أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

يقدم بعض الخاطبين على مثل ما أقدمتم عليه - أخي كريم - استعجالاً لشهوة زائلة, ولحظة متعة سوف تأتي - بإذن الله - ثم تبدأ لحظة الحساب والندم على هذا الفعل, ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه يعلم بسلوك خلقه وفعلهم فيعطيهم الفرصة تلو الأخرى؛ لأنه سبحانه وتعالى أحنُّ على خلقه من الوالدة بولدها, وجميل أنكم شعرتم بوخز الضمير, والخوف من العاقبة, وهذه بداية التوبة والرجوع إلى الله.

أما من ناحية الحمل: فلا يمكن أن يحدث حمل دون إيلاج ودون قذف داخل الرحم, وفي وقت التبويض, أي في منتصف الدورة, ولكن حتى لا تكون المسألة رخصة للتكرار مرة أخرى, فإن مشيئة الله لا يعدلها ولا يسبقها مشيئة, فقد خلق عيسى بكلمة كن, وخلق آدم من تراب, والله قادر على كل شيء.

أرجو أن تطمئن أن الوضع بهذا الوصف لا يؤدي إلى حمل, والخوف الشديد من حدوث الحمل يؤدي إلى اضطراب الهرمونات المسؤولة عن الدورة؛ وبالتالي التأخير يحدث في الدورة, فلا داعي للقلق.

وندعو الله لكم بالهداية والتوفيق, والإسراع في عقد القِران الشرعي؛ حتى لو حدث قبلات بينكما فستكون في نطاق الشرع, وأن تسرعوا في إتمام الزفاف ما أمكن ذلك, واعلم - يا أخي كريم - أن المرأة تعطي الجنس بحثًا عن الحب, والرجل يعطي الحب بحثًا عن الجنس, وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها, وذلك لا يعيب الرجل, ولا يعيب المرأة, ولكن لكل شيء وقته, ونحن جميعًا نتعلم من أخطائنا, وليس العيب في الخطأ, ولكن العيب في الاستمرار فيه, ورحمة الله ومغفرته وسعت السموات الأرض.

نتمنى لكم حياة سعيدة.