أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من عدم الثقة بنفسي، فمباذا تنصحوني؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الجامعة، عمري 20 عاماً، أعاني من عدم الثقة بنفسي، فأصبحت أتلعثم حين أتحدث مع الآخرين وأبلع ريقي، ودائما أشعر بأنهم يراقبونني في كل تصرف أقوم به، وحين ألقي كلمة في المحاضرة أجد نفسي أرتعش، وتزيد نبضات قلبي، فأنا ﻻ أجيد أو لا أستطيع التحدث مع صديقاتي في أي موضوع خجلا لأنني أتلعثم، وبسببها بدأت أفقد صديقاتي، فأنا أيضا لم أعد أجيد استخدام تعابير وجهي.
وأشعر دائما أن الناس تراقبني، وينتظرون الخطأ مني كي يسخرون علي، وهذا ما يحصل لي، خاصة بأسرتي حيث أني ﻻ أشعر بالانتماء لهم.

وفي وقت راحتي أجد أطرافي ترتعش بلا سبب، وﻻ أبدو مسترخية تماما حتى مع عائلتي، لم أعد أستطيع الجلوس معهم، أو التحدث كثيرا، فهم أيضا سيئين التعامل معي، لذلك أبتعد قدر الإمكان عنهم.

أرجوكم ساعدوني، فأنا تعبت كثيراً من التفكير بهذا الموضوع، فأنا لم أكن كذلك مطلقا، وقد تفاجأت بأني أفقد الثقة بنفسي شيئاً فشيئاً بعد أن كان الكل يثني علي، مع أني دائما أحفز نفسي بنفسي، لكن سرعان ما أفقد ثقتي بنفسي، مع أني أحب التواصل والكلام مع الآخرين، ولعلي يا دكتور أعرف السبب في ذلك لكن أتمنى منكم مساعدتي وإعطائي التشخيص الوافي، فأنا ﻻ أريد الذهاب لطبيب نفسي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


إن حالتك - إن شاء الله - حالة بسيطة، نسميها بالقلق الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، وهي لم تصل الحمد لله لدرجة الرهاب الاجتماعي المطلق.

هذه الحالة لا يعرف سببها بالضبط، لكن دراسات كثيرة تشيرإن الإنسان إذا تعرض لموقف كان فيه شيء من الخوف في أثناء الطفولة ربما يتولد عن ذاك الموقف الخوف في المستقبل عند المواجهات الاجتماعية، والأمر لا يتعلق بضعف في الشخصية، أو قلة في الإيمان، هو خوف مكتسب وليس أكثر من ذلك.

وكثير من الدراسات أشارت أن الإنسان حين يفهم طبيعة تشخيصه تجده بعد ذلك يسعى للتخلص منه.

فأنا أقول لك إن الحالة حالة بسيطة جدًّا، حالة قلقية، وفي ذات الوقت المشاعر التي تأتيك من تسارع في ضربات القلب وشعور بالتلعثم وتغير في الوجه، هذه المشاعر ليست كلها حقيقية، هنالك مبالغة كبيرة جدًّا فيما تشعرين به.

نعم الجهاز العصبي اللاإرادي ينشط من خلال إفراز مادة الأدرينالين، وهذه تؤدي إلى بعض التغيرات الفسيولوجية، لذا يشعر الإنسان بضربات القلب وبقية الأعراض، لكنها ليست بالشدة التي تتصورينها، كما أنها ليست مدركة من قبل الآخرين، فلا أحد يقوم بمراقبتك أو ملاحظتك أو يستهزأ بك أو يسخر منك. فأرجو أن تستوعبي هذا تمامًا، وهذا أحد طرق العلاج الجيدة.

ثانيًا: أريدك أن تكوني فعالة، يجب أن تكون لك حيوية خاصة في داخل المنزل، شاركي أهل بيتك في كل أعمال البيت، حتى أعمال المطبخ، وكوني لك حضور هنا وهناك، هذا نوع من التفاعل الاجتماعي الجيد والممتاز.

وعلى مستوى الجامعة لابد أن تكون لك صحبة طيبة وخيرة، مع الفتيات اللواتي تثقين بهنَّ، وحاولي دائمًا أن تحضري مواضيع، مواضيع عامة، مواضيع حول الدراسة، مواضيع أجتماعية، شيء في التاريخ، أمور الدين، وحاولي أن تتطرقي لهذه المواضيع حين تلتقي بصديقاتك، بمعنى أن الإنسان إذا كان له ذخيرة من المعرفة جيدة يستطيع من خلالها أن يتخطى حاجب الخوف الاجتماعي. وبالطبع يجب أن تتخيري الموضوع وحسب المقام، لا يمكن أن تتكلمي في موضوع علمي ذو جدية وفي تلك اللحظات، وتجاذبي الحديث العادي والضحك مع صديقاتك فإذن التزود المعرفي يفيدك كثيرًا.

أمر آخر ضروري جدًّا: دائمًا حين تقابلي صديقاتك أبدئي أنت بالسلام والتحية، هذا
- إن شاء الله تعالى - يعطيك قدرة على المبادرات الإيجابية، وحين يسلمن عليك ردي التحية بأحسن منها، أسأليهنَّ عن أحوالهنَّ، عن أهليهنَّ، عن أمور تخص الدراسة . وهكذا، هذه مهارات اجتماعية بسيطة جدًّا، لكنها فائقة الروعة وضرورية ومهمة جدًّا.

كنت أتمنى أن تذهبي إلى طبيب نفسي للمزيد من الشرح والتدرب على تمارين الاسترخاء.

ولابد أن يصرف لك الطبيب علاجًا دوائيًا، لكن بما أنك لن تستطيعي الذهاب إلى الطبيب أرجو أن تتشاوري مع أهلك وذويك، وأنا من جانبي أقول لك أنه توجد أدوية سليمة جدًّا، ليست إدمانية وليست تعودية، ولا تؤثر على الهرمونات النسائية، وهي مفيدة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي والقلق والتوتر.

من أحد هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) هو معروف جدًّا، ويعرف علميًا باسم (باروكستين) وأنت تحتاجين لتناوله بجرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناوليها يوميًا بعد الأكل، أستمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله. هو دواء سليم جدًّا وفاعل جدًّا وسوف يفيدك كثيرًا، خاصة إذا طبقت معه الإرشادات السلوكية السابقة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على ثقتك في موقعك هذا إسلام ويب.
والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أصاب بخوف وذعر شديد عند قراءتي لكل ما يقال عن علامات الساعة! 2020 الأربعاء 27-02-2019 06:23 صـ
ما هو الوقت المناسب للنوم والاستيقاظ ليلا أو نهارا؟ 19341 الأحد 06-07-2014 03:10 صـ
هل يمكن أن أعود لدراسة الطب وأكون طبيبا ناجحا بعد عمر الأربعين؟ 20792 الثلاثاء 25-02-2014 11:07 مـ
لدينا طفل صغير له حركات غريبة 41357 الاثنين 17-06-2013 02:26 صـ
هل إجراء العملية التجميلية سيكون حلا لمعاناتي؟ 3531 الخميس 20-12-2012 10:21 صـ