أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أقوي ثقتي بنفسي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سأبلغ من العمر 21 في نهاية الشهر، جامعية، تكمن مشكلتي في عدم استيعابي لما يحصل لي، لم أعد كما كنت، أصبحت لا مبالية بما حولي، أقصد بحياتي عموما، وعديمة الاهتمام بكل ما هو مهم في حياتي من أمور وأشخاص وغيره، أصبحت فاقدة للعطاء، كما أن هذا الوضع أصبح يرهقني.
أصبحت أتوتر من وسائل التواصل مع الآخرين، ولم أعد أفضل استعمالها، مع أني أرغب بالتواصل مع الآخرين، ولكني أشعر بأن هناك ما يمنعني، لا أعلم أهو توتر؟ أم خوف من خيبة الأمل؟ فقد خاب أملي بالكثير.
وكما أنني لم يبق عندي ما أقدمه للآخرين، أشعر بأن قواي نفذت، لم أعد أقوى على تحمل أي شيء كان، وحاليا فأنا منقطعة نوعا ما عن الآخرين، ألا وهم من الوسط الاجتماعي، وأصبحت لا أتحمل فكرة العودة للدراسة، حيث سأقابل الناس، وأنا لم أعد حتى قادرة على ملاقاة كائنا من كان.
فكرة الفراغ تقتلني، لا أحبه، فهو حتما سيدمرني، ولكن كل ما يمكنني أن أعمله عملته، ولكن ريثما تمضي فترة، حتى أعود لما كنت عليه، حيث أني أشعر بملل مما أعمل، وأيضا أشعر بالوحدة والحزن في أغلب الأحيان، حتى وإن كنت مجتمعه مع الآخرين.
وفي العطل أشعر بالضيق والملل والفراغ القاتل، ويجعلني ذلك عرضة للوسواس والتفكير في الماضي بكل ما فيه، وأيضا بعد الاجتماعات العائلية عندما نعود، أشعر بفراغ، وبرغبة في البكاء.
وأيضا كثيرا ما تراني مترددة في أموري، بحيث تجد لي مئة رأي في الدقيقة، وعندا أقرر وأستشير أحدا ما، ويقول لي عكس ما أريد، تلقائيا أغير رأيي برأي الشخص المستشار، وبعدها أندم أشد الندم.
وأيضا عندما أهتم بشخص، أعطيه كامل ثقتي واهتمامي، وأكون واضحة معه تمام الوضوح، ولكن دائما ما تحصل لي خيبة الأمل من وراء ذلك، بحيث أكتشف بأنهم لم يكونوا يستحقون ثقتي واهتمامي، ومع ذلك أعود لما كنت عليه، ولا أتعلم مما يحصل لي من سرعة ثقتي بالآخرين.
كما أنني لا أحب أن أجرح أحدا، بحيث أنه في كثير من الأحيان أكتم بنفسي ولا أبوح بما يضايقني من بعض الأشخاص، ولو على حساب نفسي، وذلك سبب لي الكبت.
وفي فترة من الفترات، أصبحت تحصل لي رجفة عندما أتوتر، فأتغاضى عن الكثير، ومع كثرة التغاضي أصبحت لا مبالية تجاههم عندما لا يقدرون ذلك، أو عندما ألتمس لهم عذرهم والتغاضي عنهم.
كما أنني حساسة لأقصى حد، فمن أتفه الأسباب أتضايق، وعندما أتضايق أجد النوم هو الحل الأمثل، أشعر في بعض الأحيان بأنني لا أحتاج إلى وجود أحد في حياتي، ولكنني أيضا أريد من يفهمني ويسمعني، ومع أني أريد أن أكون محبوبة، ومتفاعلة مع الآخرين، إلا أنني مع ذلك أفضل أن أكون في الظل.
وعندما يحصل سوء تفاهم مع أحد، وفرضت الحياة التعامل معه بعد ذلك، فإنني أكرهه فعلا، وأضل متوترة أغلب الوقت بوجود هذا الشخص.
كما أن ثقتي بنفسي تكاد تكون معدومة، وأشعر وكأنني ليست لي قيمة ولا فائدة عند أي شخص، وقمت باختبار تعزيز الثقة بالنفس للبرفسور/ مايكل كرنيز، وظهرت النتيجة: بأن ثقتي بنفسي سهلة الكسر، حيث أنها مرتبطة بعوامل أخرى، كمدى نجاحي، وغيره.
أعلم بأنه صحيح، ولكني لم أستطع أن أثق بنفسي تمام الثقة، فما إن يحصل لي شيء، حتى أفقد الثقة بنفسي، وأنعزل عما حولي، وتصيبني بعدها حالة اللامبالاة، وبأن أفقد الاهتمام لما حولي.
حاولت تنمية الثقة بذاتي عن طريق قراءة كتاب يرشدني لذلك، وقرأت كتاب قوة التحكم بالذات، وفعلا تحسنت ثقتي بذاتي، ولكن ما إن مضت فترة، حتى عدت لما كنت عليه من موقف يحصل، أو كلمة سلبية أتلقاها من أناس أهتم لهم.
أشعر في بعض الأحيان أنني ربطت ثقتي بنفسي، وفخري بها، بمدى تحسن علاقتي بالآخرين.
في كثير من الأحيان ألوم نفسي على كل شيء، سواء أخطأت بعمله أم لا، وحتى عندما أجد الآخرين وقعوا في ورطة، ولم أكن بجانبهم، فإنني ألوم نفسي، رغم أنني في كثير من الأحيان لم يكن لي علاقة بذلك، وربما لم أكن أعلم.
كما أنني عندما أتواصل مع الآخرين، فإما أن أتواصل معهم بشكل دائم، أو أقطع صلتي بهم نهائيا، ولا أقدر على التعامل باعتدال، وعندما تحصل لي بعض الظروف، أشعر بالخجل من مقابلتهم مرة أخرى، والتعذر منهم، على الانقطاع، وأشعر بأنهم سيلومونني على ذلك، وبأنه ربما كانوا يحتاجون إلى وجودي في حين أنني لم أكن موجودة هناك حينها.
وعندما أظهر اهتمامي بالآخرين، فربما تكون ردة فعلهم مخيبه للآمال، ولا أعود بعد ذلك لإظهار الاهتمام بهم، مع أنني في حقيقة الأمر مهتمة، وبذلك أعيش بين قلق بأنهم كونوا فكرة بأنني تغيرت، وأنا لست كذلك، فهم ما إن يأتوا إلي حتى أقابل ذلك باهتمام، وبيني وبين نفسي فأنا لست كذلك، حيث أني لا أهتم بالآخرين.
أشعر بالندم كثيرا على أي شيء، مثلا إن لم أعاود التواصل بالآخرين لظروف حصلت لي، فإني أندم، وألوم نفسي، ويصبح الوضع مزريا من حيث الضغوط والندم واللوم، وعدم ثقتي بنفسي، حقا تعبت من هذا كله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردهـ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فجملة الأعراض التي ذكرتها في رسالتك، والتي سببت لك الكثير من المعاناة، تعطيني الشعور بأنه ربما يكون لديك في الأساس عسر في المزاج، وهذا العسر تولّد عنه شعور بالإخفاق وعدم الفعالية، وبدأ القلق يظهر عليك مع شيء من الوسوسة، وهنا أصبت بما يُعرف بعدم الثقة في الذات.
المزاج الاكتئابي أحد صوره هو: فقدان الفعالية لدى الناس، خاصة في الأعمار الصغيرة مثل مرحلتك العمرية، والاكتئاب لا يظهر في صورته المعروفة (الكدر والسوداوية واضطرابات النوم) وخلافه في مثل هذه الأعمار – أي في مثل عمرك – أعتقد أن الصورة التي ذكرتها هي صورة اكتئابية قلقية، ولكنها من الدرجة البسيطة.
المخرج من هذا كله يقوم على مبدأ: أن تراجعي نفسك مراجعة دقيقة، وتعيدي تقييمها – أي تقييم ذاتك – وتحاولي أن تضعي الأمور السلبية جانبًا، وتنظري إلى مصادر القوة – أي الطاقات الإيجابية – المتوفرة لديك وتسعي لتنميتها وتقويتها والاستفادة منها.
ومن الضروري جدًّا حين يشعر الإنسان بالإحباط، أن يترك مشاعره جانبًا، ويسعى لأن يقوم بأفعال تفاعلية حقيقية، فالأفعال لا يمكن أن تتم إلا من خلال برمجة خاصة يضع الإنسان فيها جدولا يومي لإدارة وقته، ويلزم نفسه بالتطبيق، وإنزال هذا الجدول إلى أرض الواقع.
فهذا هو الذي أريد أن أنصحك به، وهذا أمر أساسي جدًّا.
موضوع الرفقة والصحبة الطيبة، وأن يبحث الإنسان عن الأقران الجيدين والمفيدين أيضًا، فهذا مهم جدًّا في مرحلتك العمرية، وأخذ القدوة الحسنة، والنماذج الفاضلة، يحسن من دافعية الإنسان، وإقباله على فعل ما هو جيد وإيجابي، فكوني حريصة في هذا الجانب.
ومن الجميل أن تقرئي كتب (تأكيد الذات)، وبجانب الكتاب الذي اطلعت عليه يوجد كتاب أيضًا جيد للدكتور بشير صالح الرشيدي، بعنوان: (التعامل مع الذات)، وأعتقد أنه من المؤلفات الجيدة، والتي تساعد الشباب على وجه الخصوص.
انظري إلى المستقبل بأمل ورجاء، وافصلي تمامًا بين مشاعرك وأفعالك، لأن هذا هو الضروري، وهو الذي يعيد الثقة للإنسان في نفسه.
إذا لم تتحسن الأمور، سيكون من الأجدر أن تتناولي أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وإن استشرت الطبيب النفسي فهذا أيضًا سيكون جيدًا.
ومن أحد محسنات المزاج الجيدة، عقار يعرف تجاريًا باسم: (بروزاك)، واسمه العلمي هو: (فلوكستين)، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، يتم تناولها بانتظام بعد الأكل، وهو لا يسبب الإدمان، أو التعود، وليس له أية آثار سلبية على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع موقعك استشارات إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ | 1060 | الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ |
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! | 845 | الأحد 09-08-2020 05:09 صـ |
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ | 1358 | الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ |
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ | 1585 | الأحد 19-07-2020 03:02 صـ |
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. | 5055 | الخميس 16-07-2020 05:51 صـ |