أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، وكذلك على التليفون.

وأنا بالطبع أذكر حالتك تمامًا, ونسأل الله تعالى - أخي الكريم - أن يوفقنا بأن نقدم لك كل مساعدة ممكنة.

كما أتفقنا - أخي - فإن الإكثار من الأدوية في الأصل ليس مبدأ مطلوبًا في الصحة النفسية, فهذه الأدوية كثيرًا ما تتفاعل مع بعضها سلبيًا, لكن وصف الأدوية بالطبع هو مسئولية الطبيب, وليس مسئوليتك, لا أريدك أبدًا أن تحس بالذنب لأنك تتناول عددًا كبيرًا من الأدوية نسبيًا.

بصفة عامة: شعورك بالمزاج الاكتئابي ربما يكون مرتبطًا بالأدوية, أو ربما يكون هو طبيعة المرض في حد ذاته, فقد تأتيك نوبات الاكتئاب العابرة هذه, وأنا لا أريد أن تعتبرها انتكاسات, فالإنسان حين يعاني من الاكتئاب النفسي, وكذلك الوساوس, أو القلق, أو المخاوف تجده حساسًا جدًّا, ويفرض رقابة صارمة على نفسه, ويتأكد من كل التفاصيل حول مزاجه, وحول مشاعره؛ لذا تجد أن الأناة البسيطة أو الزلات البسيطة أو الاكتئابات البسيطة قد تضخم وتجسد لديه.

يا أخي الكريم: الحمد لله, أنت بصفة عامة بخير, وأعجبني جدًّا التزامك بتناول العلاج، وأنا أعتقد أن المكونات الدوائية التي تتناولها الآن وهي الفافرين، والبيترين، واريببركس، وتربتزول بجرعة 50 مليجرام هي أدوية جيدة كأدوية مفردة, وكذلك حين تعمل مع بعضها, لكن نصيحتي لك أن لا تتخطى هذه الجرعات، وهذه الجرعة جرعة كافية جدًّا.

بالنسبة لموضوع أن طبيب الأعصاب وصف لك:" التقراتول – ستروجين" فربما راعى أن يضيف لك نوعًا من مثبتات المزاج, التي يعرف عنها أنها لها صفة المفعول التضافري مع مضادات الاكتئاب من أجل تحسين المزاج, لكني لا أعتبره علاجًا رئيسيًا, إلا إذا كان الطبيب قد وصفه لك لموضوع الصداع, لكني أذكر تمامًا - أخي محمد – أنك كثيرًا ما كنت تشتكي من موضوع ألم الرأس, وأعرف تمامًا أنه قد أزعجك في فترة من الفترات، والتقراتول له فعالية جيدة في علاج الصداع, خاصة إذا كان هذا الصداع منطلقًا من العصب الخامس, وهذه حالات نشاهدها ويعرفها الأطباء.

إذن أخي الكريم: هذا هو رأيي: استمر على نفس النسق العلاجي, وحافظ على جرعاتك, ولا تنزعج أبدًا لقلق بسيط, أو عسر في المزاج, وأخرج نفسك منه من خلال الاستغفار, وصرف الانتباه إلى الإيجابيات, ووهي - ولله الحمد - كثيرة جدًّا في حياتك، وعش – أخي - على هذا النسق التفاؤلي.

ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك, ونشكرك مرة أخرى على تواصلك مع إسلام ويب.