أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوساوس دمرت حياتي وأوصلتني لحالة متدنية.. فكيف أتخلص منها؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

موقع جميل:

لدي مشكلة نفسية عظيمة..

عمري عشرين سنة، تعبت للحد الذي لا أستطيع وصف حالتي، وصلت لحالة نفسية متدنية، متدنية للغاية، تعب نفسي عظيم، وصمت طويل، وشعور سيء يصعب وصفه! حتى البكاء لا أستطيع إخراجه، أشعر بأني سأنفجر بأي وقت.

أعاني من وساوس عظيمة، مرّت بي منذ صغري، تعبت فيها كثيرًا حتى تجاوزت بعضها، وكل فترة يأتيني وسواس جديد في العبادات، أو هاجس الكفر أو الشرك.
أوه هاجس الكفر؟ هذا من أعظم الوساوس التي أمر بها، فمثلًا.. وسواس الاستهزاء! لا تصدقون إلى أي حد وصلت بي.

لدرجة كرهت الناس، وكرهت الاجتماعات، كل كلمة كل حركة كل شيء يتعبني .. كل شيء أفكر فيه لدرجة أني أقول في نفسي ليتني أجعل سماعات الجوال بإذني دائما حتى لا أسمع شيئا!.

أريد جوابا شافيا! ما هو الاستهزاء المكفر؟ هل كل كلام عن الدين أو شيء له علاقة بالدين إذا كان بأسلوب مضحك أو مداعبة يكون كفرا؟

وهل عندما يتحدث أحد ويستهزئ، وهناك شخص جالس، ولكنه لم يضحك، وليس راض بقلبه عن الكلام، ولكنه لم يغادر المجلس، ولم ينكر، فقط صامت أو مشغول بشيء أو يتحدث، هل يكفر هو بذلك؟

أيضًا وساوس بالشرك، وأفكار غريبة .. متعبة، أحيانًا أقول بقلبي لن ألتفت لها! ولكن سرعان ما أقول بنفسي أخشى أن لا تكون وساوس، والله لو أعلم أنها وساوس فو الله لن أفكر بها.

ولكن ليس هناك أحد أسأله عنها حتى يعلمني.. تعبت مرضت حالتي سيئة

ماذا أفعل؟ أريد جوابا شافيا، أريد حلا يريحني طيلة حياتي أرجوكم.
علمًا بأن هذه الوساوس تذهب في بعض الأوقات! وهذا يعطيني يقينا جازما أنها فعلًا وساوس، ولكن عندما تعود لي من جديد لا أستطيع الحكم بأنها وساوس.

أريد أحدا يقول لي اتركي كل الوساوس التي تأتيك حتى لو وصل الشك ما وصل.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س . حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يشفيك، ويذهب عنك ما تعانين، نحن نطمئنك أولا أيتها البنت الكريمة، ونقول لك إن إيمانك -ولله الحمد- باق، وأنت لا تزالين على دينك، وكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على وجود الإيمان في القلب، إذ لا ينزعج القلب من هذه الوساوس والخواطر إلا لما فيه من التصديق بالله تعالى، والإيمان به وما بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولولا هذا الإيمان لما انزعج القلب، وما كنت تشعرين بهذا الألم، وقد اشتكى قبلك أناس كثيرون هذه الوساوس، ومن أولئك بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شكوا إلى رسول الله أن الواحد منهم يجد في صدره من الوساوس ما يكره أن يتحدث به، ويفضل أن يحرق حتى يصير فحما على أن يتكلم بذلك، الذي يجده في صدره بلغ به الحال إلى هذا القدر، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشكوى منهم قال: ذاك صريح الإيمان".

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كراهتهم لهذه الوسوسة، ونفورهم منها، وخوفهم من التحدث بها جعل ذلك كله دليلا صريحا على وجود الإيمان في قلوبهم، ونحن نقول لك إن خوفك من هذه الوساوس، وانزعاجك منها دليل على إيمانك فقري عينا واهدئي بالا واطمئني قلبا أن الإيمان لا يزال باقيا فيك، -والحمد لله رب العالمين- ولا تلتفتي لهذه الوساوس، وعلاجك منها أمران دل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم الأمر الأول: أنه إذا عرض لك هذا العارض، وحدثت هذه الوسوسة فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.

الأمر الثاني: أن تصرفي ذهني عن التفكر في هذه الوساوس، والاسترسال معها بأن تشغلي نفسك بشيء آخر مما يعود عليك بالنفع من أمر دين، أو دنيا، وهذان الدواءان قال عنهما الني صلى الله عليه وسلم، وهو يوجه النصح لمن يعاني شيئا من الوسوسة قال: فليستعذ بالله ولينته" فاستعيذي بالله، وانتهي عن الاسترسال مع هذه الوسوسة، واعلمي أن الشيطان إذا يئس منك بأن لم يجد منك قبولا ولا استرسالا مع الوساوس، فإنه سينصرف عنك، ويتحول إلى غيرك.

فهذه الوساوس لن تضرك على أي حال بالغة ما بلغت، ولو أصبت بوسواس في عباداتك، فادفعيه عن نفسك، ولا تلتفتي إليه، ولا تعملي بمقتضاها، وإذا سلكت هذا السبيل واتبعت هذا الطريق، فإنك ستشفين بإذن الله تعالى، وقد قال العلماء قديما وحديثا بأنه لا علاج للوساوس مثل الأعراض عنها.

نسأل الله تعالى أن يذهب عنك كل ما تجدين.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1933 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2401 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1601 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ