أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوساوس أتعبتني وفعلت المستحيل لتذهب فلا جدوى، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
وأنا أقرأ القرآن بدأت تأتيني أفكارا لا أحبها عن الشك في الدين، يعني وساوس دينية، وفعلت المستحيل لكي أتخلص منها، ولكنني فشلت، لم أعد أستطيع النوم, فقدت شهيتي في الأكل, أتعبني هذا الوسواس, وأخجل أصارح والداتي بالمرض؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa Saleh Hamad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه وساوس، وساوس شك في الدين تأتي للناس خاصة الطيبين والأشخاص الرقيقين، والوساوس كما نذكر دائمًا يكون محتواها في الأشياء العزيزة على الناس، ولا شك أن الدين هو أعز شيء لدينا، وإن شاء الله تعالى هذا فيه خير كثير لك، هذا - إن شاء الله تعالى – دليل على حرصك على كتاب الله، ولا شك أن الشيطان له تدخلات كثيرة جدًّا مع الإنسان، وهو يوسوس، كما قال تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} وقال: {من شر الوسواس الخناس}.

فنصيحتي لك هو أن تثابري وتستمري في قراءة القرآن، وفي ذات الوقت تحقري تمامًا هذه الأفكار، وتخاطبيها (أنتِ أفكار وسواسية لعينة، لن أكترث لك، لن أتوقف مطلقًا عن قراءة كتاب الله تعالى والاستمتاع به، اذهب عني أيها الوسواس الحقير) وهكذا، بل علاجه في قول الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} هذه طُرق جيدة جدًّا إذا واظب عليها الإنسان.

مخاطبة الوسواس مخاطبة مباشرة لتحقيره، وفي ذات الوقت لا تتوقفي عن تلاوة القرآن، بمعنى أن تعرضي نفسك للمصدر الذي يُثير الوسواس، مع عدم الاستجابة لسلبيته. هذا علاج جيد وعلاج - إن شاء الله تعالى – مفيد جدًّا.

سماعك لدقات قلبك وأنك لا تحبين ذلك: قد يكون هذا نوع من القلق، القلق يؤيد إلى ذلك، والوساوس في الأصل هي نوع من القلق.

فحالتك هي قلق الوساوس، فأرجو أن تطمئني، وحقيقة أنت لم تذكري عمرك، لذا لا نستطيع أن نصف لك أي نوع من الأدوية، لكن أعتقد أنك إذا تحدثت مع والدتك حول هذا الموضوع وأن هذا وسواس وأنه قد أتعبك كثيرًا، وأنك تريدين مقابلة الطبيب النفسي، لا مانع في ذلك أبدًا، لأنه توجد أدوية ممتازة جدًّا سوف تساعدك، لكن لابد أن نتأكد من سلامة هذه الأدوية، لأن بعض الأدوية لا تُوصف في أعمار معينة.

إذن خلاصة هذه الاستشارة هو أنك تعانين من قلق الوساوس، هذا - إن شاء الله تعالى – يدل أنك شخص ممتاز ومحترم، وليس ضعفًا في دينك أبدًا، ولا ضعفًا في شخصيتك. الوساوس تعالج من خلال ألا تتركي الشيء الذي يُثيرها، وهي قراءة القرآن في هذه الحالة، وفي نفس الوقت تحقري الوساوس، والشيء نصحتك به هو أيضًا أن تذهبي إلى الطبيب، وإخطار والدك سوف يساعدك كثيرًا، لأن الإنسان حين يتحدث عما يعاني منه خاصة إذا كانت الحالة قلقية، هذا ممتاز جدًّا، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي، يعني أن الإنسان قد فضفض وفرّغ ما بداخله، وهذا في حد ذاته علاج، وأنا متأكد أن والدتك سوف تفيدك كثيرًا، وسوف تهتم بهذا الأمر.

عمومًا الشيء المطمئن أيضًا أن الوساوس كثيرًا ما تختفي لوحدها، خاصة إذا بدأ الإنسان فعلاً في مقاومتها.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1934 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2401 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1602 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ