أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الخجل الشديد بجميع أعراضه، فما العلاج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على الجهود العظيمة التي تقومون بها، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا طالب بكلية الهندسة، أبلغ من العمر 21سنة، ومشكلتي باختصار أني أعاني من الخجل الشديد بجميع أعراضه، من الارتباك، واحمرار الوجه، والقلق، وتغير نبرة الصوت، وجفاف الحلق.
أحياناً أحس بصداع خفيف عند التحدث مع الناس أو حتى مجرد الجلوس في الاجتماعات أو السير على الطريق أو خوض أي تجربة بنفسي، أو عندما يسألني الدكتور في المحاضرة، ودائماً أنسى الإجابة.
ودائماً تضيع حقوقي، وأيضا لا أستطيع التحدث مع الجنس الآخر، حتى في التلفون، ودائماً أعتمد على غيري في إنهاء أي مهمة.
لذلك فأنا أحاول تجنب مناسبات كثيرة إلا أني أحضر بعض المناسبات رغماً عني، ولم أشعر إطلاقاً بارتياح إلا أن أغادر المكان.
دائماً أجلس في البيت، ولا أخرج إلا وقت الصلاة، وبسبب ذلك فقدت أصدقاء كثير، وأحياناً أشعر بالخجل مع أفراد الأسرة.
حاولت كثيراً أن أتغلب على هذه المشكلة، حيث ذهبت إلى بعض الدورات في مجال التنمية البشرية، وشاهدت بعض الفيديوهات عنها، ولكني لم أستطع تطبيق أي شيء!
أخيراً ذهبت إلى دكتور نفسي منذ نحو 3شهور، وقال لي إنه اكتئاب بسيط، وأعطاني دواء زيروكسات25ولكني أخذته لمدة شهر فقط، ولم أتابع مع الدكتور إلا مرتين فقط .
أنا أيضاً أعاني من قلة التركيز، وضعف الذاكرة حتى إنني لم أستوعب في المحاضرات بشكل جيد، وهذا يؤثر بالسلب على معدلي الدراسي، حيث قلت تقديراتي بشكل كبير جداً!
لا أعرف إن كان هذا بسبب مشكلة الخجل أو لا!؟ علماً بأن الخجل عندي منذ أن كنت طفلاً كما أن عندي مشكلة في كثرة التفكير، وأحلام اليقظة بشكل غير عادي، فأرجوكم لو سمحتم لو كان يوجد حل سريع لهذه المشكلة لأجل أني انخنقت من نفسي.
هل حالتي محتاجة لطبيب؟ ولو كان يوجد دواء سريع يخص حالتي فأرجو أن تفيدوني به، حيث إني قادم على مناسبة بعد أيام قليلة إن شاء الله ، ولا أستطيع النوم بسبب التفكير فيها.
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أعتقد أن حالتك ليست اكتئابًا أساسيًا -كما ذكر لك الأخ الطبيب- ربما يكون لديك مشاعر اكتئابية بسيطة، وهي ثانوية لما تعاني منه من خوف وقلق اكتئابي.
حقيقة أنت أشرت إلى مؤشرات نعتبرها هي جوهر العلاج، فأنت مثلاً ذكرتَ أنك تحضر بعض المناسبات رغمًا عنك ولا تشعر بالارتياح إلا أن تغادر المكان، هذا هو العلاج أن تظل تعرض نفسك لهذه المواقف، لكن يجب ألا تغادر المكان، هذا نسميه بـ (التعرض مع منع الاستجابة) التعرض هنا أن تذهب وتقابل فيما لا تُحبه نفسك، وتمنع الاستجابة بألا تغادر المكان.
التعرض التدريجي مهم ومطلوب، ويجب أن يكون متواصلاً، هذا هو العلاج السلوكي الوحيد والفعال جدًّا. نعم حين تواجه سوف تحس بالقلق، ولكن بعد ذلك سوف يضعف هذا القلق حتى يتلاشى تمامًا، وأنا أقول لك وبهدف وبقصد العلاج: يجب أن تُكثر من هذه التعرضات الاجتماعية.
الذهاب إلى المسجد هو من أفضل أنواع التعرض الاجتماعي، أنت ذكرت أنك لا تخرج إلا وقت الصلاة، هذا طيب وهذا جيد أنك تخرج لوقت الصلاة، لكن حاول دائمًا أن تكون في الصف الأول، أن تتبادل أطراف الحديث مع بعض المصلين بعد انتهاء الصلاة، ألا تخرج فجأة من المسجد، لا، وحين تقابل الناس انظر إليهم في وجوههم حين تتكلم معهم، وابدأ أنت بمبادرات ونقاشات، هذا كله يقلل الخوف الاجتماعي.
مفهومك حول الخجل يجب أن تغيِّره، سمه نوعاً من الحياء، والحياء لا يمنع الإنسان من التواصل أبدًا.
هنالك أيضًا مساهمات مهمة يجب أن تقوم بها، ومنها ممارسة الرياضة مع بعض أصدقائك، هذا مهم جدًّا، هذا من أفضل أنواع التنمية البشرية في رأيي.
القراءة عن التنمية البشرية لا تفيد حقيقة، لا أقول إنها ليست مجدية على الإطلاق، لكن الأمر واضح وجلي، والتطبيقات هي المهمة، والإنسان يجب ألا يساوم نفسه في هذا الأمر أبدًا، وأنا أؤكد لك وبصورة قاطعة أن المشاعر الفسيولوجية من احمرار في الوجه وتغير في نبرات الصوت وجفاف في الحلق هي مشاعر داخلية خاصة بك، وهي ليست مكشوفة للآخرين، هذا مهم جدًّا.
أداؤك أمام الآخرين أفضل مما تتصور، ولا أحد يلاحظك أبدًا، فأرجو أن تغير مفهومك تغييرًا تامًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن تواصل على الزيروكسات، وإن كنتَ لا تفضل الزيروكسات ففي مصر يوجد عقار يسمى (مودابكس) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) هو أيضًا دواء ممتاز وفاعل.
أعتقد أنت في حاجة لهذه الأدوية، وبجرعة صغيرة، فإن ظللت على الزيروكسات بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، ويجب أن يكون ذلك لمدة ستة أشهر، وبالتزام قاطع، بعد ذلك تخفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أما إن كان اختيارك هو المودابكس فتناوله بجرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً لمدة ستة أشهر أيضًا، بعد ذلك اجعلها نصف يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما الدواء الذي يمكن أن نعتبره إسعافياً ويساعدك إن شاء الله تعالى فهو عقار إندرال، والذي يعرف باسم (بروبرلانول) ابدأ في تناوله من الآن بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وفي حالة حاجتك لتناوله لحضور هذه المناسبة تناول عشرين مليجرامًا منه ساعتين قبل الذهاب لهذه المناسبة.
أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس، فهي فاعلة جدًّا لإجهاض نوبات الخوف الذي هو مرتبط بالتعرض الاجتماعي، وإسلام ويب لديها استشارات كثيرة عن تمارين الاسترخاء مثل رقم (2136015) فأرجو أن ترجع إليها وتحاول أن تطبق الإرشادات الموجودة بها، وسوف تفيدك إن شاء الله تعالى كثيرًا.
إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي فأعتقد أن هذا أمرًا جيدًا وإيجابيًا، وسوف يكون داعمًا لك إن شاء الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة عن علاج الخجل واحمرار الوجه سلوكياً، راجع هذه الاستشارات:
267019 - 1193 - 280445 - 278063.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ | 1500 | الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ |
أنا شاب أعاني من الخجل والكسل، فكيف أتخلص منهما؟ | 2092 | الاثنين 06-04-2020 05:56 صـ |
أجاهد نفسي كي أتخلص من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 2671 | الاثنين 30-03-2020 04:36 صـ |
أصبت فجأة برهاب وتلعثم وتعرق وتكررت هذه النوبات، فما الحل؟ | 3366 | الاثنين 07-10-2019 02:54 صـ |