أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حادث السيارة حتى وإن كان بسيطاً فله قيمة نفسية كبيرة لدى بعض الناس، ونعتبره من الأحداث الحياتية النفسية الكبيرة، خاصة إذا كان الإنسان لديه القابلية للقلق والتوتر، ومن الواضح جدًّا في حالتك أن هذا الحادث تولّد عنه ظهور نوبات الهلع والقلق والتوتر، وأصبت أيضًا بقلق المخاوف الوسواسي، وأصبح القلق التوقعي يسيطر عليك بدرجة كبيرة.

هذه المسميات المتعددة يجب ألا تزعجك، لا تعني أبدًا أنك مصابة بأمراض متعددة، فالأمر كله في نهاية الأمر قلق نفسي يتكون من الجزئيات التي ذكرناها ووسائل العلاج واحدة تقريبًا.

الأعراض الجسدية التي ذكرتها ومن أهمها عدم إفراغ البراز كاملاً عند التغوط، هذا قد يكون ناتج من اضطراب في القولون والذي يسمى بالقولون العصبي، القلق قد يؤدي إلى ذلك. أيضًا نوعية الأكل والطعام، وعدم ممارسة الرياضة، هذه كلها قد تكون من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة أو الظاهرة، لكن - إن شاء الله تعالى – سوف تحوّل استشارتك أيضًا إلى الأخ استشاري الأمراض الباطنية ليفيدك بصورة أفضل وأدق.

إجراؤك للفحوصات العامة هو أمر جيد، ونقص فيتامين (B12) يمكن أن يعوض، ونسبة الدم ناقصة بعض الشيء، لكن ليس لمرحلة خطيرة، ولا بد أن يُحدد سبب هذا الانخفاض، وكما ذكرت أن نقص الحديد وربما نقص فيتامين (B12) هو الذي ساهم في هذا الانخفاض البسيط في الدم، ومن خلال العلاج التعويضي والاسترشاد الذي سوف يوجهك له الطبيب - إن شاء الله تعالى – ترجع الأمور إلى طبيعتها، وأنت مطالبة بالتوازن الغذائي السليم، هذا مهم وضروري بالنسبة لصحتك النفسية والجسدية.

نوبات القلق والوساوس والمخاوف دائمًا تعالج من خلال التجاهل ومن خلال صرف الانتباه عنها، وصرف الانتباه يكون بالطبع من خلال تغيير نمط الحياة، وهذا يعني أن تُدخلي أنشطة جديدة على حياتك، أن تجتهدي في أمور بيتك وزوجك وأولادك، أن تتواصلي اجتماعيًا، لا تدعي للفراغ أي نوع من المجال، الاطلاع، القراءة، العبادة ... إلخ، هذه كلها مدعمات جيدة وممتازة جدًّا لصرف الانتباه عن الخوف والقلق، ولا بد أن تتجاهلي هذه المخاوف، وعليك بالدعاء.

دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن الأشخاص الذين يصابون بمخاوف مرضية يُفضل أن يقابلوا طبيب الأسرة مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الدورية الروتينية. هذا يؤدي - إن شاء الله تعالى – إلى الطمأنينة والاستقرار النفسي، ويمنع التنقل ما بين الأطباء. فأنا أنصحك بهذا.

وإن تمكنت من مقابلة طبيب نفسي فهذا أيضًا جيد، وتناولك أي دواء من الأدوية المضادة للمخاوف والوساوس سيكون مفيدًا لك تمامًا، ومن هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين) يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية إذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب، لكني أفضل ذلك، أي أن تذهبي إلى الطبيب النفسي.

جرعة الزيروكسات هي من حبة واحدة إلى أربع حبات في اليوم، لكن مثل هذه الحالات البسيطة – أي حالتك – لا تحتاج لأكثر من حبة، والبداية تكون نصف حبة (عشرة مليجرام) يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر - يفضل تناول الدواء بعد الأكل – ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم وفاعل وغير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان - وتليها إجابة د. محمد حمودة - استشاري أول - باطنية وروماتيزم - وهي كما يلي:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بالنسبة للإمساك - يا أخت منال - فهو مرتبط بالحالة النفسية أيضاً، وقد وجد في إحدى الدراسات على المرضى الذين يعانون من إمساك مزمن، وعند العلاج أن 68% عندهم اضطرابات نفسية حالية، وكما ذكر الدكتور محمد عبد العليم؛ فإن القولون العصبي يرتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية، ومن أهم أعراضه الإمساك، فيتم إهمال الشعور بالحاجة للتغوط، وبالتالي تخف ردة فعل الإنسان لهذا الشعور، ويحصل الإمساك، ومن ثم يحصل عنده ما تعاني منه أنت وهو قلة الاحساس بالرغبة في التغوط.

ولذا مهم أولاً علاج الحالة النفسية، وهذا يساعد كثيراً فيما تحتاجينه من علاج للإمساك، وللتخلص من الإمساك فإن هناك أمور عديدة يجب القيام بها وهي:

- تناول كميات زائدة من السوائل، فهذا يجعل البراز لينا ويسهل خروجه.
- المشي والرياضة، وهذه تساعد النفس والجسم، وترفع من معنويات الإنسان، وتساعد أمعائه على الحركة، بالإضافة للنشاط الذي يأتي مع هذه التمارين.
- الإكثار من الخضروات والفواكه والمكسرات التي تحتوى على الألياف، من الفواكه التي تساعد على التخلص من الإمساك الخوخ ( البرقوق )، سواء الطازج أو المجفف، والتين الأخضر والمجفف، والتفاح.
- كذلك يجب إعطاء النفس كل يوم في الصباح وقتاً كافياً للتغوط.
- الامتناع عن شرب الشاي الثقيل.

إذا لزم فإنه يمكن تناول بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك مثل: Agiolax، وهو مركب من بعض النباتات، ويؤخذ منه ملعقة كل يوم مع كوب من الماء، ويمكن التوقف عنه بعد أن تتحسن الحال.

أما بالنسبة للفيتامين د فهو منخفض عندك، والأطعمة الغذائية لا تؤمن القدر الكافي لما نحتاجه من الفيتامين د، لذا يجب أن تتناولي الفيتامين د إما حبة 1000 ملغ كل يوم، أو 50000 وحدة كل أسبوع، وتستمرين عليها؛ لأنه متى توقفت عنه فإنه سينزل، والفيتامين له فوائد كثيرة غير حاجة العظام له، فهو يساعد على رفع المناعة، وللحماية من كثير من الأمراض.

وأما الفيتامين ب 12 فإنه نادر نقص هذا الفيتامين، إلا عند من لا يتناول اللحوم الحمراء، وعلى كل حال فإن أخذ إبرة فيتامين ب 12 (1000) كل شهر إلى شهرين تكفي لحاجة الإنسان.

ويفضل الاستمرار على الفيتامين د في فترة الحمل وشرب كفاية من الحليب، فقد وجد في الدراسات أن نسبة الفيتامين د عند المولودين تتناسب مع نسبة الفيتامين د عند الأمهات.

هذا وبالله التوفيق.