أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : البيوت لا تبنى على الحب فقط !!

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، أقيم بإسبانيا، وقد تزوجت من ابنة خالتي وهي تقيم بالمغرب لكنها مازالت عذراء، وقبل كنت أحب فتاة أخرى كانت تعمل معي، المهم هو أنني في مشكلة ولا أدري ماذا أفعل، المشكلة هي أني أفقدت البنت عذريتها وهي راضية، أما التي هي زوجتي فما زالت عذراء، لست أدري ماذا أفعل في مصيبتي هذه؟ هل أتزوج التي أحبها ثم أنفصل عن زوجتي؟ علما أنني لا أحبها، أم أستمر مع زوجتي وأبتعد عن الأخرى؟

أرشدوني يا إخواني أعزكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونحن ننصحك أولاً أيها الغالي بالتوبة إلى الله تعالى مما اقترفت من الذنب، فإنك اقترفت ذنبًا عظيمًا، فإن الزنا من موبقات الذنوب وكبائرها، وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} وتوعّد سبحانه وتعالى أصحابه بالعذاب الأليم، فقال جل شأنه: {والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخرَ ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثامًا * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهانًا * إلا من تاب} والنصوص من السنة كثيرة في الترهيب من الزنى، وذكر عقابه الأليم في البرزخ وفي الآخرة.

فأول ما ننصحك به أن تتوب إلى الله تعالى وذلك بالندم على ما كان منك في الماضي، وترك هذا الذنب في الحال، والعزم في عدم الرجوع إليه في المستقبل، فإذا تبت هذه التوبة فإن الله تعالى سيمحو بها ذنبك ويغفر زلتك.

واحذر – أيها الحبيب – من التسويف بهذه التوبة والإمهال فيها، فإنه ربما باغتك الموت فتندم حين لا ينفع الندم، أو ربما صرف الله عز وجل قلبك عن التوبة، فلا توفق لها حتى تموت، فاحذر من عقاب الله تعالى، ولا تأمن غضبه، فإن غضب الله لا تقوم له السموات والأرض، فكيف بك أنت أيها المسكين.

ونصيحتنا لك أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة قطعًا نهائيًا فإنه لا خير لك فيها، وكثير من العلماء قال بأنه لا يجوز الزواج من الزانية إلا إذا تابت، ولذا فنصيحتنا لك أن تقطع علاقتك بها، وإذا تبت فإن الله عز وجل سيمحو ذنبك وليس عليك شيء زائد على التوبة، ولا يلزمك لهذه الفتاة شيء ما دام ما حصل منك برضاها ومطاوعتها، وعليك أن تحافظ على زوجتك - وهذه نصيحتنا لك – ما دامت امرأة عفيفة، وكن على ثقة بأن الله عز وجل سيجعل لك فيها خيرًا كثيرًا، فقد قال سبحانه وتعالى وهو يتكلم عن النساء: {فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.

وليست كل البيوت تُبنى على الحب -كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه- فالحب وحده لا يبني البيوت، بل هناك أمور أخرى تكون بين الزوجين مع الحب، وذلك برعاية الحقوق ومراقبة الله تعالى في حق كل واحدٍ منهما، والألفة والمحبة ستحصل بينك وبين زوجتك شيئًا فشيئًا، إلا إذا كنت تُبغضها وتكرهها ولا تطيق البقاء معها، ففي هذه الحال ربما تكون مفارقتها قبل الدخول بها وقبل أن يحدث بينكما أبناء وأطفال أفضل من الاستمرار، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته}.

وإذا تابت تلك الفتاة التي كنت متعلقًا بها مُحبًّا لها وحسنت توبتها وأردت أن تتزوجها ثانية أو بديلة عن هذه الزوجة فإن ذلك جائز، وهو العلاج الشرعي للعشق، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

ولكن وصيتنا لك – أيها الحبيب – الحفاظ على زوجتك العفيفة بقدر الاستطاعة، وعدم التعجل إلى مفارقتها ما دمت تقدر على العيش معها دون بُغض شديد لها ودون تفريط في حقوقها عليك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يقدر لك الخير حيث كان.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
شاب يريد الزواج من بنت خالته وليس بينهما تكافؤ 921 الاثنين 20-07-2020 05:50 صـ
حائر بين قلبي وكلام الناس في اختيار شريكة الحياة. 3123 الاثنين 18-05-2020 07:18 مـ
خطبت فتاة متدينة ولكني الآن متردد وأشعر أني تعجلت! 2984 الخميس 02-04-2020 05:09 صـ
محتار بين فتاتين أيهما أخطب؟ 2563 الاثنين 30-03-2020 02:19 صـ
هل المستوى التعليمي والاجتماعي يمكن أن يكون عائقا للتقدم لفتاة ملتزمة؟ 2730 الأحد 26-01-2020 03:10 صـ