أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : قلبي قاس ولا يتأثر بالقرآن أو الدعاء، فما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أن قلبي قاسٍ فلا أتأثر بالقرآن أو الدعاء أو حتى سير الموت، مع أني أصلي وأصوم وحججت واعتمرت وأدعو الله لكن مع قلة اليقين، لا أعلم لماذا؟ مع أني أريد أن أصبح أكثر ثقة بربي.
عند الصلاة والدعاء الكل يبكون إلا أنا لا أتأثر!! وحين صلاتي وحدي لا أحس بخشوع ويشرد ذهني.
فما الحل؟ وكيف يصبح قلبي رقيقا متمسكاً بالدين، وكيف أنمي الخوف من الله والبكاء له وخشيته؟ وهل لذلك علاقة بالجلوس لفترات بالمنزل، أو ارتكاب الذنوب؟
أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرسول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يمن علينا بقلوب لله خاشعة وأعين لجلاله دامعة.
أختنا الفاضلة: إن كثيراً من أهل العلم تحدثوا عن هذه الأمور، وذكروا عدة طرق لترقيق القلوب منها:
1- حضور مجالس الوعظ وكثرة تذكر الموت: فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات! قلنا: يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: الموت"! (رواه الترمذي)، ومعلوم أن ذكر الموت ومآل المرء بعده يجعل الإنسان في حالة من الخشوع، ولذلك كان أهل الصلاح يدعون الله في السحر أن يرحمهم، ومن ذلك كان عطاء السليمي يقول في دعائه: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم قيامي بين يديك! وقال أبو الدرداء: من أكثر ذكر الموت قلّ فرحه، وقلّ حسده.
2- عيادة المرضى وأهل الابتلاء: من الأساليب التي ذكرها وأكد عليها أهل العلم عيادة المرضى والجلوس إلى أهل الابتلاء، ولا يخفى ما في زيارة المرضى وأهل الابتلاء والنظر إلى أحوالهم من تذلل المرء لله، وشكره لنعمه عليه وعافيته، ومعرفة عظيم فضله ومنّه.
مر الربيع بن أبي راشد برجل به بلاء، فجلس يحمد الله ويبكي! فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت أهل الجنة وأهل النار! فشبهت أهل الجنة بأهل العافية، وأهل النار بأهل البلاء فذلك الذي أبكاني.
3- حضور حالات الاحتضار : من الأساليب كذلك حضور ساعة الاحتضار واللحظات الأخيرة في حياة المرء وكيف هي الدنيا هينة عنده يروى أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم فقالوا له: الطعام يرحمك الله! فقال: يا أهلاه! عليكم بطعامكم وشرابكم فو الله لقد رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه.
وعندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على ابن ابنته وهو يحتضر، فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تقعقع كأنها شنّ! ففاضت عيناه، فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟فقال: هذه رحمة. (رواه البخاري).
وقد تمثل أبو العتاهية منظر الموت فقال:
كأن الأرض قد طويت عليا *** وقد أخرجت مما في يديا
كأن قد صرت منفردا وحيدا *** ومرتهنا هناك بما لديــــا.
كأن الباكيات علي يوما *** ولا يغني البكاء علي شيئا
ذكرت منيتي فنعيت نفسي *** ألا أسعد أخاك يا أخيــــــا
وهذا يدفع المرء إلى الاستعداد للموت حتى بشراء الكفن قبل الموت فقد بوب البخاري: باب من أستعد بالكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه، وكان خباب رضي الله عنه كان قد اكتوى سبعا.. ثم دعا بكفنه فلما رآه بكى. وقالت زينب بنت جحش رضي الله عنها حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بن الخطاب بكفن فتصدقوا به.
4- استحضار رقة قلوب الصحابة والتابعين وأهل العلم مما يرق له القلب، فحين تقرئين أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان إذا قرآ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} بكى حتى يغلبه البكاء.
وكان عمر بن ذر أول ما يجلس يقول: أعيروني دموعكم! فإذا قاموا من عنده قال لهم الشعبي: أعرتموه دموعكم، يرق القلب ويخشع . ومثل ذلك كثير جدا في كتب أهل العلم.
5- تذكر مراحل الآخرة: من البعث والنشور والصراط والميزان، وتطاير الصحف والعرض على الله، وهناك على هذا الموقع كافة التفاصيل المتعلقة بما ذكرنا.
هذه بعض الوسائل ويختلف تأثيرها من فرد إلى فرد، ومن وقت إلى وقت، لكن جميعها تؤثر إن شاء الله، وننصحك - أختنا الفاضلة - بكثرة ذكر الله في السر والعلن، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3482 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |