أرقي نفسي وأستغفر ربي وأصلي فرضي - والحمد لله- أشعر بحرارة في جسدي، ولا آكل شيئا سوى سبع تمرات على الريق، والحبة السوداء مع الماء طوال اليوم، وليس لدي شهية للأكل ولا لشيء آخر.
مع العلم أني أدهن جسمي بالزيت الذي قرأت عليه بنفسي بالآيات، كآيه الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذتين، والإخلاص، وفاتحة الكتاب؛ لأني لا أعرف أي راق في هذا البلد، وزوجي لا يحب فكرة أن أذهب عند رقاة، ولدي أيضاً إسهال، وأشعر برغبة في التقيؤ -أعزكم الله-.
آسفة على الإطالة، لكني في حاجة لله ثم لكم، جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imane ahmad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرزقك العفو والعافية والصحة والسعادة التامة الدائمة، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يرد عنك هذا الكيد، وأن يعجل بشفائك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فالذي يبدو منها أنك في حاجة إلى رقية شرعية قوية، لأن بعض الحالات قد لا يستطيع أي راقٍ أن يُعالجها، وإنما تحتاج إلى راقٍ خاص يتمتع بقوة إيمانية عالية، وأيضًا بمعرفة صحيحة بالحالات التي تُعرض عليه، وبالتفرقة ما بين المس والعين والسحر والحسد وغير ذلك، وقد تذهبين إلى راقٍ فيقوم بالرقية على الوجه الأكمل إلا أن الله لم يشأ أن يجعل الشفاء فيما قام به.
والرقية حقيقة مَثَلُها مثل الطب، فهناك أخصائي وهناك استشاري، وهناك من هو فوق ذلك، وقد يكون الطبيب مغمورًا إلا أن الله يشاء أن يكون الشفاء على يده، ولذلك حتى وإن كنت أنت تقومين برقية نفسك بانتظام وتدهنين بدنك بالزيت المقروء عليه، إلا أن هذا كله لا يلزم منه أن يكون الشفاء فيما تقومين به، فقد تكونين في حاجة إلى قراءة مطولة، وقد تكونين في حاجة إلى قراءة أقوى مما تقومين به.
ولذلك أنصح ضرورة - وكم أتمنى من زوجك أن يقرأ كلامي هذا – عرض نفسك على أكثر من راقٍ، وما دامت هناك ضوابط شرعية، وزوجك موجودا معك ومحارمك موجودين، فلا أعتقد أن الأمر فيه إشكال، فالمرأة قد تذهب لأكثر من طبيب بصحبة أهلها، وأحيانًا - مع الأسف الشديد - قد تذهب وحدها ولا يُنكر الناس عليها، فالطبيب لا يختلف كثيرًا على الراقي، بل لعل الراقي أفضل على اعتبار أنه صاحب دين وصلاح واستقامة، وهذا هو الأصل فيه، كذلك أيضًا هو يقرأ كلام الله تبارك وتعالى وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
فأنا أرى أن هذا التحسس لا داعي له، لأنك فيما أتوقع وفيما أظن أنك في حاجة إلى مزيد من القراءة وإلى رقية مكثفة، وإلى أن تنوعي الرقاة حتى يمنّ الله تبارك وتعالى عليك بالشفاء، لأن تلك الأعراض التي وردت في رسالتك تدل دلالة قاطعة على أن ما أنت فيه إنما هو نوع من الكيد الجني، وعلاجه - بإذن الله تعالى – سهل ميسور عن طريق الرقية الشرعية، وثقي وتأكدي أن قراءتك للرقية على الماء، وأكلك للتمرات، وكذلك دهن بدنك بالزيت المقروء عليه، كل ذلك نفعك كثيرًا ودفع عنك بلاء عظيمًا، إلا أنه لعل الجرعة غير كافية وتحتاجين إلى جرعة أقوى مما أنت عليه.
وهذا يُذكرنا بهذا الرجل الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم – وكان يشكو ألم بطن أخيه، فيشكو من أن أحد إخوانه أُصيب بألم في بطنه، فأوصاه النبي - عليه الصلاة والسلام – أن يُسقيه العسلٍ، ولكن ما زاده العسل إلا استطلاقًا، يعني كان عنده بالتعبير المعاصر (إسهال) والمرة الأولى والمرة الثانية والثالثة، حتى قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صدق الله وكذب بطن أخيك). المسألة أن هذا المريض كان يحتاج إلى جرعات طويلة ولكنه استعجل الشفاء.
فأنا أقول بارك الله فيكِ: لا نريد أن نستعجل حقيقة، وإنما أتمنى أن نُعطي مساحة أكبر للرقية، وتكثيفها، وأنصح بألبوم للشيخ محمد جبريل، مكوّن من أربعة أشرطة، ويعتبر من أقوى الأشرطة حقيقة في عالم العلاج كله، وهذا بشهادة كل من استعمله من المرضى ومن الرقاة أيضًا، فإن استطعتم الحصول عليه فإن ذلك سيكون مفيدًا لحد كبير - بإذن الله تعالى - .
من الممكن أن تستمعي إليه وحدك أو في حضور محارمك، وهذا من الممكن أن يكفيك عن الرقاة، وقد لا يكفيك إذا كانت حالتك تحتاج إلى جُهد أكبر وإلى تركيز أشد وأقوى وأعظم.
فأرى بارك الله فيكِ مواصلة الرقية، وبإذن الله تعالى عمَّا قريب تتحسن حالتك، وستشعرين - بإذن الله تعالى - بتحسن واضح، وتخرجين من هذه الأزمة - بإذن الله - على خير، وسوف يعافيك الله تبارك وتعالى معافاة تامة، ونحن هنا في الموقع جميعًا نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، وأن يعافيك من كل سوء، وأن يصرف عنك كل بلاء، أنت وجميع المسلمين والمسلمات، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ضميري يعذبني بسبب استغلالي جسديًا في فترة جنوني، فماذا أفعل؟ | 3907 | الأحد 09-08-2020 02:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4136 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |
أحتاج للتوضيح بخصوص تلبس الجن وما إلى ذلك. | 2177 | الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ |
ما مدى تعارض العلاج النفسي والرقية الشرعية؟ | 1893 | الثلاثاء 16-06-2020 04:30 صـ |
التثاؤب عند قراءة سورة يس، ماذا يعني؟ | 3186 | الأربعاء 10-06-2020 02:41 صـ |