أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فتحدث في الحمل تغيرات فيزيولوجية كثيرة, وعلى مستوى أجهزة الجسم كلها تقريبا, وتصب كلها في مصلحة الحمل -بإذن الله- وهذه التغيرات سببها ارتفاع هرمونات الجسم في الحمل بشكل كبير جدا, خاصة هرمون الاستروجين.

ومن أهم هذه التغيرات هو ما يحدث في الجهاز القلبي الوعائي, حيث تحدث زيادة كبيرة في حجم الدم, وزيادة في حجم وعدد الأوعية الدموية وتوسعها, وخاصة تلك التي تنتهي في الجلد, فيحدث لدى الحامل شعور بارتفاع الحرارة بسبب هذه التغيرات؛ مما يؤدي إلى تنبيه ونشاط الغدد العرقية فيزداد عملها ويكثر التعرق عند الحامل, ويكون هذا أكثر وضوحا في فترة النوم.

وبالإضافة إلى زيادة نشاط الغدد العرقية في الحمل, فإن الغدة الدرقية أيضا يزداد نشاطها, خاصة في فترة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل؛ مما يؤدي أيضا إلى زيادة التعرق, وكذلك زيادة الشعور بارتفاع الحرارة في الجسم.

وتختلف الاستجابة لهذه التغيرات الفيزيولوجية من سيدة إلى أخرى حسب طبيعة جسمها، وحسب عدد الغدد العرقية في الجلد, فبعض الحوامل يشعرن بحرارة وتعرق شديدين ودائمين, والبعض الآخر منهن لا يشعر إلا بالقليل منها وللحظات فقط, وكل هذا يعتبر طبيعيا, ولا يدل على وجود مشكلة.

إذن -أيها الأخ الفاضل- ما تعاني منه زوجتك هو ظاهرة طبيعية تحدث في الحمل, لا تستدعي القلق أبدا, ولا تستدعي العلاج, لكن وكنوع من الاحتياط أنصح بأن يتم عمل فحص لوظائف الغدة الدرقية عند زوجتك للتأكد من أنها في الحدود الطبيعية المقبولة, وهذه التحاليل هي:FSH-FREE T3-T4.

كما أنصح زوجتك بارتداء ملابس نوم قطنية, وأن تكون أغطية الوسادات من القطن 100% أيضا, وأن تقوم برفع وبربط شعرها وإبعاده عن الرقبة والظهر خلال النوم, وكذلك أن تكون تهوية غرفة النوم جيدة, فهذا كله سيخفف كثيرا من تنبيه وتخريش الغدد العرقية ويخفف من التعرق.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لزوجتك الحمل على خير, وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة التي تقر بها عينك إن شاء الله.