أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلاشك أن عدم وجود فاصل كاف بين الحملين, واستمرارك في إرضاع طفلك الأول خلال الحمل الثاني, قد وضع عبئاً كبيراً على جسمك .

عادة ننصح السيدة المرضع أن تقوم بفطام طفلها في حال حدوث حمل جديد, وذلك لتخفيف العبء عن جسمها, لأنه سيصعب جداً أن يستطيع الجسم, مهما كانت تغذيته أن يؤمن متطلبات الحمل والإرضاع في آن واحد، وكذلك متطلبات الجسم نفسه, خاصة إن كانت السيدة قد ولدت من فترة قريبة, ولم يمض بعد سنة على الولادة.

على كل حال إن كان تحليل الدم طبيعياً ولا يوجد عندك فقر بالدم, فهذا أمر مطمئن, إن شاء الله.

وللاطمئنان أكثر, ولنفي أي سبب عضوي يختفي وراء هذه الأعراض المتعددة, فإنني أرى أن يتم عمل التحاليل الآتية:
تحاليل للغدة الدرقيةTSH-FREE T3-T4
وظائف الكبد والكلية KFT-LFT
تحليل للفيتامين ب12-B12

إن كانت النتائج طبيعية إن شاء الله, فقد يكون سبب هذه الأعراض هو حدوث حالة إرهاق مزمن, والمعالجة هي معالجة عرضية.

أنصحك بأخذ قسط وافر من الراحة والنوم لمدة لا تقل عن 7-8 ساعات, فإن كنت لا تنامين جيداً في الليل, وهذا أمر متوقع في مثل ظروفك, فيجب أن تعوضي ذلك في النهار, ويمكنك طلب المساعدة من والدتك أو أختك أو أي أحد يمكنه تقديمها لك, إن كنت غير قادرة على تدبر الأمور وحدك.

كما أنصحك بتناول الفيتامينات المختلطة مثل نوع سنتروم centrum حبة يومياً, فحتى لو كان (الهيموغلوبين) عندك طبيعياً, ولا يوجد فقر في الدم, فإن بعض العناصر الأخرى الهامة قد تكون ناقصة بسبب الحمل المتقارب والإرضاع.

إن استمرت لديك الأعراض -خاصة إن ترافقت مع قلة في الشهية أو اضطراب في النوم- فقد يكون لديك حالة نسميها (اكتئاب ما بعد الولادة ) وهو نوع من الاكتئاب ينتج عن الحمل نفسه وعن هرموناته, ويزيد في حالة الإرهاق, وهنا أنصحك بعرض نفسك على الطبيبة المختصة لعمل الكشف الطبي أولاً قبل تناول أي علاج إضافي.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائمًا.