أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الإجتماعي أفقدني الثقة بنفسي.. فهل من علاج؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل أن أبدأ، أردت أن أشكركم على هذا الموقع المفيد الذي نفع الله به عددا كبيرا من المسلمين، نسأله تعالى أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، وأن يسكنهم، وأهليهم دار السلام.

تتمثل مشكلتي في أني أعاني من الرهاب الإجتماعي، وربما يرجع ذلك إلى قسوة والدي في تربيتي، وإصراره الدائم على اتخاذ قراراتي.

أجد أحيانا صعوبة في التحدث إلى بعض الأشخاص، ولا أستطيع النظر إليهم في أعينهم عندما يتحدثون إلي، أحس بأنني ضعيف وسخيف وتافه أمامهم، كما أني أعاني من صعوبة في التعرف على أصدقاء جدد، حيث أخاف أن يجدوني مملا, وأخاف الاحتكاك جدا، ولا أعرف كيف أتعامل بحكمة، ولكن بالرغم من هذا كله أشعر في بعض الأحيان مع بعض الأشخاص المعينين بثقة تامة في النفس، وأجدهم يحبون صحبتي، ولكن مع الوقت أصبحت المواقف التي أشعر فيها بثقة في نفسي تتراجع.

أنا أعرف أن بداخلي شخصية قوية، لكني لا أعرف كيف أصل إليها، وخاصة عندما أكون في مواجهة مع شخص اجتماعي جدا، تزيد مخاوفي، وأشعر بفقدان الثقة بالنفس، ويصبح تركيزي على أنه يجب علي أن أخفي ذلك أمام هذا الشخص، ولكن ذلك يزيد في مخاوفي، وأجد نفسي أتصرف كالأبله.

وأجد في بعض الأحيان صعوبات كثيرة عندما أكون مع شخص، وهو يتحدث إلي، وينظر إلى عيني أجد صعوبات في النظر إلى عينيه، وتتشتت أفكاري محاولاً أن أخفي ذلك، ولا أستطيع أن أركز مع حديثه.

وأصبحت في الآونة الأخيرة كثير الجلوس في البيت، وذلك لأني أشعر بالخمول والكسل، وأجتنب المواقف التي تتطلب مني المكوث وقتا طويلا مع بعض الأشخاص؛ لأني أخاف أن أفقد ثقتي بنفسي أمامهم فيظنون أني سخيف أو ضعيف.

وما زاد الطين بلة هو أنني انغمست منذ السن الثانية عشرة تقريباً في ممارسة العادة السرية الخبيثة، وبقيت أمارسها إلى اليوم، وقد خلفت لي مشاكل نفسية تتمثل في أني أصبحت مقتنعاً بأني لن أستطيع الزواج؛ لأني لن أقدر على الانتصاب، وقد قرأت أن لهذه العادة علاقة كبيرة بالرهاب الإجتماعي، فهل هذا صحيح ؟

في الأشهر الأخيرة أصبحت دائما ما أفكر في أنه يجب علي أن أتخلص من العادة السرية، وأخاف من سوء الخاتمة، فبدأت أحاول الإقلاع عنها، ونجحت في التقليل من ممارستها، إلا أن الرهاب الاجتماعي أثر على حياتي، وعلى عزيمتي بشكل مخيف، وقد قرأت في النت بأن هناك بعض الأدوية التي شهدت نجاحا في معالجة المخاوف الاجتماعية ،ولكن لا أعرف أي دواء آخذ، وكم النسبة، وكم تدوم فترة العلاج.

أتمنى أن تفيدوني بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الرهاب الاجتماعي ينتج عنه مشاعر سلبية كثيرة تفقد الإنسان مقدراته بمعنى أنه يصبح سلبياً في تفكيره حول هذه المقدرات، ويبدأ في تقييمها تقييماً سلبياً، وهذا يدخل الإنسان في حلقة من الوساوس، وتحليل الأمور بصورة دقيقة، وفيها الكثير من التردد، وقد يلجأ الإنسان أحياناً لسوء التأويل، ويتمثل في أعتقد بأنه محتقر من الآخرين، وهذا أيضا يؤدي إلى اهتزاز الثقة بمن حوله، أضف إلى ذلك افتقاد الثقة بالنفس، أنا أرى أن نتاج هذا الرهاب الذي أصابك هو ما ذكرته لك أدى إلى شعور بضعف التركيز، تقييم الذات وتقديرها، الجانب الوسواسي لديك واضح جداً، ويظهر هذا كما ذكرت لك في تشتت الفكر والتردد، والتحليلات الجزئية التي لا جدوى لها.

أنت بالفعل داخليا لديك شخصية قوية، ويجب أن تتخذ ذلك منطلقاً لتقوية شخصيتك على النطاق الظاهري، وذلك من خلال تصحيح مفاهيمك:

أولا: أنت لديك ميزات إيجابية كثيرة.

ثانياً: أن الآخرين لا يحقرونك أبداً.

ثالثاً: افتقاد الثقة بالنفس يتم استبدالها إلى شعور إيجابي، وذلك من خلال أن لا تحكم على نفسك بمشاعرك إنما بأفعالك، وهذا يتطلب أن تضع برامج يومية، تنجز من خلالها كل متطلبات مناشط الحياة وتضيف إلى ذلك إضافات إيجابية مثل التواصل الاجتماعي، والحرص على صلاة الجماعة، وما دمت في ألمانيا، فحاول أن تذهب إلى أقرب مركز إسلامي من وقت إلى آخر على الأقل يوم الجمعة، هذه إضافات إيجابية جداً، أما الجلوس في البيت والانزواء، والتكاسل والتقاعد، هذا ليس بالأمر الجيد.

العادة السرية لاشك أنها تؤدي إلى اضمحلال في المقدرات النفسية لدى بعض الناس خاصة الذين لديهم الشعور الإحساسي المرهف حول شخصيتهم، والذين لديهم أصلاً قابلية للقلق والمخاوف، فأرجو أن تبتعد عنها.

مشاعرك حول ضعف الانتصاب، أعتقد أنها مشاعر وسواسية سوف تزول -إن شاء الله- بتجاهل هذا الأمر، أريدك بالفعل أن تجعل هنالك حيوية، وإيجابية في حياتك، أنت في عمر يتمناه الكثير من الناس، وهو عمر الإنتاج، والابداع، والتواصل الاجتماعي الحسن، الاطلاع، بناء الرصيد الحياتي الحقيقي في هذه المرحلة، كن حريصا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي هنالك أدوية جيدة ممتازة فاعلة، وسليمة جدا، من أفضلها عقار يعرف باسم لسترال، ويسمى أيضا زولفت، واسمه العلمي سيترللين، وأعتقد أنك تحتاج له بجرعة صغيرة، حبة واحدة في اليوم سوف تكون كافية، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك، أبدأ بنصف حبة تناولها يومياً بعد الأكل أي ( 25) مليجرام واستعملها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة يومياً استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ىخر ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء سليم وفعال وغير إدماني.

وللمزيد من الفائدة يمنكنك مطالعة الاستشارات التالية حول أضرار هذه العادة السيئة: ( 38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312)، والعلاج السلوكي للرهاب: ( 269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2475 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ