أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أقي نفسي وقاية يستحيل على الجن أن يؤذوني بعدها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أجهل بشكل كبير موضوع "الجن"، المشكلة أني سمعتُ عن جزء منه فقط, ولم أعرف الحقيقة عنه، وشاهدتُ بعض المقاطع في اليوتيوب وغيرها, ولم آخذ العلم عن شخص عالم، فسبّب هذا لي خوفًا ورهبة شديدة جدًا من الجن، وأصبت بهلوسة وخوف وإزعاج في النوم, وأثناء بقائي وحيدًا, وفي حالات أخرى.

سؤالي: كيف أعرف أني مُصاب بالمس أم لا؟
وكيف أقي نفسي وقاية يستحيل على الجن أن يؤذوني بعدها؟
ومن هم الجن؟
ما أوصافهم؟
وكيف يمسون الإنسان؟
وكيف يعيشون؟

لا أريد الإطالة والمضايقة، أريد معلومات أساسية تشفي ما في نفسي، وجزاكم الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يوفقك في دراستك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل محمد – فإن الأمر بسيط للغاية، ولكنك تصورت الأمر على غير حقيقته، وهذه الأشياء التي رأيتها ربما كانت أشياء من نسج الخيال, ولا تمت إلى الواقع بصلة؛ لأن الجن أضعف من الإنس بمراحل، نعم إن له قوة, وله قدرات خارقة في بعض الأشياء، ولكن رغم ذلك فالإنس أفضل من الجن، وأقوى منه، وأنك تستطيع فقط بقراءة آية الكرسي أن تحرق ملايينًا من الجن، وتستطيع بقولك: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أن تحصن نفسك من كيد الشياطين جميعًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (إن الشيطان يفرك من المؤمن), ومعنى (يفرك من المؤمن) أي: يخاف من المؤمن.

فأنت تصورت الأمر على غير صورته، ولكن الأمر في غاية البساطة، وأنت تقول: كيف تعرف بأنك مصاب أو ممسوس؟

ما دامت حياتك طبيعية ولا تعاني من شيء فأنت إنسان طبيعي، ولا تشغل بالك بهذا الأمر، وتستطيع أن تحفظ نفسك من كيد شياطين الإنس والجن جميعًا بعدة أشياء:

الأول منها: المحافظة على الصلوات في أوقاتها.

ثانيًا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء, خاصة: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات في الصباح, ومثلها في المساء، وكذلك أيضًا قول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، وأيضًا التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً، قال عنها النبي - عليه الصلاة والسلام -: (وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي).

ثالثًا: المحافظة على الطاعات والبُعد عن المعاصي من أهم العوامل التي تؤدي إلى حفظك من الشيطان؛ لأن الشيطان عندما يرى أنك مفرط في حق الله تعالى يستخف بك، أما عندما يرى أنك حريص على طاعة الله تعالى بعيد عن معصية الله فإنه يهابك، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن الشيطان ليفرك من المؤمن), ومعنى يفرك أي: يخاف.

فإذن - بارك الله فيك – أقول: بأن هذا الأمر الذي تعاني منه ليس له أي داعٍ – ولدي الكريم الفاضل محمد – لأن الشيطان كيده ضعيف للغاية، ولن يستطيع أن ينال منك أبدًا إلا بإذن الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}, وقال تعالى: {له معقبات – أي الإنسان - من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}.

رابعًا: عليك كذلك عند النوم بالمحافظة على الوضوء عند النوم، والمحافظة على أذكار النوم، وأن تنام على شقك الأيمن، وألا تدخل إلى فراشك إلا وأنت في حاجة إلى النوم، وأن تجتهد أن تنام نومًا خفيفًا، بمعنى أن لا تأكل ثم تنام مباشرة، فإما أن تأكل مبكرًا أو تأكل وجبة العشاء خفيفة حتى لا يأتيك شيء من الوساوس أو الهلوسة التي تظن أنها من الجن.

أما عن الجن: فالجن - كما تعلم - عالم غيبي أمرنا الله بالإيمان به، ولم نره كالملائكة، فالملائكة عالم غيب، لا ترى الملائكة, ولا يمكن لأحد أن يراها إلا بأمر الله, كذلك أيضًا نحن لا نرى الجن, ولا يمكن أن نراهم إلا بأمر الله؛ لأن الله قال: {إنه يراكم هو قبيله من حيث لا ترونهم}, يعني الجن يرونا ونحن لا نراهم، ولقد ستر الله الجن عنا رحمة بنا؛ لأن الجن بشع المنظر إلى حد بعيد، وهو يتكاثر ويتناسل كما يتكاثر الإنسان ويتناسل، كما ذكر أهل العلم، ولهم ذرية، ولهم حياة خاصة، ولهم طعامهم, ولهم شرابهم ودوابهم وأعمالهم التي كلفهم الله تبارك وتعالى بها، وهم مكلفون أيضًا بالتكاليف الشرعية مثلنا تمامًا، ولقد أرسل الله نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم – إلى الإنس والجن، كما قال: {قل أُوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا * يهدي إلى الرُّشد فآمنا به}, فمنهم المؤمن, ومنهم الكافر, ومنهم الصالح والطالح، ومنهم البار, ومنهم الفاجر.

يمسون الإنسان – كما ذكرت – إذا اعتدى الإنسان عليهم، كأي إنسان آخر، فأنت إذا اعتديت على أي شخص فإنه ينتقم منك، كذلك إذا اعتديت على الجن فإنه ينتقم منك, كذلك يمسّون الإنسان إذا كان غافلاً عن ذكر الله، ويمسّون الإنسان إذا كان عاصيًا، أما إذا كان على خلاف ذلك فإن الله يحفظه، ومع الأذكار والأدعية التي ذكرتها لك فإنك تستطيع أن تحفظ نفسك - بإذن الله تعالى – من الشيطان الرجيم، فعليك بالإكثار من قراءة آية الكرسي والمعوذات الثلاث، وأبشر بفرج دائم متصل، ولا ينالك إلا ما قد كتبه الله لك.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يعينك على الاهتمام بدراستك و التركيز عليها، وألا تشغل بالك بهذه الأشياء، وهناك كتب – يا ولدي – تتكلم عن هذه المسائل في المملكة كثيرة منضبطة بضوابط الشرع، ولكني أنصح ألا تفتح هذا الباب حتى لا تضيع وقتك في علم لا ينفع كثيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف من الجن خاصة عندما أبقى وحيدة في البيت! 1429 الثلاثاء 16-06-2020 02:29 صـ
هاجس الخوف منعني أن أقترب من الله -عز وجل-، كيف أتصرف؟ 1085 الخميس 07-05-2020 03:52 صـ
أعاني من خوف من الوحدة والأشباح، فما الحل؟ 1482 الأربعاء 08-04-2020 02:59 صـ