أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خوف من التجمعات والمناسبات يفقدني الثقة بنفسي.. ما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 سنة، أعاني من الخوف من التجمعات أو المناسبات.

في بعض الأحيان أغصب نفسي على الذهاب للمناسبات، وأشعر بعدم الثقة في النفس، وأحس أن شخصيتي ضعيفة، أحب أن أجلس في البيت أكثر شيء ولا أخرج إلا إذا كان عندي شغل أو الذهاب إلى العمل، وعند الكلام مع أشخاص لا أعرفهم يدق قلبي بسرعة وأتعرق، ولا أعرف كيف أبدا الكلام معهم.

وليس عندي الثقة في نفسي لمواجهة المشاكل حتى لو علمت أني إذا فكرت سأحل المشكلة إلا أني لا أقدر أن أتكلم عند مواجهة المشكلة، حتى رسائلي في العمل لا أعرف كيف أبدأ الكلام معها وإذا أردت شيئا منهم أول ما أبدأ الكلام يدق قلبي بسرعة، وأتعرق ويضيع الكلام مني حتى في الدراسة إذا قال لي الأستاذ أشرح شيئا يبدأ قلبي يدق وأتعرق، ولا أقدر أن أبدأ في الشرح،علما أني أصلي الصلوات الخمس، لكن لا أصليها كلها في المسجد؛ لأنه يكون فيها تجمعات الناس الذين أعرفهم وأعاشرهم من قبل وتكون أموري عادية معهم، لكن إذا تجمع الناس الذين أعرفهم لا يكون عندي الثقة في الكلام معهم، وأعاني من سرعة في القذف.

ولا أقدر على أخذ حقي من الغير، ولا أحب أن أواجه المشاكل، وكثيرا من أصدقائي يقومون بتجريحي، والاستهزاء بي في الكلام، ولكني لا أرد عليهم وقليلا ما أرد عليهم، وإذا ذهبت إلى البيت، وأتيت للنوم بدأت أحاسب نفسي، وأقول يا ليتني قلت كذا وكذا، وهذه الحالة أعاني منها كثيرا.

أعاني من عدم الجراءة، والإقدام على أبسط الأشياء إلا بوجود أصدقاء معي، حيث أني أتجنب الذهاب إلى حفلات الزفاف أو العزائم إلا إذا كان أحد معي.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت أعطيت مؤشرات ودلائل، ووصفت أعراضك بصورة واضحة تشير إلى أنك تعاني مما نسميه بالرهاب الاجتماعي من النوع البسيط، لديك صعوبات واضحة في المواجهات بدأت ظاهرة التجنب تبدو على تصرفاتك، ولديك أعراض ثانوية وصفتها بعدم الثقة في النفس، تنحصر في بعض الأحيان أنك لم تتصرف التصرف السليم، ولا تقدم على أبسط الأشياء هذه إفرازات ثانوية لحالة الخوف التي تعاني منها.


أيها الفاضل الكريم: الخوف الاجتماعي هو علة مكتسبة، وهو نوع من القلق النفسي، وربما يكون نتج من تجارب سلبية في فترة الطفولة.

من أحسن طرق العلاج هي أن تفهم أن هذا القلق، وهذا الخوف ليس ضعفا في شخصيتك، بل هو قلق مكتسب، وليس أكثر من ذلك يصاب به البر والفاجر والشجاع والجبان والشخص العادي وغير العادي، فأرجو أن لا تنزعج على أنك أصبت بهذا.

ثانياً: دائماً مع الخوف الاجتماعي تأتي مشاعر قوية جداً بأنك مرصود من جانب الآخرين، وأنك سوف تفشل أمامهم، وهذا ليس صحيحاً هذه مشاعر داخلية، وتغيرات فسيولوجية تنشأ من إفراز بعض المواد الكيميائية تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذا فيه شيء من التحفيز والاستعداد للإنسان للمواجهة، لكن بكل أسف ينقلب سلباً على الإنسان، وكما يقولون إذا واجه الإنسان الأسد إما أن يقتله أو يهرب منه، وتلك الحالتان تحتاجان للإعداد النفسي، والإعداد الفسيولوجي لذا تجد أن مخاوف كثيراً ما ترتبط بالمواجهة.

هنالك طرق علاجية سلوكية ممتازة جداً، وعملية ومفيدة مثلاً موضوع الصلاة، الصلاة يا أخي في المسجد ومع الجماعة مطلوبة، وفي ذات الوقت تفيد الإنسان في التخلص من الخوف الاجتماعي، أنا أنصحك بأن تصلي في المسجد لا مانع من أن تصلي في الصفوف الخلفية في بداية الأمر، وفي اليوم الثاني انتقل إلى الصف الذي يليه، وهكذا حتى تصلي في الصف الأول، أبدأ في يمينه، ثم كن في منتصفه خلف الإمام، أرجو يا أخي الكريم أن تقتنع أن هذه الطريقة المتدرجة هي طريقة علاجية صحيحة ومؤكدة علمياً وثابتة ومفيدة.

من المهم جداً أن توسع شبكة علاقتك الاجتماعية، وتشارك الناس في مناسباتهم، ودائماً تكون في الصفوف الأولى، اجبر نفسك بعض الشيء لحضور بعض الأنشطة وبعد ذلك سوف تجد أن الأمر عادي جداً.

تطوير المهارات مهم جداً من خلال ممارسة الرياضة، ويا حبذا لو أن انخرطت في عمل خيري أو اجتماعي أو ثقافي هذا يعطيك الفرصة لأن تتفاعل مع الطيبين، والأفاضل من الناس، وهذا لاشك أنه محيط يحس فيه الإنسان بالأمن والأمان والشعور بالأمن يعطي الإنسان الشعور الداخلي الجميل الذي يجعله يزيد ويوسع في مهاراته.

بقي أن أؤكد لك أخي أن العلاج الدوائي له دور كبير جداً في علاج هذه الحالات، الأدوية متوفرة وسليمة وجيدة، ومن الأدوية التي أنصحك بتناولها عقار يعرف باسم باروكستين هذا هو اسمه العلمي ويسمى تجارياً بالزيروكسات، الجرعة المطلوبة هو أن تبدأ بنصف حبة أي (10) مليجرام تتناولها ليلاً بعد الأكل بعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين، تناول حبة صباحا وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهو دواء جميل، وفاعل، ومفيد جداً يعالج القلق والمخاوف، وكذلك سرعة القذف، يوجد دواء أيضا بسيط جداً اسمه أندرال، ويستحسن أيضا أن تأخذ منه جرعة (10) مليجرام صباحا ومساءً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة (10) مليجرام يومياً لمدة شهر ثم توقف عن تناوله، هذا الدواء يساعد كثيراً في إزالة القلق الداخلي، وتسارع ضربات القلب الذي يشعر به الإنسان عند المواجهات.

أخي هناك تمارين للاسترخاء أيضا فائدتها كبيرة جدًا أرجع إلى الاستشارة رقم ( 2136015) من استشارة إسلام ويب، وسوف تجد التوجيهات والتعليمات لتنفيذ هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ