أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

انتشار ثقافة الرياضة، وإنقاص الوزن من الأشياء الطيبة في الآونة الأخيرة مما يدل على وعي كامل بمخاطر السمنة على الفرد والمجتمع.

والرغبة في الحصول على وزن قياسي هي أولى درجات السلم في عملية إنقاص الوزن نفسها، وهي الحافز على الاستمرار في هذا الاتجاه.

وهناك معادلة أخي الكريم محمد لمعرفة أين نحن من السمنة، وهي معدل كتلة الجسم، ونحصل على هذا المعدل عند قسمة الوزن بالكيلو جرام ( 110) على مربع الطول بالمتر (1.71x1.71) عندك، والناتج يكون بالنسبة لك هو (37.6 ) وهذا المعدل سمنة مفرطة حيث أن الوزن القياسي إذا كان المعدل أقل من 25، ويكون الوزن زائدا إذا كان المعدل ما بين 25 و 30 وتكون سمنة إذا كان المعدل فوق 30، وأنت أخي محمد معدلك (37.6) إذن تحتاج لجهد طيب، لإنقاص وزنك، والنزول بهذا المعدل إلى 25 ، وبالتالي تحتاج إلى إنقاص قريبا من 25 كيلو جرام من وزنك لكي تصل إلى هذا الوزن والمعدل القياسي، والمسألة ليست صعبة إذا كانت الإرادة والرغبة موجودتين.

ولو عملنا خطة طويلة الأجل بدون أدنى إرهاق في خلال سنة كاملة لاحتجنا أن ننقص وزننا في الشهر 2 كيلو جرام أي نصف كيلو جرام في الأسبوع، وهذا سهل جدا مع الإرادة، وممكن أن نحتاج إلى ستة أشهر فقط إذا كانت الخطة بمعدل 4 كيلو جرام شهريا أي 1 كيلو جرام أسبوعيا، وهناك عدد محدد من السعرات الحرارية المطلوبة يوميا للإنسان، فإذا كانت هذه السعرات أقل من المطلوب استكمل الجسم الاحتياج من مخزون الجسم، وبالتالي يقل الوزن، وإذا كانت السعرات الحرارية اليومية أكثر من الاحتياج اليومي يزيد المخزون، وبالتالي يزيد الوزن.

ثم أخي أو بالأحرى ولدي محمد دع عنك الساخرين والمستهزئين فحسابهم على الله، والسمنة مرض مثل أي مرض قد يصاب الإنسان به فالذي يسخر من البدين يمكن أن يسخر من المبتلى بالسرطان، أو هو نفسه ربما مبتلى بالتدخين مثلا، أو بأية أمراض أخرى، فثق بنفسك أخي محمد وثق في قدرتك على التحدي، والأهم هو البداية الجديدة

إنما هل موضوع السمنة بدأ معك منذ الطفولة، وأنت وزنك في تزايد مستمر أم أن الزيادة حدثت في السنوات الأخيرة بسبب طبيعة أكل الحلويات والشيكولاتة، والنشويات والخبز الكثير خصوصا أن الطلاب أثناء الامتحانات على صنفين صنف لا يأكل، ويضعف كثيرا أثناء فترة المذاكرة الأخيرة، وفترة الامتحانات، وصنف آخر يذاكر، والأكل أمامه طوال الوقت، وبالتالي يزيد زيادة كبيرة في هذه الفترة.

ويجب أن تراجع طبيب الأمراض الباطنية، والغدد الصماء لقياس نسبة هرمون النمو growth hormone ووظائف الغدة الدرقية FSH و Free T4 لأن زيادة هرمون النمو، وكسل الغدة الدرقية يؤدي إلى السمنة، وإذا ارتفع هرمون النمو يجب عمل رنين مغناطيسي على الغدة النخامية أسفل المخ.

والآن كيف يمكن الحد من السعرات الحرارية اليومية:

أولا: بالنسبة للرياضة، وأنت لديك أجهزة رياضية فيكفي نصف ساعة، أو أقل على الجهاز بالإضافة إلى المشي على البحر بالمدة التي تقدرها، والوقت المتاح؛ لأن المشي بالإضافة إلى إنقاص الوزن، فإنه يعالج الحالة المزاجية، ويعالج حتى الاكتئاب، والزيادة من عندك مثلا مباراة كرة قدم، أو ما شابه، والتدرج في الرياضة مهم حتى نقوي عضلة القلب، ونهيئها للجهد الزائد.

ثانيا: وهو الأهم عدم الإكثار من النشويات مثل الخبز، والكيك، والرز، وعدم الإكثار من الدهون في الأكل؛ لأنها تمثل المصادر الرئيسية للطاقة، والسعرات الحرارية خصوصا المكسرات، والمياه الغازية، والسكر العادي، وعدم الأكل من الآنية الكبيرة (الصواني)، والأكل من كميات محدودة سلفا، ولا ننظف أطباق باقي العائلة مما فيها من طعام زائد، وتجنب الحلويات والشيكولاته، وعدم الأكل أمام التليفزيون، ومباريات الكرة، وعدم الأكل بين الوجبات ( snakes ).

ونموذج للإفطار بيضة مسلوقة، أو فول بدون زيت، أو جبن (قريش)، وهذا الجبن معروف لدى المصريين بهذا الإسم، وهو جبن منزوع الدسم، وقليل الملح، و(خبز السن) بكسر السين وتسكين النون وهو خبز مصنوع من الردة أيضا معروف في مصر بهذا الاسم مع كوب من الشاي محلى بأقراص السكر بدل السكر العادي، وبين الإفطار، والغداء يمكن أكل تفاحة خضراء.

وفي الغداء طبق سلطة كبير، وخضار مطبوخ مع دجاج أو سمك مشوي حسب المتاح مع قليل من الأرز، والأفضل تركه فترة، وفي العشاء قريبا من وجبة الفطور، مع العلم أن وجبة الفطور مهمة لجهاز (الأيض) وبالإنجليزبة metabolism وهي عملية البناء والهدم في خلايا الجسم، ولا تبدأ عملية الهدم لتكسير الدهون، وحرق السكر إلا بدخول شيء من الطعام إلى المعدة في وجبة الإفطار، وبالتالي إهمال وجبة الإفطار سوف يحرم الجسم من عمل جهاز الهدم لهضم الإفطار وجزء من مخزون الجسم من الدهون

وأخيرا خير العمل أدومه وإن قل، وهذا ينطبق على العبادة كما ينطبق على الرياضة، والحمية الغذائية، فالآن المطلوب للشهر القادم 2 كيلو جرام حتى نصل إلى 97، فإذا نجحت في ذلك فبها ونعمت، وإلا نعيد الحسابات من البداية.

وفقك الله لما تحب وترضى.