أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عند سماع صوت مفاجئ يتملكني الخوف

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

عمري 22 سنة، طالب جامعي, بدأت معي الحالة منذ سنتين تقريباً.

الحالة هي أنني أخاف وأذعر وأرتبك عند سماع صوت عالٍ مفاجئ مثل صوت عطسة أو كحة أو صكة باب أو صراخ مثلا, ويرتجف جسمي لحظة حدوث الصوت فقط، يعني ثانية واحدة فقط، ولا تستمر بعد ذلك, بمعنى آخر عند سماعي لصوت مرتفع فإن جسمي أو رأسي يهتز قليلا لحظة الصوت، ويحدث خفقة في القلب لا تستمر طويلاً.

المشكلة أنني كلما جلست مع مجموعة أصدقاء مثلا أو أناس أو حتى مع أهلي في البيت أكون متوترا جدا جدا، ولا أريد حدوث صوت مرتفع حتى لا يلاحظوا ذلك عليّ ( أي الخوف والهلع من ذلك الصوت).

بدأت الحالة معي في مقاعد الدراسة فقط إذا تحدث الدكتور بشكل عالٍ أو عطس شخص ما, لكن الآن للأسف أصبحت الحالة تلازمني في كل مكان حتى في البيت مع أهلي، وهذا الشيء أجبرني على العزلة والوحدة حتى لا يلاحظ أحد هذه الأعراض.

أرجو إرشادي سريعا فأنا مقبل على تخرج ثم التوظيف والزواج، وأرجو أن لا تعيقني هذه الحالة عن القيام بالواجبات والاجتماع مع الناس, وأنا لا يمكنني أبدا الذهاب لطبيب نفسي, أرجو إرشادي للعلاج الدوائي والسلوكي.

وفقكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الظواهر المكتسبة – أي المتعلمة – وفي الغالب تكون قد تعرضتَ لشيء من الخوف والذعر والارتباك الذي نشأ من سماعك لصوتٍ عالٍ مثلاً، فكثير من الناس تحدث لهم مثل هذه الاضطرابات بعد سماع صوت الرعد مثلاً. لدي بعض الحالات على هذه الشاكلة.

فإذن الصوت العالي المفاجئ ربما يحدث له نوع من التخزين أو التشفير في كيان ووجدان الإنسان، وهذا سلوكيًا يؤدي إلى نوع من التنافر ما بين الإنسان وعواطفه وهذه الأصوات المزعجة.

إذن هي عملية بسيطة جدًّا مكتسبة، والعلاج هو: لابد أن تحقر الفكرة، وتسأل نفسك: (ما الذي يجعلني أنزعج للأصوات العالية؟ الأصوات العالية موجودة في كل مكان، ولا يمكن لنا أبدًا أن نعيش حياة مغلقة بعيدة عن الأصوات مزعجة كانت أو خافتة) إذن تصحيح المفاهيم مهم جدًّا.

ثانيًا: التعريض أو التعرض، أريدك أن تقصد أن تعرض نفسك لهذه الأصوات العالية، مثلاً أنت نفسك حاول أن تعطس، وقم بعطس عالٍ جدًّا، حاول أن تمثل كأنك تعاني من سُعال وقم بالسُّعال والكحة بصوت عالٍ جدًّا، أو اضرب جسمين صلبين مع بعضهما البعض لتسمع صوت عالٍ، هذا نوع من التدريب ونوع من التعرض التلقائي جدًّا والمهم جدًّا.

أنصحك أيضًا أن تذهب إلى المطارات إذا كان ذلك بالإمكان وتستمع لأصوات الطائرات وضجيجها، يمكنك أيضًا أن ترفع صوت التلفزيون – مثلاً – حتى يكون عالٍ ولو لفترة قصيرة – وهكذا – إذن التعريض مهم ومهم جدًّا وهو وسيلة علاجية ضرورية، مع تحقير الفكرة.

ثالثًا: طبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطبق التعليمات الواردة في هذه الاستشارة، وتواظب على هذه التمارين، وحاول أن تربط بين ممارسة هذه التمارين وتتخيل أنك تستمع لصوتٍ عالٍ ومزعج.

الخط الرابع في العلاج هو العلاج الدوائي، أنا أعتقد أن تناولك لدواء بسيط مثل عقار (فلوبنتكسول) – وهذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري هو فلوناكسول – تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – ابدأ بها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم التوقف عن تناول هذا الدواء.

بجانب الفلوناكسول هنالك أيضًا عقار بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

إذن هذه هي الأسس والخطوات التي من خلالها - إن شاء الله تعالى – تتخلص من هذا المسلك أو الاضطراب المكتسب، والذي لا يخلو أيضًا بالطبع من جانب وسواسي بسيط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عادت نوبات الهلع بعد ست سنوات من الشفاء منها. 1533 الأحد 05-07-2020 09:38 صـ
زوجتي تعاني من الشك والخوف من الناس وعدم الاهتمام بنظافتها 1186 الثلاثاء 23-06-2020 05:11 صـ
الشرود الذهني وضعف الذاكرة والضيق يلازمونني طوال اليوم! 1514 الاثنين 22-06-2020 05:33 صـ
أزمة عاطفية سببت لي أعراضا نفسية، فهل من مساعدة؟ 1070 الأحد 21-06-2020 08:50 مـ
ما هو علاج القلق المرتبط بالخوف والهلع؟ 6536 الاثنين 18-05-2020 06:24 صـ