أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

إن العامل الرئيسي والأساسي في تحديد حجم وشكل الثدي هو العامل الوراثي، والوراثة هنا لا تأتي فقط من طرف الأم والخالات، بل تأتي أيضا من جهة الأب (العمات)،والجدات من الطرفين.

وبما أن البلوغ قد تم عندك بكل مراحله، وبالشكل والوقت الطبيعي، وبما أن وزنك ملائم لطولك، فان صغر الثدي عندك هو بسبب العامل الوراثي.

ولغاية الآن لم يتم اكتشاف أي دواء، أو أعشاب، تعمل على زيادة حجم الثدي بحيث لا يكون لها أضرار جانبية، فأي دواء أو أي أعشاب تعمل على تكبير حجم الثدي، لابد أن يكون في تركيبها ما يشبه هرمون الأنوثة (الاستروجين) وبكميات عالية، وهذا سيشكل خطراً على الجسم عامة، وعلى الثدي وبطانة الرحم خاصة، لأن هرمون الاستروجين أو ما يشابهه في التأثير، يزيد في سرعة انقسام الخلايا فيها، ومما يؤهب لتشكل السرطانات مستقبلا لا- قدر الله-.

لذلك يا عزيزتي لا أنصح باستخدام أي مركب أو أعشاب من أجل تكبير الثدي على الإطلاق، مهما سمعت عن محاسنها، خاصة إن كانت على شكل مساحيق أو حبوب، ولم تكن على شكلها العشبي الأصلي.

أما الشمر والحلبة فهي مواد تعتبر مدرة للحليب، وقد ترفع في نسبة هرمون الحليب في الجسم إن تم تناولها بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى اضطراب في الدورة وضعف في الإباضة، ولذلك فلا يجوز تناولها بكميات كبيرة، لكن لا بأس بتناولها يومياً وبكميات صغيرة.

أما حليب الصويا، فانه يحوي على مركبات تشبه هرمون الاستروجين، لذلك يجب الحذر، فهو مفيد ومغذي بكميات معتدلة، لكنه وحتى يعطي تأثيراً على الثدي يجب أن يتم تناوله وبكميات عالية جداً منه مما يعني أيضاً تعرض الثدي والرحم للضرر لا - قدر الله-.

إن الثدي هو عضو كبقية أعضاء الجسم، له وظيفة محددة، وهي وظيفة الإرضاع، وسواء كان بحجم صغير أو بحجم كبير، فهو يحوي على نفس عدد الغدد المفرزة للحليب، وفرق الحجم يكون على حسب كمية الشحم في الثدي، لذلك فإن الثدي الصغير يمكن أن يقوم بوظيفته بنفس كفاءة الثدي الكبير ولا فرق لأن كمية الغدد واحدة.

لا يوجد لغاية الآن طريقة فعالة لتكبير الثدي، إلا عن طريق الجراحة التجميلية، وهو مالا أنصحك به، بل أنصحك أن تقبلي نفسك على ما أنت عليه، وأن تشكري الله عز وجل على ما حباك به من نعم كثيرة أهمها نعمة الصحة والعافية.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.